استدعت الخارجية السعودية، أمس الثلاثاء، سفير إيران لدى الرياض، معربة عن قلقها البالغ لحادث التسمم الذي أودى بحياة 4 أطفال سعوديين في مدينة مشهد الإيرانية قبل يومين.
وبحسب «وكالة الأنباء السعودية (واس)، أعرب «أسامة نقلي»، رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية، عن أسف حكومة المملكة العربية السعودية البالغ لحادث التسمم المؤلم الذي تعرض له عدد من المواطنين السعوديين في مدينة مشهد الإيرانية، وراح ضحيته أربعة أطفال، وإصابة ثمانية وعشرين مواطنا آخرين.
وأعرب «نقلي» عن أمله في أن «تسرع السلطات الإيرانية في إجراء التحقيقات اللازمة، وكشف الظروف والملابسات المحيطة به».
من جانبه، قال وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي الإيراني، «سيد حسن هاشمي»، إن السبب في حادث تسمم السعوديين «يعود للسم الذي استخدم في رش غرف الفندق الذي نزلوا فيه».
وأوضح «هاشمي» أن «أي حالة تسمم قد تعتبر متعمدة من الناحية الطبية، إلا إذا ثبت عكس ذلك»، مشيرا إلى أن «احتمال التعمد في تسمم الزوار قائم».
تأجيل دفن الضحايا
من ناحيتها، أجلت السلطات الإيرانية مراسم دفن الضحايا الأربعة من الأطفال السعوديين، إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقا، بعد أن كان مقررا تشييع الأطفال ودفنهم أمس الثلاثاء.
وذكر أقارب المتوفين أن قرار التأجيل جاء بناء على طلب السلطات الإيرانية التي فضلت استكمال التحقيقات المتعلقة بملف تسرب المادة الكيميائية القاتلة، والتي اعتبرت أن الحادثة «خطأ كارثي»؛ ما يستدعي مزيدا من التحقيقات قبل إغلاق الملف بشكل كامل، مضيفين أن وصول أبوي الأطفال للحصول على الموافقات الرسمية باعتبارهما الأقارب من الدرجة الأولى، كان أحد أسباب التأجيل أيضا.
وصرح القنصل السعودي العام بالإنابة في مدينة مشهد الإيرانية، «عبد الله الحمراني»، إن التقرير الطبي المتعلق بحادثة التسمم التي أدت لوفاة 4 أطفال وإصابة 33 سعوديا في إيران، أظهر أن المادة السامّة التي أدت إلى وفاة الأطفال هي مادة «محظورة دوليا».
وأضاف «الحمراني» في تصريحات صحفية لوكالات الأنباء، أن «نتائج التحليلات المخبرية لعيّنات الدم المسحوبة من المتوفين والمصابين في حادث التسمّم أثبتت أن المادة المتسبّبة في الوفاة من المبيدات الحشرية المحظور استخدامها دوليا في الوحدات السكنية»، مشيرا إلى أن «القنصلية ستستكمل اليوم الأربعاء الإجراءات القانونية لحفظ حقوق الرعايا السعوديين»، لافتا في الوقت نفسه إلى أن التحقيق لا يزال قائما بشأن الشبهة الجنائية.
كما أكد «الحمراني» أن «غالبية المواطنين سيعودون للمملكة بعد استكمال العلاج، حيث غادر غالبية المصابين المستشفى الثلاثاء»، ولفت إلى أن «القنصلية تتابع حالة المواطنين بشكل مكثف»، مضيفا أن «القنصلية تولي الحادثة اهتماما كاملا، وتضع في أولوياتها سلامة وعودة السعوديين إلى أرض الوطن، ثم استكمال بقية الإجراءات القانونية؛ من متابعة التحقيقات وحفظ حقوق الرعايا، وغيرها من الإجراءات».
وكان 33 زائرا سعوديا أدخلوا المستشفى صباح الأحد الماضي، إثر تعرضهم لحالة تسمم، وهم 14 من الراشدين و19 طفلا وفتى في فندق «توحيد» في مدينة مشهد الإيرانية، حيث توفي منهم ثلاثة أطفال وبنت عمرها 14 سنة.
وأعلنت السلطات القضائية في مشهد اعتقال مدير الفندق و4 من الموظفين، على خلفية الحادث بناء على التحقيقات الجارية، بحسب ما أعلن «علي مظفري»، المدعي العام في محافظة خراسان.
يذكر أن يزور مدينة مشهد الإيرانية يزورها سنويا الآلاف من الشيعة الخليجيين من السعودية والكويت والبحرين ضمن قوافل الحجاج الذين يؤدون زيارة الإمام «علي ابن موسى الرضا» ثامن أئمة الشيعة الإمامية.
