كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية المقربة من حزب الله، أن زيارة وزير الخارجية القطري «خالد العطية» التي قام بها الخميس الماضي إلى بغداد، «حملت معها مبادرة لعودة معارضين عراقيين وقيادات سنية مناهضة للعملية السياسية»، بينهم نائب رئيس الجمهورية العراقية السابق «طارق الهاشمي» ووزير المالية السابق «رافع العيساوي».
ونقلت الصحيفة عن مصادر عراقية مطلعة، تحفّظت على الكشف عن هويتها، أن «وزير الخارجية القطري وعد بغداد بسفارة ومنحة مالية مقابل إعادة كل من طارق الهاشمي ورافع العيساوي»، مشيرة إلى أن زيارة «العطية» تعتبر غير عادية، وبدأت بالاتفاق على فتح السفارة القطرية في بغداد.
وأوضحت المصادر أن «لقاء وزير الخارجية القطري بنظيره العراقي، انتهت بحديث غير بريء عن عودة معارضين عراقيين وقيادات سنية مناهضة للنظام السياسي في العراق، بينهما طارق الهاشمي ورافع العيساوي، أبرز مطلوبين للقضاء العراقي، وأشد المعارضين شراسة للحكومتين السابقة والحالية».
وتابعت الصحيفة أن «العطية تطرق خلال لقاءاته مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي إلى ضرورة أن يحتوي الوضع السياسي العراقي الجديد المعارضين والقيادات السنية التي عمل رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي على إقصائها»، وأبرزها «الهاشمي والعيساوي»، ما دفع «معصوم» إلى القول إن «المصالحة الوطنية لن تستثني أحدا إلا داعش والإرهابيين ومرتكبي الجرائم».
نفي عراقي لوجود وساطة
من جانبه، نفى وزير الخارجية العراقي «إبراهيم الجعفري»، أمس السبت، ما تداولته وسائل الإعلام بشأن هدف زيارة «العطية»، والحديث حول إطلاق سراح بعض السياسيين العراقيين المتهمين بقضايا إرهابية.
وقال «الجعفري» في بيان صحفي لمكتبه الإعلامي: «ما تناقلته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي التي تحدثت عن طلبات تقدَّم بها وزير الخارجية القطري خالد العطية، إلى رئيس الجمهوريّة، ورئيس الوزراء بإطلاق سراح بعض السياسيين العراقيين والعرب الجنسية، المتهمين بقضايا إرهابية، عارية عن الصحة».
ووفقاً للبيان فإن «قطر تنفي تورُّطها في مسألة التشبث بعناصر من «داعش والقاعدة»، مشيرا إلى أن «موضوع المساومة أو تقديم الطلب لم يُطرَح معي قطعاً، وحتى عندما سُبـِقت بهذا الخبر قلتُ له، هل دار بينك وبين السيِّد رئيس الجمهوريّة، ورئيس الوزراء مثل هذا الموضوع؟ قال: لا. هذا الكلام غير صحيح»، مبيناً أنه نفى ذلك «بضرس قاطع». بحسب قوله.
وفي ذات السياق، حذر عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، «مثال الألوسي»، الحكومة العراقية من «محاولات قطرية لإدخال شخصيات غير مرغوب فيها من الشباك»، داعيا إلى التعامل بحذر شديد مع القطريين والخليجيين حتى لا يمرروا عبر العراق سياساتهم وأجنداتهم.
وطالب «الألوسي» في تصريح للصحيفة اللبنانية، قطر ودول الخليج بأن «يكفوا عن دعم المسلحين والإرهاب. وحولوا دعمكم السخي هذا إلى النازحين في العراق وسوريا، فلقد فشلت كل مخططاتكم في العراق».
