كشفت دراسة أجرتها الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين «نقاء» بالتعاون مع «جامعة الملك سعود» قبل نحو أربع سنوات، أن أكثر من 19% من المدخنين الذين شملتهم الدراسة بدأوا التدخين ما بين 12 و13 عاما، وأن 31% من مدخني الشيشة بدأوا باستهلاكها قبل أن يبلغوا 14 أو 15 عاما.
وأضافت أن معدل تدخين الفرد للسجائر في المملكة يقدّر بـ720 علبة سنويا، أي بمعدل علبتين في اليوم.
وكان برنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة قد كشف عن مراجعة سبعة آلاف و200 مدخن لعيادات مكافحة التدخين في المملكة، وقد بلغ عدد الإناث 661 امرأة.
وأرجع الدكتور «عبدالله البن صالح» أسباب التدخين لدى الجيل الجديد، إلى تقليد الكبار والأصدقاء، بالإضافة إلى محاولة تعويض نقص ما، قائلا: «التدخين، خاصة في بداياته، يجعل الفتى يشعر بالرجولة، والفتاة بالأناقة، وهذا ما يخلق العادة».
من جهته، عزى الدكتور «عبد الله الراشد» أسباب التدخين لدى الإناث إلى كونهن أكثر تأثرا بأي تغيير في مجريات الحياة وطريقة العيش، وأضاف أنه تقليد غير منطقي، إذ يصنّف من ضمن التصرفات الدخيلة، لكنه موضة خاصة بالفتيات، وهذا ما يجعلهن يتأثرن به.
وأوضح «الراشد» أن أسباب التدخين ترجع إلى عوامل شخصية واجتماعية، بالإضافة إلى ضعف الرقابة الأسريّة على الأبناء والبنات.
كما لفت إلى ضعف الوازع الديني في أوساط الشباب، وتأرجحهم بين حافتي التطرّف الديني والانحلال الأخلاقي نتيجة غياب الوسطية، مضيفا أن الجيل الجديد يسعى إلى إثبات ذاته وتكوين حياة مستقلة، والابتعاد عن النمطية والتقليد اللذين يدعونهما تخلفا بسبب تأثير الانفتاح الإعلامي الواسع.
واستبعد «الراشد» وجود سبب صحي وراء ازدياد نسبة التدخين بين الفتيات والنساء، مشيرا إلى أن الحملات الإعلامية لتبيان خطورة التدخين ضعيفة، وداعيا إلى تكثيفها في وسائل الإعلام على مدار العام وإلى تنظيم محاضرات توعوية في المدارس الثانوية والمتوسطة حول مضار التدخين، على أن يشارك في هذه الحملات متخصصون في الحقل الطبي، حيث اعتبر أن الجهود المبذولة برأيه غير كافية.
وشدد على حاجة عيادات مكافحة التدخين إلى عون مادي رسمي، مقترحا التحرك الجاد لسن قانون حظر بيع المنتجات التبغية لمن هم دون الثامنة عشرة من عمرهم، كما هي الحال في البلدان المتطورة، بالإضافة إلى التوجه إلى منع التدخين في الأماكن المغلقة كافة، في القطاعين العام والخاص.
ويرى «الراشد» ضرورة حظر التدخين في المقاهي والمحال التي تقدّم القهوة والمشروبات الساخنة، وتخصيص غرف معزولة خاصة بالمدخنين بهدف منحهم صفة الذين يتصرفون بصورة غريبة وشاذة مقارنة بغيرهم، داعيا السلطات المعنية إلى إقفال كل محلات تدخين الشيشة، والتي ترتادها الإناث.