دعا وزير الخارجية القطري «خالد العطية» العراقيين لـ«العمل على مصالحة وطنية لدحر الإرهاب، والغوص الى جذور الإرهاب للقضاء عليه».

وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي «إبراهيم الجعفري»، أشار العطية إلى ضرورة الالتفاف حول الحكومة الشرعية في العراق وتعزيز المصالحة الوطنية، مؤكدا أن «موقف قطر ثابت في مكافحة الإرهاب ولا أحد يزايد علينا».

وأوضح «العطية» أن «حرية الإعلام مكفولة في قطر، وأن قناة الجزيرة ليست المعبر عن السياسية القطرية»، لافتا إلى أن «السياسة القطرية لا يعبر عنها من خلال وسائل إعلام بل من خلال القنوات الرسمية الدبلوماسية».

وأضاف «العطية»: «كنا دوما ندعوا إلى الحل السياسي في اليمن، وفي مقدمته انسحاب كل من احتل المدن اليمنة وتخطى حدود الشرعية، وتطبيق قرارات مجلس الأمن».

هذا وأعلن وزيرا خارجية العراق وقطر في مؤتمر صحفي اعتزام قطر علي فتح سفارة لها في بغداد، وأكد وزير الخارجية القطري على ضرورة الالتفاف حول الحكومة وتجاوز أخطاء الماضي من أجل عراق موحد.

وكان «خالد بن محمد العطية»، وزير الخارجية القطري قد وصل إلى بغداد، مساء الخميس، في أول زيارة رسمية لمسؤول قطري إلى العراق، منذ تغيير نظام الحكم عام 2003 إثر الغزو الأمريكي.

وقالت مصادر بمكتب وزير الخارجية العراقي لوكالة الأناضول إن وزير الخارجية القطري وصل إلى بغداد مساء الخميس، في إطار زيارة رسمية، مضيفة أن وزير الخارجية العراقي، «إبراهيم الجعفري»، استقبل «العطية» في مطار بغداد الدولي.

وتأتي الزيارة بعد توتر أصاب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين طيلة السنوات الماضية على خلفية اتهامات أطلقتها الحكومة العراقية السابقة برئاسة «نوري المالكي» (2006 – 2014 ) بـ«دعم قطر للإرهاب في العراق، دون أن تقدم دليلا ملموسا».

وقالت وكالة الأنباء القطرية الرسمية إنه «من المقرر أن يلتقي العطية خلال زيارته مع عددٍ من المسؤولين في الحكومة العراقية، حيث سيتم بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى آخر التطورات في المنطقة».

من جهته، قال «عبد الرزاق عبد الأئمة»، عضو بلجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي الخميس، إن «ملف التنسيق الأمني بين العراق وقطر سيكون هو المحور الرئيس لمناقشات الجانب العراقي والقطري».

وقال «عبد الائمة» لـ«الأناضول» إن «زيارة وزير الخارجية القطري إلى بغداد ستكون بالغة الأهمية خصوصا الجانب المتعلق بالتنسيق الأمني في مكافحة الإرهاب وقطع التمويل»، مشيرا إلى أن «العراق بحاجة إلى تنسيق مباشر مع قطر في المجال الأمني».

وأضاف أن «الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي تسعى إلى فتح قنوات اتصال مع جميع الدول العربية وإنهاء القطيعة الدبلوماسية طيلة السنوات الماضية«، لافتا إلى أن »تهديد تنظيم داعش يحتم إجراء تنسيق مع جميع الدول لمواجهته».

يذكر أن «فؤاد معصوم رئيس الجمهورية بحث في 25 من أبريل/ نيسان مع أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد»، سبل تعزيز العلاقات الثنائية، على هامش مؤتمر السلام، الذي عقد في إسطنبول.

كما زار «معصوم» قطر في 11 فبراير/ شباط الماضي، في زيارة عقد خلالها جلسة مباحثات مع الشيخ «تميم بن حمد».

وتخوض القوات العراقية بدعم من قوات الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) معارك منذ العام الماضي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي تمكن يونيو/حزيران الماضي من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في شمال وغرب وشرق البلاد.