«هآرتس»: القلمون .. معركة «حزب الله» الاستراتيجية على الجبال السورية

الاثنين 11 مايو 2015 11:05 ص

هنا في جيوب الجبال الوعرة بالقرب من الحدود اللبنانية، بات علم «حزب الله» الأصفر المميز يرفرف في موقع كان مسلحو القاعدة قد فرضوا عليه سيطرتهم.

هذه المكاسب في جبال القلمون تمثل نقاط فخر وتباهي لحكومة الرئيس السوري «بشار الأسد» التي تترنح تحت وطأة هجوم موحد من الجماعات المتمردة المسلحة شمال غربي البلاد. وتعكس تلك المكاسب أيضا قوة جماعة «حزب الله» اللبنانية ونفوذها في الحرب الأهلية السورية، التي مر نحو ثلاثة أشهر من عامها الخامس، وسقط خلالها ما يزيد على 220 ألف قتيل.

والتقى فريق من صحفيي «الأسوشيتد برس»، يسافر مع «حزب الله» إلى سوريا، مع مقاتلي الجماعة اللبنانية المسلحة وهم يبتسمون ويستعرضون فخاخا متفجرة نجحوا في تفكيكها وتعطيلها، وبقايا طعام خلفه المقاتلون السنة وراءهم، فيما وعد قادة مسلحي «حزب الله» بمزيد من التقدم لحماية لبنان حسبما أكدوا. لكن، هناك في لبنان تبقى المخاوف من النجاحات التي يحققها حزب الله في ساحات القتال، والتي تعنى بالنسبة للبنانيين مزيدا من التورط في حلقة العنف السورية والمخاطرة بحدوث هجمات على الأراضي اللبنانية.

وتقع جبال القلمون على الجانب السوري من الحدود مع لبنان، وتطل على العاصمة السورية دمشق، وتربط معقل سلطات «الأسد» بالساحل، حيث الطائفة العلوية الشيعية التي ينتمى إليها.

غير إن المسلحين السنة سواء من «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا، أو مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» يتمركزون في المنطقة منذ سنوات.

وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين في «حزب الله» أن الهجوم الشامل لاستعادة القلمون لم يبدأ بعد، إلا إن مقاتلي الجماعة اللبنانية المسلحة استولوا في الآونة الأخيرة على مناطق واسعة وتلال استراتيجية. وكان مقاتلو «حزب الله» الذين يشنون هجماتهم من حقول بلدة عسال الورد قد التقوا الخميس رفاقهم في الهجوم القادمين من قرية بريتال اللبنانية.

وبنظرة ابتسامة علت وجهه، تحدث أحد مقاتلي «حزب الله» شريطة عدم الكشف عن هويته كجزء من الشروط التي فرضها «حزب الله» كي يُسمح لصحفيي «الأسوشيتد برس» بالقيام بالرحلة: «الموقف أكثر من ممتاز، لقد ترك المتمردون مخيماتهم على عجل على ما يبدو، الأدوية والطعام وإمدادات أخرى خلفوها متناثرة في الخيام».

وفى أحد مواقع «حزب الله» ثبت المقاتلون مدفعا من طراز إم - 46 عيار 130ملم، ووجهوا فوهته صوب العمق السوري. صناديق الذخيرة الخشبية تحمل كلمات أقرب إلى الفارسية، ما يدل على الدعم الإيراني، وهي الراعي الرئيسي لحزب الله و«الأسد».

ويمكن سماع دوي القصف على بعد، وهذا ناتج عن اشتباكات مقاتلي «حزب الله» حول الباروح في شمال سوريا. تتواجد الجرافات العملاقة لحزب الله في طريق الرمل على أحد الجبال في المنطقة. وتتواجد جرافتان كبيرتان تابعتان لحزب الله تمهدان الطريق الرملي على أحد الجبال بالمنطقة.

وقال قائد «حزب الله» مؤخرا في بيروت إن حوالي 3000 من المسلحين متواجدون في منطقة القلمون، تقريبا نصفهم من «جبهة النصرة» والنصف الآخر ينتمي إلى «الدولة الإسلامية». وقال إن «حزب الله» والقوات السورية تحيط بالقلمون من الشمال والشرق والجنوب، وكذلك جزء من الغرب، وتواصل ضغطها على المسلحين الإسلاميين الذين ما زالوا موجودين.

وتبلغ المساحة الإجمالية التي يجري التنافس عليها في القلمون حوالي 1000 كيلومتر مربع (386 ميل مربع)، منها 340 كيلومترا مربعا (131 ميل مربع) تقع في لبنان وتحت سيطرة المسلحين.

ويشير «حزب الله» أن الخوف من المتشددين يجتاح القرى الشيعية والمسيحية في لبنان المتنوعة بسبب تورط الحزب في سوريا.

وأضاف «حسن نصر الله» مؤخرا «إننا نهب دماءنا لكي يعيش الناس (في لبنان) بكرامة وأمان».

لكن محللين يقولون إنه من غير المتوقع أن المعركة سيكون لها انعكاسات عسكرية فورية في لبنان، على الرغم من أنها تؤثر تأثيرا مباشرا على بقاء الأسد وأيضا سمعة «حزب الله».

«ولا يمكن للحزب أن يتبنى إجراء عسكري في المنطقة دون ضمان النصر، حيث إن أي مزيد من الهزائم في ضوء الموجودة فعليا في شمال وجنوب سوريا ستكون كارثية»، على حد وصف «مايكل يونج»، محرر الرأي بصحيفة «ديلي ستار» في بيروت.

كما حذر الشباب من أن النصر ليس مضمونا إلى حد كبير، لأن هذه المنطقة الشاسعة والوعرة من الصعب السيطرة عليها، والفعالية القتالية للجيش السوري قد تدهورت بشكل مطرد بسبب السنوات الطويلة من القتال.

ويخشى آخرون أن هجوم القلمون قد يدفع المسلحين السنة إلى شن هجمات في مناطق شيعية في الداخل اللبناني نفسه، بما في ذلك بيروت. وخلفت موجة التفجيرات التي استهدفت معاقل «حزب الله» في أعوام 2013 و 2014 العشرات من القتلى والجرحى. وبالفعل، يقول سكان في منطقة جنوب بيروت إن هناك تشديد للإجراءات الأمنية في المنطقة، في الوقت الذي تتم فيه عمليات تفتيش دقيقة للسيارات وفحص بطاقات الهوية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني السابق «سعد الحريري»، أحد أشد منتقدي «حزب الله»، إن لبنان ليست مسؤولة عن تصرفات الحركة الشيعية.

وقال «الحريري»، الذي يعيش في منفى اختياري بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، إن «حزب الله فقط هو المسؤول عن تبعات مشاركته في الحرب في خدمة الأسد».

ولكن آخرين يختلفون، فقد قال السياسي المسيحي «كريم بقرادوني» لمحطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله أمس الأحد إن «المعركة يجب أن تنفذ بغض النظر عن تكلفتها، لأنها سوف تضع نهاية للإرهاب في لبنان».

  كلمات مفتاحية

حزب الله بشار الأسد سوريا لبنان القلمون

60 قتيلا من «حزب الله» في معارك «الفتح المبين» بالقلمون

ارتفاع قتلى «حزب الله» إلى 12 في هجوم للمعارضة السورية بالقلمون

مقتل قائد المهام الخاصة بـ«حزب الله» و8 من عناصره في القلمون

«نصرالله» يتوعد القلمون السورية بعد مقتل اثنين من قياداته

فصائل سورية تعلن عن تشكيل «جيش الفتح» في القلمون

«ديبكا»: «القلمون» معركة حياة أو موت لـ«بشار» و«نصر الله» و«سليماني»

المعارك السورية ميدانيا.. الجيوبولتيك و”اقتراب غير مباشر“

معركة القلمون .. «المعارضة» في مواجهة «حزب الله» و«داعش»

250 قتيلا لـ«حزب الله» في القلمون بينهم 9 قادة و«نصر الله» طلب تدخل الجيش اللبناني

القلمون: المعركة الأقسى لـ«حزب الله» منذ بدء الحرب في سوريا

«نصر الله»: متواجدون في أماكن كثيرة في سوريا ومستعدون لتعزيز انتشارنا دعما لـ«الأسد»

«جيش الفتح»: مقتل أكثر من 10 عناصر لحزب الله اللبناني في كمين بالقلمون

الاستخبارات الإسرائيلية: «حزب الله» خسر في سوريا 1000 مقاتل

مقتل أول ضابط إيراني بمعارك القلمون في سوريا

«حزب الله» يزعم تسلل أمير «جبهة النصرة» في القلمون إلى عرسال

صعود وانحدار «حزب الله»

«أتلانتيك كاونسل»: لماذا تفشل الخطة (ب) الإيرانية في سوريا؟