أكد السودان استعداده للمشاركة بقوات برية وبحرية، في إطار القوة العربية المشتركة، التي تم الاتفاق بشأنها في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ ومخرجات اجتماع رؤساء أركان الجيوش العربية مؤخراً في القاهرة، وذلك تفعيلاً لاتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وقال المستشار «عبد الرحمن إبراهيم»، مساعد الملحق الإعلامي لسفارة السودان في القاهرة، في بيان وزعته السفارة: «إن مشاركة السودان في عملية عاصفة الحزم جاءت في إطار الاستجابة للإجماع العربي والحفاظ على الشرعية في اليمن ودعم وحدتها وسلامة أراضيها».
وتابع المستشار «إبراهيم» أن اتخاذ السودان هذا الموقف كان من أجل أمنه القومي الاستراتيجي في البحر الأحمر، وذلك لأن «أي تهديد للملاحة في البحر الأحمر يعتبر خطا أحمر بالنسبة للسودان، لما يمتاز به ميناء بورتسودان من أهمية استراتيجية للسودان ولدول الجوار». مضيفا أن مشاركة السودان من شأنها المساهمة في «ردع الحركات المتمردة الإرهابية، وعدم السماح لها بتهديد النظم الشرعية، وغير خاف ما يعانيه السودان من مثل هذه الحركات المتمردة».
كما أضاف المستشار «إبراهيم» أن «موقف السودان يعتبر استجابة لدعوة المملكة العربية السعودية، وكذلك لمنع أي تهديد لبلاد الحرمين الشريفين، وهو موقف ثابت للسودان تجاه القضايا الإقليمية في الإطار العربي»، لافتا إلى امتلاك السودان جالية كبيرة موزعة على دول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، وهو الأمر الذي أكد أنه «يحتم على القيادة السودانية اتخاذ هذا الموقف لمواجهة الخطر القادم الذي يهدد سلامة المنطقة».
وكان رؤساء أركان الدول الأعضاء في الجامعة العربية، قد اجتمعوا الأربعاء الماضي، بمقر الجامعة بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل قوة عربية مشتركة، وفي كلمته، قال «نبيل العربي» الأمين العام للجامعة العربية إنه «ليس المقصود بإنشاء قوة عربية مشتركة إنشاء حلف عسكري جديد أو جيش موجه ضد أي دولة بل قوة تهدف إلى مواجهة الإرهاب وصيانة الأمن العربي وحفظ السلام».
ووجه «العربي» كلمة إلى رؤساء الأركان العرب بقوله إن «أمامكم مهمة هامة هي بحث التدابير والإجراءات اللازمة والاتفاق على أليات العمل المناسبة لوضع هذا القرار (تشكيل قوة عربية مشتركة) موضع التنفيذ، حيث تتعرض عدد من الدول الشقيقة إلى محن عصفت بكيانها ونشهد من الأزمات، وفي هذا الصدد علينا ألا نتردد بإسهام، وبفاعلية على مساعدة تلك الدول في استعادة أراضيها وتمكينها من بسط سلطتها السياسية على كامل ترابها الوطني». معتبرا أن «التضامن مع الأشقاء والعون معهم في مواجهة الأخطار التي يواجهونها هي مسؤولية عربية في المقام الأول، ويجب على الدول العربية أن تقدم تصورا متكاملا في مساعدتها على تجاوز هذه الأزمات التي تمر بها».
يذكر أن القمة العربية في دورتها العادية الـ 26 بشرم الشيخ يوم 29 مارس/آذار الماضي اعتمدت قرار وزراء الخارجية العرب بإنشاء «قوة عربية مشتركة».