بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة التدخين، يظهر تنامي أعداد المدخنات السعوديات أجراس الخطر والإنذار أمام القفزة الهائلة لأعدادهن سنة بعد الأخرى. وعلى الجانب الآخر، ووفقا للدرسات تظل نسبة المدخنين من الرجال في عموم المملكة ثابتة منذ 2009 عند 6 ملايين مدخن.

ففي 2009، تزايدت أعداد المدخنات من 500 ألف إلى 600 ألف امرأة مدخنة، وفي 2011 نشر موقع «العربية نت» أن نسبة المدخنات في السعودية تجاوزت 5.7% من جملة الإناث، ليصل عددهن قرابة مليون ومئة ألف مدخنة أي بمعدل يقارب الضعف في عامين.

وتداول عدد من المواقع الإخبارية والصحف الخليجية في 2012 دراسة عن انتشار ظاهرةِ التدخين بين النساء، احتلت فيها المرأة السعودية المرتبة الثانية خليجياً والخامسةَ عالمياً من حيث عدد النساء المدخنات بحسب تقريرٍ أعدته الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في مكة المكرمة، ليصل عدد النساء المدخنات في السعودية وفق دراسة في منتصف مايو/أيار الماضي خلصت إلى أن أعداد السعوديات المدخنات وصلت لنحو مليون ونصف المليون مدخنة مقابل ستة ملايين مدخن من الرجال، بحسب ما أعلنته «فاطمة الشيخ» مسؤولة العلاقات العامة والإعلام بجمعية كفى للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بجدة..

الخطير أن الرقابة على النساء لم تمنعهن من التدخين سواء كانت السجائر أم الشيشة، خاصةً أنّ التدخين عادةٌ سيئةٌ منبوذةٌ للجنسين، سيما في المجتمع السعودي المحافظ، وبتوفر المقاهي والنرجيلة في البقالات ومحطات البترول أصبحت ممارسة التدخين للمرأة حريةً شخصيةً وظاهرةً منتشرة في جميع المجتمعات، في خرق للعادات والتقاليد وتجاهل العواقب الصحية للتدخين.

 دراسات المرأة

ويرى متابعون أن الإرقام غزيرة بغزارة الإحصائيات وجميعها تحمل دلالات خطيرة. حيث كشفت دراسة أن نسبة النساء السعوديات المدخنات بلغت نحو 6% وأن 15% من طالبات المملكة الجامعيات مدخنات و5% من طالبات المدارس مدخنات. دراسة أخرى تقول إن 44% من الأطباء الذكور العاملين في السعودية مدخنون و17% من الطبيبات مدخنات. ودراسة ثالثة كشفت أن السعوديات أكثر النساء تدخينًا في العالم وأن 65 بالمئة من فتيات المدارس الثانوية مدخنات، كما نشر موقع عرب نيوز تقريرا يفيد بأن 65% من طالبات المرحلة المتوسطة مدخنات بحسب جامعة الملك عبدالعزيز.

وتحتل المنطقة الشرقية صدارة المدخنات بما نسبته 45% بواقع 20% نساء ، بسبب انتشار (القدو) والمقاهي بكثرة بالمنطقة، فيما كانت المنطقة الغربية بالمرتبة الثانية بنسبة 27% وأقل مرتبة المنطقة الشمالية بنسبة 14%.

كما تصنف السعودية بأنها الثانية خليجيا من حيث تدخين السيدات بعد أن تصدرت البحرين المرتبة الأولى والإمارات الثالثة وكانت قطر أقل الدول.

وأوضح تقرير صدر في 2012 أن الشعب السعودي يستهلك أكثر من 40 ألف طنٍ من التبغ سنويا بتكلفة مالية تجاوزت 12 مليار ريال، وتجاوز بذلك عدد المدخنين من الرجال نسبة 45% من أعداد الذكور، ليجعل ذلك المملكة تحتل المركز 29 عالمياً في أعداد المدخنين، وبيّن التقرير أن معدل التدخين في المملكة وصل إلى 2130 سيجارة للفرد المدخن سنوياً، فيما وصلت قيمة الانفاق اليومي على التدخين قرابة 18 مليون ريال.

 أضرار بالغة وجهود توعية

عشرات الفعاليات السنوية بين الحملات الطبية والندوات والمعسكرات والنشرات التوعوية في المولات والمدارس والجامعات تضم الطبيبات والمتطوعات في الجمعيات الخيرية والحكومية كوزارة الصحة والتعليم العالي، ودائما ما تكون التحذيرات تتعلق بالأضرار الصحية على شاكلة الشيخوخة المبكرة وأمراض القلب والرئة والسرطانات، علاوة على خطورة ذلك على الأمهات المدخنات سواء كانت في فترة الحمل أو الرضاعة.

الجهود التوعوية التي تبذلها المؤسسات الحكومية والمجتمع الأهلي كالجمعيات الخيرية والوزارات المختلفة كوزارة الصحة والتعليم يقف في وجهها جهل المدخنات أو ربما تقليلهن من شأن ممارسة التدخين وتوفر السيولة للشراء حائلا دون وصول التوعية إلى الأاثر الفعال، إضافة إلى التأثر بالحشود والـتأثير المجتمعي فأغلب المدخنات يمارسنه أثناء التزاور وربما أعتبرنه من إكرام بعضهن البعض.

وتدور أغلب حجج وأسباب المدخنات حول اعتبارهن أن التدخين عادة يمارسها سيدات المجتمع الراقي، بل إن بعضهن يتوهمن، بحسب آراء رصدتها مصادر صحيفة، الصحة ويصفن التدخين بـ «النار الباردة» مؤكدات على عدم خطورة التدخين لاسيما الشيشة أو الأرجيلة، إذا كان على فترات بعيدة، منوهات إلى أنه يعتبر «نوع من الفضفضة والراحة» التي تحتاج إليها المرأة.

وتذهب مدخنات أخريات إلى أن التدخين تسلية لا يعتقدن بأضرارها، والدليل تدخين الجدات، بل إن بعضهن يشاركن الزوج تدخينه، ومنهن من تتخذ من التدخين طريقة للهروب من المشاكل الأسرية أو لفت أنظار الرجال رغم اعتراضهن على تدخين أبنائهن.