شاركت دول عربية مختلفة بوفود رفيعة المستوى من مسؤوليها، في إحياء ذكري «ضحايا الأرمن» التي يتهم فيها مسيحيو الأرمن الدولة العثمانية بارتكابها في حقهم وسقوط ما يزيد عن المليون قتيل فيها، بحسب مزاعمهم، وهو ما تنكره السلطات التركية، مشددة على ضرورة الحذر في ذكر أحداث التاريخ.
وأوضحت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية «وام»، أن وفد دولة الإمارات العربية المتحدة الممثل بوزير الصحة «عبدالرحمن بن محمد العويس»، قد عاد أمس السبت، من العاصمة الأرمينية يريفان، بعد أن مثل الدولة في مناسبة ذكرى مرور مئة عام على ما يسمي «الإبادة ضد الأرمن».
وشارك البابا «تواضروس الثاني» بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية فى القداس الذى أقيم الخميس الماضي على «أرواح ضحايا المذابح التركية ضد الأرمن»، حيث بدأ البابا «تواضروس الثاني» يوم الأثنين الماضى زيارة لأرمينيا تستغرق أسبوعا للمشاركة فى الاحتفالات بإحياء الذكرى المئوية لتلك المناسبة.
كما شارك إلى جانب الإمارات ومصر، كل من النظام السوري ولبنان، إلى جانب 61 دولة ومنظمة دولية شاركت في الاحتفالات بمئوية أحداث عام 1915، وجاء من بين الحضور رؤساء روسيا وفرنسا وقبرص وصربيا ووزير الخزانة الأمريكي ووزير الهجرة الكندي.
من ناحيتها، تؤكد تركيا على عدم مصداقية إطلاق صفة «الإبادة العرقية» على أحداث 1915، واصفة إياها بـ«المأساة» لكلا الطرفين، حيث تدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور «الذاكرة العادلة الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الطرف الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى كل طرف»، وفقا للسلطات التركية.
وتزامنا مع ذلك، اقترحت تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين أتراك وأرمن، وخبراء دوليين.
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» قد استنكر قبل أيام، تصريحات بابا الفاتيكان «فرنسيس» الأخيرة، محذرا إياه من مغبة «تكرار تصريحاته الخاطئة حول أحداث عام 1915»، معربا عن اعتقاده أن البابا «لن يقع في مثل هذا الخطأ مجددا».
وكان البابا «فرانسيس» بابا الفاتيكان، ترأس قداسا خاصا، في كاتدرائية القديس بطرس، بمشاركة الرئيس الأرميني «سيرج ساركسيان»، إحياء لما يسمى بـ «ذكرى ضحايا الأرمن»، الذين يفترض أنهم فقدوا حياتهم في عام 1915م خلال أحداث الحرب العالمية الأولى، وقال البابا في كلمته: «إنَّ أول إبادة جماعية في القرن العشرين وقعت ضد الأرمن» في عهد الدولة العثمانية، على حد زعمه.
وقال «أردوغان» حول ذلك: «عندما يقوم السياسيون ورجال الدين بما ينبغي على المؤرخين القيام به، تتلاشى الحقائق ويظهر أمامنا ذلك الهذيان الذي نراه اليوم، وأود بهذه المناسبة أن أجدد دعوتي لتشكيل لجنة مشتركة، وأن أؤكّد على شفافيتنا في فتح أرشيفنا بالكامل، ويحضرني أن أوجه إدانتي وتحذيري للبابا، من مغبة تكرار مثل هذه الأخطاء، التي أعتقد أنه لن يقع فيها مجددا».
وأضاف مؤكدا: «لن نسمح بإخراج الأحداث التاريخية عن مسارها، وتحويلها لأداة في حملة تشن ضد بلدنا وأمتنا».