قال الأمين العام لـ«حزب الله»، «حسن نصرالله» إن حزبه بدأ في الفترة الأخيرة التواجد بمناطق سورية لم يكن فيها من قبل، مشيرا إلى أن الحزب سيذهب حيث يجب أن يكون، وسيقوم بمعالجة الوضع بمنطقة القلمون السورية، على حد تعبيره.
وتوعد «نصرالله» في كلمة تلفزيونية بمعالجة الوضع بمنطقة القلمون السورية حيث تنتشر مجموعات من المعارضة السورية المسلحة، رافضا تحديد زمان أو تفاصيل العملية التي ستتم في هذه المنطقة الحدودية مع لبنان.
وتأتي كلمة «نصرالله» بعد مقتل ثلاثة من «حزب الله» اللبناني بينهم قياديان، هما «علي عليان» و«توفيق النجار»، في مواجهات بمنطقة القلمون بريف دمشق الغربي الثلاثاء، في حين تحدثت مصادر الحزب عن مواجهات داخل الأراضي اللبنانية.
و«عليان» هو مسؤول عن قوات حزب الله المنتشرة في جبال القلمون بريف دمشق، ويلقب بـ«أبو حسين ساجد»، وينحدر من من بلدة قلاوية الجنوبية.
وكانت اشتباكات قد اندلعت الثلاثاء بمنطقتي «الجبة» و«عسال الورد» بين مسلحين من «حزب الله» والقوات النظامية السورية من جهة، ومقاتلي «جيش الفتح» السوري المعارض الذي تم الإعلان حديثا عن تشكيله بمنطقة القلمون بريف دمشق أسوة بجيش الفتح الذي سيطر مؤخرا على مدينتي إدلب وجسر الشغور بشمال سوريا.
وأضاف «نصر الله»: «سنذهب إلى معالجة ما، هذا محسوم... لكن متى؟ ومن أين وإلى أين؟ حدود هذه العملية المفترضة، سقفها المكاني والزماني، مراحلها، إلى أين تريد أن تصل، لا أحد يلزمنا بشيء».
وقال «نصر الله» إن مسألة القلمون والسلسلة الشرقية «بحاجة إلى معالجة جذرية، نحن نتحدث عن عدوان فعلي قائم وموجود (في هذه المنطقة)»، وأضاف «أمام هذا الواقع، سنذهب إلى المعالجة».
ورأى «نصرالله» أن الدولة ليست قادرة على معالجة هذا الموضوع.
ووقعت في أغسطس/آب مواجهات مسلحة عنيفة ببلدة عرسال الحدودية مع القلمون بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من الأراضي السورية ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة.
واستغرقت المعركة أياما قتل فيها عشرات المسلحين وعشرون عسكريا لبنانيا و16 مدنيا، وانتهت بأسر ثلاثين عنصرا من الجيش وقوى الأمن من قبل المعارضة المسلحة، لا يزال 25 منهم محتجزين لدى «جبهة النصرة وتنظيم «الدولة الإسلامية».
ومنذ ذلك الحين، استُهدف الجيش بهجمات عدة بالمنطقة الحدودية الشرقية، وسقط له قتلى وجرحى، كما سجلت عمليات خطف وقتل مدنيين لم تتضح ظروفها.
في الوقت نفسه، ينتشر «حزب الله» الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري داخل الأراضي السورية في العديد من القرى اللبنانية المجاورة لعرسال والمحاذية لمنطقة القلمون التي تمتد إليها غالبا شظايا المعارك السورية.
ومنذ أسابيع، تتحدث تقارير إعلامية عن «معركة القلمون» المقبلة مع فصل الربيع، إلا أن نصر الله أكد أنه لن يعلن عن موعد بدء العملية التي يتوقع أن تثير انقسامات جديدة في لبنان.
كما أعلن «نصر الله» أنه لن ينتظر موافقة اللبنانيين جميعا على العملية، وقال «لو انتظرنا الإجماع لكانت الجماعات المسلحة في كثير من المناطق اللبنانية اليوم»، مضيفا «نتحمل المسؤولية ونتكل على الله واثقين بالنصر».
ورفض ربط العملية بسقوط مدينتي إدلب وجسر الشغور بشمال غرب سوريا مؤخرا، مشيرا إلى أن القرار بشأن معركة القلمون متخذ منذ وقت طويل.