القلمون: المعركة الأقسى لـ«حزب الله» منذ بدء الحرب في سوريا

الخميس 21 مايو 2015 08:05 ص

على إحدى تلال القلمون الحدودية بين لبنان وسوريا، يؤكد مقاتل من حزب الله أن الحزب يخوض في هذه المنطقة الجبلية الوعرة حيث يواجه جهاديين ومقاتلين من المعارضة السورية المسلحة، «المعركة الأقسى» في تاريخه العسكري.

ويقول المقاتل الذي بدا في الأربعينات وقد وضع نظارتي شمس على عينيه رافضا الكشف عن اسمه «إنها واحدة من أقسى المعارك التي خضناها، الجميع يعرف أن القتال في المناطق الجبلية هو أصعب أنواع القتال هناك، حتى أكثر من القتال في المدن».

ويقاتل الحزب اللبناني الشيعي إلى جانب القوات الحكومية السورية في مناطق عدة من سوريا، وتمثل منطقة القلمون أهمية خاصة بالنسبة إليه كونه دافع باستمرار عن تدخله العسكري في سوريا على أنه يهدف إلى حماية لبنان من وصول التنظيمات المتطرفة.

وتمتد القلمون التي تشكل المقلب الآخر لسلسلة جبال لبنان الشرقية والممتدة على مساحة نحو ألف كيلومتر مربع، وهي مكونة من سلسلة تلال فيها العديد من المغاور وتطل على أودية مفتوحة مكسوة بالنباتات والزهور البرية.

وأعلن حزب الله خلال الأسبوعين الأخيرين أنه سيطر على نحو ثلث منطقة القلمون حيث تتداخل الحدود بين البلدين، إثر معارك ضارية مع المجموعات المسلحة.

ويقول مقاتل آخر ارتدى بزة عسكرية مرقطة كما رفاقه «إنها المعركة الأصعب في الشرق الأوسط في الوقت الراهن».

ويقول قائد عسكري ميداني «هدفنا في القلمون حماية لبنان، ورأينا أدلة على التهديد في عرسال (البلدة اللبنانية الحدودية) وهجمات أخرى على الحدود».

وكان يشير إلى المعركة التي وقعت في آب/اغسطس الماضي بين مسلحين سوريين قدموا من القلمون ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل عرسال والجيش اللبناني، والتي استغرقت أياما وقتل فيها عشرات المسلحين وعشرون عسكريا لبنانيا و16 مدنيا، وانتهت باقتياد المسلحين معهم نحو ثلاثين عنصرا في الجيش وقوى الأمن أعدموا أربعة منهم فيما لا يزال 25 محتجزين لدى تنظيمي «الدولة الاسلامية» و«جبهة النصرة».

ونظم حزب الله في الأيام الاخيرة لمجموعات من الصحافيين المحليين والأجانب جولات في منطقة القلمون على الحدود اللبنانية السورية، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة إلى الحزب الذي كانت تغطية المعارك التي يخوضها في سوريا تقتصر على الوسائل الإعلامية التابعة له أو المقربة منه.

وبدأت الجولة بعرض لقائد عسكري أرفقه بشرح على خريطة رقمية بيّن فيها أهمية تأمين المناطق المرتفعة ليصبح في الإمكان مراقبة خط النار بالعين المجردة.

ثم تولت مجموعة من المقاتلين قيادة موكب من الصحافيين في سيارات رباعية الدفع في منطقة جبلية تكاد تنعدم فيها مظاهر الحياة باستثناء بعض العصافير والسحليات.

وخلال الجولة، توقف الموكب عند تحصينات لمسلحين تم الاستيلاء عليها خلال الأيام الماضية، وعرض مقاتلو الحزب ما تبقى من متفجرات محلية الصنع تركها المسلحون وراءهم.

وفضل بعض المقاتلين مراقبة الزائرين عن بعد فيما كان آخرون يدخنون بهدوء.

وتندرج هذه الجولات في إطار مقاربة إعلامية جديدة لحزب الله تساعده كذلك في تسجيل نقاط على خصومه في الميدان.

ويقول أحد عناصر الحزب «إنها الحرب النفسية الهادفة إلى إخافة العدو، لكنها أيضا طريقة تسمح لنا بإيصال رسالتنا والقول إننا الطرف المحق» في المعركة.

وتقول المعارضة السورية إنا لنظام السوري ما كان ليصمد في وجه الانتفاضة ضده وقتال المعارضين لولا الدعم المقدم له من حزب الله وإيران، وفي لبنان، يأخذ خصوم حزب الله عليه أنه يتسبب في جر تداعيات النزاع السوري إلى البلد الصغير المتعدد الطوائف والأطراف السياسية، بسبب تورطه العسكري الى جانب النظام السوري.

ومن المفارقات أن حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة «منظمة إرهابية» يقاتل في سوريا مجموعات جهادية أخرى تشكل هدفا لطائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا والعراق.

ولا يوجد أثر للجيشين اللبناني والسوري في المنطقة الحدودية، ويتجنب مقاتلو حزب الله التعليق على ذلك ويصرون على أن الجيش السوري هو من يقود القتال داخل سوريا.

ويقول أحد مقاتلي الحزب الذي يعرف عن نفسه باسم الحاج «نادر»:  «نقاتل من الجانب اللبناني وهم (الجيش السوري) يقاتلون من الجانب السوري».

وأعلن الجيش اللبناني بوضوح أنه لن يكون جزءا من أي معركة في القلمون إلا في حال تعرض الأراضي اللبنانية للخطر.

وتظهر آثار المعارك بوضوح في مواقع عدة في المنطقة: بقايا ذخائر الأسلحة الثقيلة وعبوات القذائف الصاروخية مع الصناديق المعدنية الفارغة من القذائف.

وبين الأسلحة التي يحملها مقاتلو حزب الله مسدسات وبنادق كلاشينكوف، كما شاهد الصحافيون قاذفة قنابل من طراز «إم 4».

ويرتدي بعض المقاتلين زيا عليه صور مرجعيات شيعية بارزة أو الأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله».

ويقول أحد مقاتلي الحزب «ليس ذلك مطلوبا، كل واحد يضع ما يريد. نحن لسنا جيشا، نحن فقط شبان عاديون».

  كلمات مفتاحية

حزب الله ÷ سوريا جبهة النصرة القلمون

250 قتيلا لـ«حزب الله» في القلمون بينهم 9 قادة و«نصر الله» طلب تدخل الجيش اللبناني

معركة القلمون .. «المعارضة» في مواجهة «حزب الله» و«داعش»

«ولايتي»: فخورون بـ«انتصارات» حزب الله والنظام السوري بالقلمون

«ديبكا»: «القلمون» معركة حياة أو موت لـ«بشار» و«نصر الله» و«سليماني»

«هآرتس»: القلمون .. معركة «حزب الله» الاستراتيجية على الجبال السورية

60 قتيلا من «حزب الله» في معارك «الفتح المبين» بالقلمون

ارتفاع قتلى «حزب الله» إلى 12 في هجوم للمعارضة السورية بالقلمون

«خاشقجي» يسخر من حديث «نصرالله» حول «انتهاء الخلاف» بين السعودية وقطر وتركيا

أسئلة الرمادي وتدمر وما بعدهما؟

«نصر الله»: متواجدون في أماكن كثيرة في سوريا ومستعدون لتعزيز انتشارنا دعما لـ«الأسد»

الاستخبارات الإسرائيلية: «حزب الله» خسر في سوريا 1000 مقاتل

صعود وانحدار «حزب الله»