سيطر مسلحو تنظيم «الدولة الإسلامية» على المجمع الحكومي في الرمادي بمحافظة الأنبار، ما يعني أنهم سيطروا فعليا على كل المدينة تقريبا، حسبما أكد مسؤولون عراقيون والتنظيم نفسه.

وفي بيان أصده التنظيم، أكد أن مسلحيه «اقتحموا مجمع الحكومة الصفوية في مركز الرمادي»، مضيفا أن الهجوم أسفر عن سيطرة مسلحي التنظيم على المجمع بعد «قتلهم المرتدين وتفجير مبنيي محافظة الأنبار وقيادة شرطة الأنبار».

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول بالشرطة قوله إن مسلحي «الدولة الإسلامية» سيطروا على المجمع في الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم الجمعة (11 صباح غرينتش)، ورفعوا عليه علمهم الأسود.

وأفادت تقارير أن مسلحي التنظيم هاجموا المجمع الحكومي الذي يقع وسط الرمادي بثلاث مركبات مفخخة ما أدى إلى انهيار أجزاء من بناية الشؤون داخل المجمع الحكومي الذي يضم قيادة شرطة الأنبار ومجلس محافظة الأنبار وديوان المحافظة.

وفي وقت لاحق، أعلن مصدر امني من داخل مقر قيادة عمليات الأنبار أن التنظيم شن هجوما كبيرا باتجاه مقر قيادة عمليات الأنبار شمال شرق الرمادي والتي تبعد عن مجمع الحكومي مركز محافظة الانبار بمسافة كيلومترين تقريبا.

وأضاف المصدر أن التنظيم بدأ الهجوم بقصف عنيف بقذائف الهاونات وصواريخ الكاتيوشا كما فجر سيارة مفخخة بالقرب من بوابة قيادة العمليات.

مقتل 130 جنديا وأسر 27 آخرين

وبين مصدر عسكري من منطقة «الكرمة» شرق الأنبار أن مقاتلي التنظيم «تمكنوا من أسر نحو 27 جندياً من الفرقة 17، فضلاً عن مقتل نحو 130 عنصراً من الجيش العراقي والمليشيات المساندة لها»، مؤكداً قيام عناصر التنظيم بإعدام عدد من عناصر المليشيات في منطقة الكناطر وسط مدينة الكرمة.

وأفادت تقارير من مصادر أمنية ومحلية متطابقة أن أفرادا من الشرطة المحلية قد تركوا أسلحتهم وهربوا بملابس مدنية إلى مناطق بالمدينة لاتزال تخضع لسيطرة القوات الحكومية.

ويشن التنظيم هجمات على عدة محاور في محافظة الأنبار بعدما سيطر على ناحية جبة التابعة للمحافظة، وبحسب مصادر فإن التنظيم كان قد أسر نحو خمسين فردا من الشرطة المحلية في معارك بمناطق مختلفة (مناطق البو علوان، والثيلة، والجمعية) ولا يزال مصيرهم مجهولا.

ووصف عضو مجلس المحافظة، «عادل الفهدواي»، الوضع في الرمادي بالخطير، عقب هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية».

وكان قياديون في الفصائل المسلحة التابعة لعشائر سنية في الرمادي قد حذروا من أن المدينة معرضة للسقوط بشكل تام في يد مسلحي التنظيم إذا لم يتم إرسال تعزيزات عسكرية من الجيش والقوات الأمنية أو تسليح العشائر بشكل كاف.

كما طالب القياديون، الحكومة العراقية بطلب مساعدة التحالف الدولي لشن غارات جوية على نحو عاجل لردع مسلحي التنظييم.

وأفاد شهود بأن عددا كبيرا من المدنيين يهجرون وسط المدينة للمرة الثانية، إذ سبق لهم أن هربوا خوفا من هجوم التنظيم في أبريل/ نيسان.

وقال تنظيم «الدولة الإسلامية» إنه شن هجمات على مواقع للجيش شرقي الرمادي، منها هجوم نفذه انتحاري،وأضاف التنظيم أنه قتل 31 جنديا عراقيا في هجوم شرقي الرمادي، وأعدم 14 من القوات القبلية السنية، عندما سيطر على حي الجامعة.

وأكدت مصادر أمنية عراقية سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على بلدة جبة، الواقعة على بعد 180 كلم من العاصمة بغداد.

هجوم انتحاري بالبغدادي

في غضون ذلك، شهدت ناحية البغدادي، غرب الأنبار، هجوما بعدد من السيارات المفخخة، أوقع العشرات من القتلى في صفوف القوات الأمنية.

وقال ضابط بقيادة عمليات بغداد نقلاً عن أحد الجنود في ناحية البغدادي: «إن تنظيم الدولة الإسلامية شن هجوماً موسعاً ومن محاور عدة على ناحية البغدادي والقرى التابعة لها»، منبهاً إلى أن الهجوم تم باستخدام «سبع سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، استهدفت المواقع الأمامية للقوات العراقية في المنطقة؛ بغية اقتحامها، وأسفر الهجوم عن قتل وجرح عدد من الجنود».

وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن «هجوم الدولة الإسلامية على منطقة البغدادي أسفر عن توغل عناصر التنظيم، فضلاً عن قتل 14 جندياً وجرح 19 آخرين، جميعهم من مقاتلي الفرقة السابعة والمكلفة بحماية المنطقة».

ولفت إلى أن مقاتلي التنظيم، «نشروا عدداً من القناصة على أسطح المباني، ما تسببوا بشل حركة القوات الأمنية وقوات العشائر المساندة لها».