أوروبا تتطلع إلى استيراد الغاز من إيران للتخلص من تبعية روسيا

الأحد 19 أبريل 2015 07:04 ص

تتطلع أوروبا إلى تنويع مصادرها من الطاقة عن طريق الغاز الإيراني، وسط مساعيها إلى تأمين امداداتها لتجنب التبعية لروسيا في هذا المجال، خصوصا مع احتمال إبرام اتفاق نووي من شأنه أن يمهد الطريق لرفع العقوبات عن طهران، وذلك رغم تحذير الخبراء من أن هذا الأمر «سيستغرق وقتا طويلا».

ويراهن الاتحاد الأوروبي على الممر الجنوبي في إشارة إلى مجموعة من أنابيب الغاز بنيت لتزويد دول جنوب الاتحاد الاوروبي بالغاز من أذربيجان ومن دول شرق أوسطية بما فيها ايران، عبر تركيا.

وقال مفوض الطاقة «ميغيل أرياس كانيتي»، الأربعاء الماضي لوكالة الأنباء الفرنسية، خلال اجتماع مع الوزراء الأوروبيين في ريغا، أن «هذه واحدة من أولوياتنا».

ومن المنتظر أن تصبح هذه الخطوط عملانية عام 2019، كما يُتوقع في مرحلة أولى أن تقوم بضخ عشرة مليارات متر مكعب من الغاز سنويا إلى بلغاريا واليونان، لكنها «لن تكون كافية» بحسب المفوضية. غير أنه مع الغاز الإيراني بعد رفع الحظر الدولي عن طهران «يمكن زيادة القدرة إلى 40 مليار متر مكعب من الغاز سنويا، وهذا يفي بالغرض»، حسب ما قال مسؤول أوروبي للوكالة الفرنسية.

وتسعى أوروبا جاهدة لتنويع المصادر والموردين وطرق الإمداد، واستوردت أوروبا 53% من استهلاكها من الغاز في 2014 بـ400 مليار يورو. وهي تشتري 125 مليار متر مكعب سنويا من مجموعة «غازبروم» الروسية فقط، نصفها يتم ضخها عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية، ما يوفر مصدر دخل لهذا البلد بدوره. إلا أن الإمداد عبر أوكرانيا أصبح غير ثابت بسبب الخلاف المالي المستمر بين «غازبروم» وشركة نفتوغاز الأوكرانية. وقد تفاقمت هذه الأزمة المالية مع تصاعد الحرب بين الطرفين.

من ناحيته، يهدد رئيس شركة «غازبروم»، «الكسي ميلر» بإنهاء الإمداد عبر أوكرانيا في 2019. في الوقت الذي كان يعول فيه على خط أنابيب ساوث ستريم إلى بلغاريا، والذي يمر تحت البحر الأسود، للالتفاف على أوكرانيا. ولكن تم التخلي عن المشروع بسبب رفض «غازبروم» الإمتثال لقواعد المنافسة لدى الاتحاد الاوروبي.

وتوضح الوكالة الفرنسية أنه سيحل بدلا منه، مشروع «توركيش ستريم» الذي أطلقه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في ديسمبر/كانون الأول من عام 2014 الماضي، بقدرة استيعاب 63 مليار متر مكعب، وهو ما يعادل بالضبط كميات الغاز الروسي التي تعبر من أوكرانيا سنويا. وسيتم التوزيع من تركيا، على أن يقوم الأوروبيون ببناء البنى التحتية الكفيلة بإيصال الغاز إلى أوروبا.

إلا أن الأوروبيين يعتقدون أن «توركيش ستريم لن يرى النور». فوفقا للوكالة فإن اليونان سبق وأعربت عن اهتمامها بالقول «لكن شيئا لم يوقع حتى الآن، ولم يتم إبرام أي عقد»، بحسب متحدث باسم المفوضية الأوروبية. وقال مسؤول أوروبي كبير لوكالة فرانس برس أن الاستثمارات اللازمة لهذا المشروع «ستكون هائلة».

وحول ذلك، يقول خبراء أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي تجنب الحلم المفرط بالغاز الإيراني. وقالت «جودي ديمبسي» من معهد كارنيغي، بقوله: «من الواضح ان ايران بديل، ولكن يتعين على الاوروبيين الا يضعوا بيضهم في سلة واحدة». مضيفًة أن «إيران لن تكون قادرة على تلبية مجمل متطلبات الإتحاد الأوروبي».

وبحسب «دانييل غروس» من مركز دراسات السياسة الأوروبية، يقول «سيستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن تصبح إيران بديلا متينا عن غازبروم، وسيبقى الغاز الروسي لمدة طويلة أقل ثمنا».

ويضيف المسؤول الأوروبي أن «السؤال ليس في مسألة التخلي عن الغاز الروسي، لكن النرويج تنتج بكامل قدراتها، وبالنسبة للجزائر الغنية بالغاز فإن إطار الاستثمارات، وخصوصا لجهة الضرائب، يثير مشاكل». مختتما بالتأكيد على أن «المصدر الرئيسي للتنويع هو الغاز الطبيعي السائل»، لكن الخبراء يحذرون من أن «سعره سوف يكون دائما أعلى من سعر الغاز الطبيعي الروسي».

 

  كلمات مفتاحية

روسيا إيران الغاز الطبيعي الاتحاد الأوروبي

إيران تتطلع إلي تصدير الغاز الطبيعي إلى الكويت

إيران تعتزم تصدير الغاز الطبيعي إلى العراق بعد رفع العقوبات عنها

روسيا تبحث إنشاء خط أنابيب لتصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا

ضغوط على أوكرانيا بسبب تراجع العملة ومخاطر وقف إمدادات الغاز الروسي

«نهاية الإدماج» في أوروبا: ألمانيا نموذجاً

روسيا تتوقع زيادة معاناتها الاقتصادية خلال 2015 في ظل استمرار العقوبات الدولية

لماذا تفضل روسيا تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا؟

تركيا تسمح بإجراء أبحاث بحرية حول خط الغاز الروسي الجديد

تحول روسيا إلى الصين .. ليس مجرد دعاية !

صندوق النقد الدولي يرسم صورة قاتمة لأوروبا

تركيا تتفق مع أذربيجان على تقديم موعد إنجاز مشروع «تاناب» الغازي