استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«عاصفة الحزم».. ضربة للمشروع الإيراني

الاثنين 20 أبريل 2015 05:04 ص

شكلت تصريحات المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي والرئيس حسن روحاني مسعى لتحقيق مكاسب وللرد على «عاصفة الحزم»، وتصعيداً ورفعاً لسقف المطالب للرد على تهجم وانتقادات أميركا لسياسات طهران. واستدعت إيران القائم بالأعمال السعودي احتجاجاً على اتهامات الناطق باسم «عاصفة الحزم» لطهران، ووجود أدلة تؤكد دعمها وتدريبها للحوثيين بما في ذلك التدريب على قيادة مقاتلات.

وتحركت طهران دبلوماسياً واستعرضت عسكرياً! وحركت أيضاً أذرعها لشن هجوم على السعودية وعاصفة الحزم، بتصريحات متحاملة من حسن نصرالله، أمين عام «حزب الله». أما رئيس وزراء العراق حيدر العبادي فأطلق هو أيضاً تحذيراً وادعاءً مريباً من واشنطن محذراً من أن «القتال في اليمن قد يشعل الحرب في المنطقة بأسرها»، مشيراً إلى أن المسؤولين الأميركيين يشاركونه مخاوفه، ويرغبون في وقف هذا الصراع بأسرع ما يمكن. وهو ما نفاه البيت الأبيض لاحقاً!

وبعد التوصل لاتفاق إطار حول برنامج إيران النووي، بدأت تحاول قلب الطاولة على القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة! والسؤال: ما الذي يجري هنا؟ هل هو تراجع تكتيكي، عن اتفاق الإطار النووي الذي وصفه المرشد بـ«البيان»، وامتدحه الرئيس أوباما وروحاني ووصفاه بـ«التاريخي»، فيما وصفه وزير خارجية إيران ظريف، ووزير خارجية أميركا «كيري» بالاتفاق «الجيد»!

وأشاد به أيضاً حلفاء إيران في المنطقة وخاصة النظام السوري و«حزب الله» زاعمين أنه انتصار! ليبدأ بعد ذلك التراجع المنسق والممنهج، بتوزيع الأدوار بين المعتدلين (روحاني) والمحافظين (المرشد والحرس الثوري)! ويحذر التيار المحافظ روحاني بأنه لا اتفاق إذا لم ترفع العقوبات في يوم التوقيع على الاتفاق النهائي في 30 يونيو! وفي رد سريع من واشنطن أكدت أن «العقوبات على إيران ستُرفع على مراحل، بعد الاتفاق النووي النهائي».

لم يلزم المرشد نفسه في أول تعليق له على اتفاق الإطار النووي بالموافقة أو الرفض! مع إيحاء بأن ما حدث لا يضمن التوصل لاتفاق نهائي في نهاية شهر يونيو! وهذه حالة كلاسيكية لعقلية «البازار» التي يبرع فيها الإيرانيون! وتسعى المقامرة الإيرانية لرفع التكلفة للحصول على المزيد من التنازلات، وللرد على انتقادات ورسائل أوباما الداعمة لعاصفة الحزم وتزويد السعودية والحلفاء الخليجيين بالأسلحة بسرعة.

وهنالك تلميح بضوء أخضر للعرب لشن حرب على الأسد في سوريا! وتصريحات لـ«كيري» عن علم واشنطن بالدعم الذي تقدمه إيران للحوثيين، وأنها لن تبقى مكتوفة الأيدي ضد من يهدد استقرار المنطقة.

وجاء الهجوم من المرشد على عاصفة الحزم ومطالبته للسعودية بوقف «أعمالها في اليمن». وتوجيه رسائل لأميركا للضغط على السعودية ودول التحالف لوقف العمليات، حتى لا تصبح عاصفة الحزم عصا العرب الغليظة لضرب مشروع إيران في الصميم في مناطق نفوذها وحلفائها!

وكان ملفتاً تعليق وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ عبدالله بن زايد بأن «إيران تتدخل في اليمن وفي المنطقة. ودول الخليج العربية ليس لديها ما يجعلها تأمل في بناء علاقات طبيعية مع طهران».

وضغطت إيران على باكستان بسلاح الغاز لعدم المشاركة في عاصفة الحزم. وصوت برلمانها بما يفيد ذلك. هذا بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني ظريف إلى إسلام آباد، مع تأكيد باكستان الوقوف إلى جانب السعودية والدفاع عن الحرمين الشريفين.

إن ازدواجية معايير إيران تكشف زيف مواقفها المتناقضة، فلطالما ادعت الدفاع عن «المستضعفين»، ولكن انحيازها بل زجها بالحرس الثوري والسلاح في بؤر الصراع في الدول العربية، وخاصة العراق وسوريا، أغضب الكثير من العرب والمسلمين، وخاصة أن إيران لم تشجب ما يجري من حرب إبادة وتدمير وقتل ممنهج في سوريا والعراق أو تصفه حتى بالأعمال الوحشية. بينما سارعت للمطالبة بوقف عاصفة الحزم والعمليات العسكرية التي تستهدف أحد أذرعها ووكلائها.

ولا ترى القيادة في إيران حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد على الشعب السوري مع أنها قتلت ربع مليون مسلم وشردت نصف الشعب السوري، وجرائم وطائفية المالكي وإقصاءه لمكون رئيسي من مكونات المجتمع العراقي، ولا ترى جرائم ميليشيات «الحشد الشعبي» الطائفية التي انتقدها وزير الدفاع العراقي نفسه، ووصف أعمالها بالمشينة، وقبله أدانت تصرفاتها أميركا و«بان كي مون» ومنظمة «هيومان رايتس ووتش».

وكأنها لا ترى ما قام ويقوم به حلفاء إيران في اليمن، والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، ولم تصف تلك الجرائم بأنها حرب إبادة. بل تسوقها كدأبها مع حلفائها على أنها حرب على المتطرفين والإرهابيين والتكفيريين!

واضح أن اليمن الذي يشكل البؤرة الأقل أهمية في مناطق نفوذ إيران قد تحول إلى كتلة نار، حيث تسخن الحرب الباردة بين إيران والسعودية وحلفاء الطرفين. وقد نجحت عاصفة الحزم، بالجرأة على تنفيذها واستمرارها، في تحقيق أهدافها، ووجهت ضربة قوية لمشروع إيران في المنطقة.

وطبيعي أن تستمر إيران وأذرعها في انتقاد عاصفة الحزم، ومحاولات إجهاضها، حتى لا تتحول إلى درع ونواة لمشروع يفكك ويبعثر مشروع طهران الإقليمي، ويحقق توازناً قوياً في المنطقة، مما يضع إيران وحلفاءها في وضع دفاعي ويصيب تدخلاتها ومشروعها في مقتل!

  كلمات مفتاحية

اليمن ايران الحوثيين السعودية عاصفة الحزم توازن استراتيجي الإمبراطورية الإيرانية

«نصرالله» وإيران و«عاصفة الحزم»

«فورين بوليسي»: اتفاق إيران النووي يهدد توازن القوة الدقيق في الشرق الأوسط

الجيو ـ سياسي والطائفي في «عاصفة الحزم»

«القدس العربي»: المنظومة العربية ترد على ”الإمبراطورية الإيرانية“

السعودية ترى انتصارات الحوثيين مكاسب لإيران

«روحاني»: هناك دولة فقدت توازنها الفكري لفشلها في تحقيق أمنياتها في المنطقة

مسؤول إيراني: السعودية تعاني من «مشاكل ونزاعات على السلطة في هيكلية نظامها»

لنواجه إيران و«داعش» بأدواتهما نفسها