كشفت مصادر عن تحرك الدبلوماسية الجزائرية لإقناع السعودية بضرورة إعطاء فرصة لاختبار المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» لوقف المعارك في اليمن.
ونقلت مصادر صحفية اليوم السبت عن المصادر التي لم يتم تسميتها، قولها إن الجزائر نقلت رسائل إيرانية إلى الرياض عن استعداد «الحوثيين» لوقف المعارك في عدن والانسحاب من صنعاء والعودة إلى معاقلهم في صعدة مقابل وقف التحالف العربي لغاراته اليومية في اليمن على معاقل «الحوثيين».
هذا ولم تكشف المصادر عن الرد السعودي على الرسائل الإيرانية.
وبعث وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» رسالة إلى الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، «بان كي مون» تتضمن تصورا إيرانيا للحل في اليمن، ودعا المجتمع الدولي للعمل على إعلان وقف إطلاق النار هناك، مؤكدا أنه لا حلا عسكريا للنزاع اليمني.
وتضمنت رسالة «ظريف» خطة سلام من أربع نقاط كان قد أعلن عنها في باكستان قبل أيام، وتدعو إلى: «وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الهجمات العسكرية الأجنبية، وتقديم المساعدات الإنسانية، واستئناف حوار وطني واسع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة».
وقالت وكالة «رويترز» إن الدبلوماسيين الغربيين والعرب لم يظهروا اهتماما يذكر بالخطة الإيرانية، قائلين إنهم لا يعتبرون إيران وسيط سلام محايدا في اليمن.
وأكد مسؤولو «الأمم المتحدة» تسلم الخطاب، وقالوا إن إيران طلبت توزيعه على الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، ولم يتضح كيف سيتعامل المجلس مع المقترح.
وجاء في رسالة «ظريف» يتعين على المجتمع الدولي أن يشارك بشكل أكثر فعالية في وضع حد للهجمات الجوية العبثية وإعلان وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية والطبية لشعب اليمن واستعادة السلام والاستقرار إلى هذا البلد من خلال الحوار والمصالحة الوطنية دون أي شروط مسبقة.
ودعا الأمين العام لـ«الأمم المتحدة» أول أمس الخميس إلى وقف فوري لإطلاق النار من جميع الأطراف في اليمن، وهي المرة الأولى التي يوجه فيها مناشدة من هذا النوع منذ بدء عملية «عاصفة الحزم» التي تقودها السعودية ضد ميليشيات «الحوثيين».
وكان نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء «خالد بحاح» قد أكد أول أمس الخميس أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأي مبادرة قبل وقف الحرب في مدينة عدن.
وقال «بحاح» في مؤتمر صحافي بالسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض إنه لا يمكن القبول بأية مبادرة للحل في اليمن دون إيقاف آلة الحرب على الأرض وخاصة في عدن فهي مفتاح الحل والسلام، موضحا حينها أنهم لم يتسلموا رسميا أية مبادرة لحل الأزمة.
وأضاف: «يجب أن نجلس على طاولة الحوار المتكافئ وعلى الحوثيين وصالح تطبيق القرارات الدولية فورا».
وشدد «بحاح» أن صنعاء لن تتعاطى مع أي مبادرة قبل وقف الحرب، و تنفيذ بنود قرار «مجلس الأمن الدولي» رقم 2216 بشأن اليمن.