صرح الرئيس الإيراني «حسن روحاني» بأن التدخل العسكري ليس هو الخيار لتسوية أزمة اليمن، داعيا إلى القبول بمبادرة بلاده في هذا الشأن.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عنه اليوم الثلاثاء قوله أن «حل المشكلة مرهون باليمنيين أنفسهم ومن خلال الحوار»، لافتا إلى أن هناك «دولة فشلت في تحقيق أمنياتها بالمنطقة، وقادها هذا الفشل إلى أن تفقد توازنها الروحي والفكري، لذا حولت ذلك إلى قنابل تلقيها على رؤوس أبناء بلد آخر» ، دون أن يذكر اسم البلدين صراحة، غير أن كثيرين من المراقبين اعتبروا أن حديثه يشير بوضوح إلي السعودية واليمن.
وأضاف: «نواجه في المنطقة اليوم العنف والإرهاب، وحتى الحروب الداخلية في بعض الدول .. وللأسف فإننا نشهد تدخلا غير مسؤول من قبل بعض الدول في البلدان الأخرى، وهذا يتعارض مع أحكام الإسلام والقرارات والقوانين الدولية».
وأشار إلى أن: «تدمير البنى التحتية لبلد فقير وقتل النساء والأطفال والرجال الأبرياء بالغارات لا يمكن تبريره إلا بأن بلدا (الذي يقف وراء ذلك) قد فقد توازنه. فالبلد الذي جعل أمنياته أساسا ومنطلقا لعمله في العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا قد فشل في تحقيق هذه الأمنيات، وقد أدى به هذا الفشل إلى فقد توازنه الروحي والفكري وتحويل ذلك إلى قنابل يلقيها على رؤوس أبناء بلد آخر»، بحسب تعبيره.
واختتم «روحاني» كلمته قائلأ: «نأمل أن يعود الجميع إلى رشدهم وأن يقبلوا مبادرة السلام الإيرانية»، مشددا مرة أخري علي أن «التدخل العسكري قطعا، ليس هو الخيار لتسوية المشكلة القائمة في اليمن وأن حل المشكلة رهن باليمنيين أنفسهم ومن خلال الحوار».
وكان وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف» قد بعث رسالة إلى الأمين العام لـ«الأمم المتحدة»، «بان كي مون» تتضمن تصورا إيرانيا للحل في اليمن، ودعا المجتمع الدولي للعمل على إعلان وقف إطلاق النار هناك، مؤكدا أنه لا حلا عسكريا للنزاع اليمني.
وتضمنت رسالة «ظريف» خطة سلام من أربع نقاط كان قد أعلن عنها في باكستان قبل أيام، وتدعو إلى: «وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الهجمات العسكرية الأجنبية، وتقديم المساعدات الإنسانية، واستئناف حوار وطني واسع، وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة».
غير أن نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء «خالد بحاح» قد أكد الخميس الماضي أن الحكومة اليمنية لن تقبل بأي مبادرة قبل وقف الحرب في مدينة عدن، وأضاف «بحاح» في مؤتمر صحفي بالسفارة اليمنية في العاصمة السعودية الرياض إنه لا يمكن القبول بأية مبادرة للحل في اليمن دون إيقاف آلة الحرب على الأرض وخاصة في عدن فهي مفتاح الحل والسلام.
وقال المتحدث باسم الحكومة اليمنية «راجح بادي» لـ«رويترز» أول أمس عبر الهاتف من العاصمة القطرية الدوحة: «نرفض المبادرة الإيرانية... هدف المبادرة المناورة السياسية فقط».