أشار تقرير صادر عن وحدة المعلومات التابعة لمجلة «الإيكونوميست» إلى أن الاستثمارات الخاصة في قطاع الرعاية الصحية بدولة الإمارات تساهم في تحقيق أهداف الدولة المتمثلة بالارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للمرضى لتتماشى مع أفضل الممارسات المتبعة عالمياً في مجال الرعاية الصحية بحلول العام 2021.

وفي التقرير الصادر بعنوان «الاستثمار في الجودة: الرعاية الصحية في الإمارات» والذي تم إعداده بتكليف من شركة الواحة كابيتال، الشركة الاستثمارية الرائدة والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، أكد التقرير وجود حاجة ملّحة لاستقطاب المزيد من الكفاءات في هذا القطاع الحيوي والمحافظة عليها.

وقال كبار التنفيذيين المسؤولين عن وضع سياسات الرعاية الصحية وغيرهم من المدراء التشغيليين ومزودي خدمات التأمين في الدولة، واللذين تمت مقابلتهم لإعداد هذا التقرير، أن تنامي مشاركة القطاع الخاص وانتشار الاعتمادات الدولية بصورة أكبر تساعد في رفع معايير جودة الخدمات المقدّمة بشكل ملحوظ.

ويشجّع ذلك الكثير من المرضى على اختيار الخدمات المحلية للرعاية الصحية بدلاً من السفر للعلاج في الخارج، وبالتالي تقليل التكاليف المالية التي تتحملها الجهات الحكومية، هذا وقد كشفت دراسة استقصائية أجراها «معهد غالوب» في العام 2012 أن 2 من كل 5 إماراتيين يفضلون العلاج في الخارج.

وكشف التقرير أنه وبالرغم من ضرورة زيادة عدد العاملين في قطاع الرعاية الصحية بنسبة 50 في المئة خلال السنوات الست القادمة لتلبية أهداف الحكومة للارتقاء بالقطاع، إلا أن معدل تغيير الموظفين لجهة عملهم لا يزال مرتفعاً، ويعود ذلك جزئياً إلى نظرة العديد من العاملين القادمين من الدول النامية إلى العمل في الإمارات كفترة انتقالية قبل الهجرة للعمل في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية.

وخلص التقرير إلى أن شركات الرعاية الصحية الخاصة التي تتطلع إلى توسيع عملياتها في جميع مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، ترى تعدد الجهات التنظيمية كتحدي يعيق هذه العملية، لاسيما عندما يتعلق الأمر بترخيص العاملين في خدمات الرعاية الصحية.

وبهذا الصدد، قال «مارك آدامز»، الرئيس التنفيذي لمجموعة «أنجلو أرابيان للرعاية الصحية»: «من الواضح أن استقطاب الكفاءات والمحافظة عليها يشكّل تحدياً كبيراً للقطاع، ويتطلب من أصحاب الأعمال تقديم الحوافز المناسبة لجذب الكفاءات والمحافظة عليها. ومع ذلك، أرى التحدي هذا مثل دائرة مغلقة، حين ترتفع جودة خدمات الرعاية الصحية المقدمة في الدولة، ستصبح الإمارات من أكثر الوجهات التي يفضلها الأطباء والممرضين للعمل والإقامة، ولن يعتبروها خطوة مؤقتة ومنصة للارتقاء في حياتهم العملية وحسب».

يذكر أن نسبة العاملين في القطاع الخاص للرعاية الصحية في الإمارات قدرت بأكثر من 40% خلال العام 2012 بعدما تم افتتاح سبعة مستشفيات جديدة خلال العام.