«أوبك» تدرس دعم خطة السعودية للحفاظ على الإمدادات مرتفعة

السبت 30 مايو 2015 08:05 ص

عندما تقول المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل إن «أوبك» يتعين عليها مواصلة إنتاجها لمحاربة ارتفاع إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الصخري النفط، فإن الأسعار سوف تكون في جانبها.

انخفض النفط الخام على مدار من 8 إلى 9 أسابيع قبل اجتماع أعضاء منظمة «أوبك» في نوفمبر/تشرين الثاني، عندما واجهت المملكة معارضة من غالبية الأعضاء الزملاء الذين سعوا لتخفيضات في الإنتاج للتصدي لإغراق الأسواق العالمية. ومع خفض شركات النفط لاستثماراتها حول العالم، وارتفاع الإنتاج الأمريكي لذروته وزيادة الأسعار، فإن المملكة العربية السعودية سوف تقوم بتوسيع نطاق استراتيجيتها في اجتماع «أوبك» نصف السنوي يوم 5 يونيو/حزيران، على حد قول «سوسيتيه جنرال» و«بنك أوف أمريكا».

وانتعشت أسعار النفط نحو 40% من أدنى مستوياته في 6 أشهر في يناير/كانون الثاني مع تراجع إنتاج الولايات المتحدة من أعلى المعدلات في أكثر من أربعة عقود. وسوف يساعد الانتعاش في الدفاع عن النهج المتبع من قبل المملكة العربية السعودية في الوقت الذي تفضل فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول حصتها في السوق على الأسعار في محاولة لطرد المنتجين أصحاب التكلفة العالية.

«ربما يشعر السعوديون أن استراتيجيتهم تعمل، ولديهم كامل الحق في ذلك»، بحسب «فرانسيسكو بلانش»، رئيس أبحاث السلع في بنك أمريكا، عبر الهاتف من نيويورك. وقال: «هناك انخفاض كبير في مؤشر معدات الحفر في الولايات المتحدة، وانخفاض كبير في الإنفاق الرأسمالي. وهذا مؤشر على نجاح الاستراتيجية».

مقاومة بطيئة

وفي اجتماع منظمة «أوبك» في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، رفضت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر اعتراضات من ثمانية أعضاء آخرين، على وجه الخصوص إيران وفنزويلا والجزائر، على خطتهم. وفي الوقت الذي قد يكون فيه مقاومة في مؤتمر 5 يونيو/حزيران، فإن تقريبا 34 من المحللين والتجار الذين استطلعت بلومبيرج آرائهم قالوا إن منظمة «أوبك» سوف تحافظ على إنتاجها اليومي المقدر بـ30 مليون برميل، ما يعني التصديق على الاستراتيجية السعودية.

«حقيقة أن الأسعار قد تعافت إلى حد ما هو الشيء الذي سوف يكون السعوديون قادرين على الإشارة إليه خلال مناقشاتهم» بحسب «مايك ويتنر»، رئيس أبحاث سوق النفط لدى سوسيتيه جنرال، عبر الهاتف من نيويورك في 19 مايو/أيار. «والشيء الآخر أنها سوف تكون قادرة على الحديث عن أن إنتاج الولايات المتحدة قد وصل إلى مستوى قياسي».

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 33% من ذروة الصيف الماضي 115.71 دولارا للبرميل بحلول بداية اجتماع أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني، وامتدت الخسائر بوصول السعر إلى 45.19 دولارا في 13 يونيو/حزيران. واستقرت عند 62.06 دولارا يوم الأربعاء في بورصة العقود الآجلة الأوروبية. ويتوقع بنك أوف أمريكا متوسط 62 دولارا للبرميل هذا العام، في حين ترى مجموعة جولدمان ساكس أنه سيكون هناك تراجع إلى 51 دولار للبرميل في غضون ستة أشهر.

قمع المعارضة

ويحمل الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، الناتج عن طريق عملية تُسمّى التكسير الهيدروليكي، والتي بها يتم نسف الصخور باستخدام سوائل مع ضغط عالي، تهديدا أكثر خطورة لمنظمة «أوبك» أكثر من الأشكال السابقة من العرض الجديد لأنه يمكن إعادته بسرعة أكبر، وفقا لبنك جولدمان ساكس. فإن عدد الآبار التي تم حفرها ولكن في انتظار تكسيرها يمكن أن تساعد في إضافة حوالي 500 ألف برميل أكثر يوميا بحلول نهاية العام إذا بقيت الاسعار عند 65 دولارا، وفقا لاستخبارات بلومبيرج.

وفي حين أن الأعضاء الذين عارضوا قرار أوبك في نوفمبر/تشرين الثاني انتقدوها مرة أخرى في وقت مبكر من هذا العام، إلا إن معظم التعليقات الأخيرة من الوزراء تشير إلى بقاء المجموعة ثابتة.

مسار ثابت

ووفقا لوكالة مهر للأنباء فقد صرح وزير النفط الايراني «بيجان نامدار زنكنه» في 24 مايو/أيار إنه «من المرجح» أن سقف إنتاج منظمة أوبك سوف يتغير. وكان «عبد المجيد الشطي»، عضو في المجلس الأعلى للبترول في الكويت، في 12 مايو/أيار إن المنظمة سوف «تلتزم باستراتيجيتها». الرئيس الفنزويلي «نيكولاس مادورو»؛ الذي حث المجموعة في يناير/كانون الثاني بالنظر في خفض المعروض، قال في يوم 23 مايو/أيار إنه يعمل مع منظمة «أوبك» لرفع الأسعار.

«نيجيريا والجزائر وفنزويلا تحبذ الخفض»، على حد قول «وليام هاريس» و«فيليب شلاديك» من محللي استخبارات بلومبيرج في مذكرة الاربعاء. «أعضاء أوبك الخليجيين،على رأسهم المملكة العربية السعودية، أكثر ترددا في التخلي عن حصتهم في السوق».

وسط انخفاض عائدات النفط، تراجع مخزون احتياطيات فنزويلا من العملات الأجنبية 26% في ثلاثة أشهر محققًا أقل من 18 مليار دولار، وهو أدنى مستوى منذ عام 2003، وفقا لبيانات البنك المركزي يوم 13 مايو/أيار. واقترضت السلطات النيجيرية بالفعل أكثر من نصف المبلغ المرصود في الميزانية لبقية العام بسبب «أزمة السيولة النقدية» على حسب قول وزير المالية «نجوزي أوكونجو إيويالا» يوم 5 مايو/أيار.

«صحيح أن عددا من دول أوبك غير الأساسية مثل فنزويلا وإيران ونيجيريا والجزائر تعاني من بيئة انخفاض الأسعار، وكذلك المنتجين من خارج أوبك»، على حد قول «هاري تشيلينجوريان» رئيس استراتيجية أسواق السلع في بي.إن.بي باريبا بالعاصمة لندن. وأضاف «لكن المملكة العربية السعودية قادت الاستراتيجية، وتبعها الآخرون».

طريقة أكثر ليونة

ومن جانبه، صرح «سيث كلينمان»، رئيس قسم أبحاث الطاقة الأوروبي في لندن في سيتي جروب، إن البلدان التي كثيرا ما تحث المجموعة لكبح الإنتاج سوف تمتنع على الأرجح من القيام بذلك. وقال البنك إن الجزائر تلين موقفها لأنها تمتلك وزير جديد للطاقة، وإيران سوف تقوم بذلك لأنها تأمل في استعادة الصادرات بعد رفع العقوبات، وفنزويلا لأنها تمتلك «تاريخا فقيرا» من التمسك بالتخفيضات المتفق عليها.

وشدد «علي النعيمي»، وزير النفط السعودي الأكبر والأكثر تأثيرا الأعضاء في المجموعة، على أن «أوبك» ستخفض الإنتاج فقط إذا تقاسم المنتجون الآخرون عبء تحقيق التوازن في السوق.

وفي حين أن وزير الطاقة الروسي «ألكسندر نوفاك» سوف يحضر الحدث الذي تستضيفه منظمة «أوبك» في فيينا قبل يومين من الاجتماع الوزاري، فإن الاجتماع الذي يبق أن عقد بين روسيا والمكسيك وفنزويلا والسعودية قبل مؤتمر «أوبك» في نوفمبر/ تشرين الثاني انتهى دون التوصل إلى اتفاق للتعاون في إدارة الإمدادات. رفض الدول غير الأعضاء في أوبك المشاركة في عملية تخفيضات الإنتاج من غير المحتمل أن يتغير، وفقا لـ«جيوفاني شتونافو» المحلل في مجموعة «يو بي إس – إيه جي» في زيوريخ.

نجاح سعودي

إن عدم وجود اتفاق أوسع لا يتعلق بأغنى الأعضاء في منطقة الخليج من أعضاء «أوبك»، حيث أن نهجهم الحالي يظهر مؤشرات مبكرة على النجاح في ترويض إمدادات المتنافسين، وفقا لبنك أوف أمريكا وسوسيتيه جنرال.

وقامت شركات الحفر والتنقيب في الولايات المتحدة بتعطيل أكثر من نصف منصات النفط في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول، وفقا للبيانات الصادرة عن شركة بيكر هيوز، وقد تنخفض الاستثمارات العالمية في إنتاج النفط بمقدار 100 مليار دولار هذا العام، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، والتي كبحت التوقعات بنمو الإمدادات من غير الأعضاء في أوبك إلى 830 ألف برميل يوميا هذا العام، منخفضا من توقعات 1.3 مليون برميل يوميا في نوفمبر / تشرين الثاني.

وقال «ويتنر» من سوسيتيه جنرال «لماذا بدأ تغيير السعوديين للمسار على الأرض الآن يؤتي ثماره؟». «هل سيكون هناك معارضة داخل أوبك؟ بالتأكيد نعم. هل تحدث اختلاف وفُرقة؟ بالتأكيد لا».

  كلمات مفتاحية

أسعار النفط النفط الصخري أوبك السعودية

أوبك تتوقع ارتفاع إنتاج منافسيها من النفط رغم انخفاض الأسعار

مندوبون يتوقعون الإبقاء على سياسة «أوبك» في اجتماع يونيو مع تعافي النفط

«النعيمي»: السعودية ستبقى المورد الأول للنفط في العالم

«أوبك» تتوقع ارتفاع الطلب على نفطها مع تضرر منافسيها من هبوط الأسعار

«النعيمي»: السعودية مستعدة للمساعدة في تحسين سعر النفط لكن ليس وحدها

السعودية لن تعمل منفردة... و «أوبك» باقية

100 دولار لبرميل النفط .. هل يعود «الرقم السحري»؟

حرب السعودية في اليمن ربما تغير استراتيجية «أوبك» برمتها

تعويل «النعيمي» على ارتفاع السعر الآجل لا يهدئ مخاوف تخمة المعروض

السعودية تخطر آسيا بخفض إمدادات النفط