«أتلانتيك كاونسل»: محاولة فهم عملية انتقال القيادة في المملكة العربية السعودية

السبت 30 مايو 2015 08:05 ص

لن تؤثر الهزة التي أحدثها العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» مؤخرا بشأن المناصب القيادية الرئيسية في مملكته على إنتاج النفط على المدى القصير، على الرغم من أنه ربما يعرض بعض القرائن حول كيفية مواجهة المملكة العربية السعودية للقضايا الملحة مثل ارتفاع البطالة بين الشباب وعدم الاستقرار في منطقة الخليج.

وهذا إجماع علماء ثلاثة تكلموا يوم 29 مايو/أيار خلال مناقشة استضافها أتلانتك كاونسل ومركز رفيق الحريري للشرق الأوسط.

وقال «أنتوني كوردسمان»، من مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية، إنه من غير الواضح تماما ما الذي تعنيه التغييرات الأخيرة في هيكل سلطة المملكة لمنطقة الشرق الأوسط ككل، وعلاقة الولايات المتحدة والسعودية على وجه الخصوص.

وقال ساخرا: «لقد فهمنا التحولات تماما كما يفعل الناس في اختيار فريقهم لكرة القدم مثالي، توجد كل أنواع النظريات حول ماذا يشبه هذا أو ذاك الزعيم، مستطلعين ما فعلوه في الماضي، يلجأ الناس إلى خبير واحد أو آخر، تميز العائلة المالكة يكاد يكون بمثابة رياضة جارية».

وفي 29 إبريل/نيسان، استبدل الملك «سلمان» بولي العهد السابق الأمير «مقرن بن عبدالعزيز»، الأمير «محمد بن نايف» البالغ من العمر 55 عاما، الذي هو وزير الداخلية، والتالي في ترتيب ولاية العرش، بالإضافة إلى ذلك، عين «سلمان» ابنه، الأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» نائبا لولي العهد، وأعفى وزير الخارجية الأمير «سعود الفيصل» الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 1975.

وحل «عادل الجبير»، سفير الرياض لدى واشنطن، محل «سعود الفيصل» على رأس السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية.

وشكك عدد قليل من الدبلوماسيين في مسوغات «الجبير»، وقال «كوردسمان»: «لكنه ليس عضوا في العائلة المالكة، وعندما تسنح أول أزمة حقيقية، فهل سيثبت وزير الخارجية؟ ربما يكون الأمر متعلق بالتأثير أكثر منه بالكفاءة، وفي العالم الحقيقي؛ هذا ما يحدث عندما يكون لديك تحول في القيادة».

وبالنظر إلى نصف الكوب الممتلئ؛ قال: «إنه وقت تعيين أمير صغير.. إنه وقت تعيين ولي عهد، وفي حالة محمد بن نايف؛ فقد أثبت قدرته على تحقيق الشيء الأهم بالنسبة للمملكة، ألا وهو الأمن الداخلي».

«فرانسيس ريتشاردوني» نائب الرئيس ومدير مركز رفيق الحريري، و«جان فرانسوا سيزنيك»، أستاذ مساعد في كلية ماكدونو لإدارة الأعمال في جامعة جورج تاون، انضما إلى «كوردسمان» على المنصة التي أدارها «ديفيد غولدوين» رئيس المجلس الاستشاري للطاقة المجلس الأطلسي.

وجرت المناقشة في نفس اليوم الذي أقدم انتحاري على تفجير نفسه في مسجد شيعي بمدينة تقع في شرق السعودية، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل. وأعلنت «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا مسؤوليتها عن هذا الهجوم، وقبل أسبوع واحد فقط، وقع تفجير مماثل في مسجد شيعي في قرية سعودية تسمى القديح، ولقي 21 شخص مصرعهم.

وفي الوقت التي يبدو فيه تصعيد «الدولة الإسلامية» لعملياتها الإرهابية طيلة عام كامل عبر العراق وسوريا، لا تزال الطائرات الحربية السعودية تقصف أهدافا في اليمن المجاور في محاولة للإطاحة بالمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.

وقال «كوردسمان» إن المملكة العربية السعودية وسعت الإنفاق على الأمن الداخلي «إلى النقطة التي باتت فيها وزارة الداخلية حاليا لا تقل عن وزارة الدفاع».

وقد وضعت المملكة 90 مليار دولار أمريكي في صفقات أسلحة جديدة من الولايات المتحدة وحدها على مدى من ثلاث إلى خمس سنوات قادمة.

وقال «كوردسمان»: «عندما يتعلق الأمر بانخفاض تخصيص الأموال في الواقع، فإن هذا سيكون مسألة حاسمة»، وأضاف «إذا تحولت فجأة من ولي عهد إلى ملك، لكنت قد فعلت شيئا مشابها للغاية، وبسرعة كبيرة».

وكجزء من هزة «سلمان»، يتم فصل تكتل النفط المملوك للدولة، أرامكو السعودية، عن وزارة النفط، ويصبح تحت مجلس مكون من عشرة أعضاء برئاسة نجل الملك الأمير« محمد بن سلمان».

وبالإضافة إلى ذلك؛ عين الملك «سلمان» الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو» السعودية «خالد الفالح» كرئيس لمجلس إدارة الشركة ووزير الصحة، ما قد يسمح للأمير بتعيينه وزيرا النفط ليحل محل «علي النعيمي» البالغ من العمر 79 عاما، الذي ينتظر التقاعد منذ سنوات.

وقال «سيزنيك»: «إنه ما زال وزيرا للبترول والمعادن، ولكن لن تتعامل الوزارة مع النفط»، مشيرا إلى أن موقف ألفاريا في قيادة أرامكو السعودية تكنوقراطي تماما، وأضاف أن ألفاريا معروف عنها قيادة هجوم الشركة في البتروكيماويات، وهي الآن مؤسسة برأس مال 20 مليار دولار.

«ولا يوجد بين مجلس إدارة أرامكو أمير واحد»، كما قال «سيزنيك»، مضيفا: «هناك الكثير والكثير من التركيز على ما تقوم به العائلة المالكة ومن تجلبهم العائلة للمناصب، لم يتغير شيء كبير، لذلك، لا أتوقع أي تغيير كبير على السياسة النفطية».

وقال «كوردسمان» إن أحد أكبر المشاكل في المملكة العربية السعودية والتي تلوح في الأفق هي أزمة البطالة.

وأكمل «كوردسمان»: «إن معدل البطالة بين الشباب والنساء أكثر من ضعف معدل الرجال، إن الكثير من المواهب التي لا يتم استخدامها، هناك عدم تكامل بين الارتباط العالمي بين التعليم وخلق فرص العمل، التعليم من أجل وظيفة يجعل هناك قيمة، أما التعليم من أجل لا شيء ليس له أي تأثير، ولا يحدث أي فارق في تنمية البلدان، وعلى المملكة أن تعمل حسابا لذلك».

  كلمات مفتاحية

التغييرات الملكبة محمد بن سلمان محمد بن نايف عادل الجبير الملك سلمان السعودية

«ستراتفور»: هل يتجه الملك «سلمان» لضم الحرس الوطني إلى وزارة الدفاع؟

ما الذي تعنيه التغييرات الأخيرة التي أجراها الملك «سلمان»؟

«فورين بوليسي»: السعودية تمكّن الشباب من السلطة لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة

التغييرات الملكية والفرص السانحة أمام السعودية

الملك «سلمان» يجري تعديلا في سلم الخلافة في مواجهة أوقات عصيبة

«بن نايف» وليا للعهد و«بن سلمان» نائبا له .. و«الجبير» خلفا للمخضرم «سعود الفيصل»

الأمير الشاب «محمد بن سلمان» في الخطوط الأمامية للحرب والقيادة السعودية

ماذا يريد السعوديون من «محمد بن سلمان»؟

الدولة السعودية الرابعة .. تحديات صعبة وملفات شائكة