رفض المغرب، تمثيل جبهة البوليساريو" في منطقة التبادل الحر الأفريقية، التي تم الإعلان عن تدشينها مؤخرا.

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي "ناصر بوريطة"، على هامش القمة بالعاصمة النيجرية نيامي، إن "المصادقة على الاتفاق لا يمكن أن تفهم أو تؤول بأي حال من الأحوال، كاعتراف من المملكة بفعل أو واقع أو وضعية أو كيان غير معترف به، من شأنه أن يمس وحدة ترابه أو وطنيته"، في إشارة إلى "البوليساريو" التي تتنازع مع المغرب حول السيادة على الصحراء الغربية.

وشدد "بوريطة"، على أن "الرباط تتصرف وفقا لعقيدة ومبادئ واضحة عندما يتعلق الأمر بالتمييز بين العضوية في منظمة ما، والاعتراف بكيانات يمكن أن تكون جزءا من هذه المنظمة لكن المغرب لا يعترف بها".

وتساءل الوزير المغربي: "كيف يمكن لكيان لا أرض له أن ينتمي إلى منطقة تجارة حرة؟، إذا كان هذا الكيان سيمارس التجارة انطلاقا من تندوف، فإنها ستكون تجارة داخلية في بلد آخر من الاتحاد الإفريقي وهو الجزائر"، وفق ما نقلت صحيفة "هسبريس".

واستفسر المسؤول المغربي عن العملة التي ستعتمدها "الجبهة" لإدارة تجارتها، مشيرا إلى أنه "إذا كان للسلع أن تمر عبر الجمارك ستكون جمارك الجزائر"، وبالتالي فإن هذه الوضعية هي "حالة شاذة حرص المغرب على إثارتها".

ومساء الأحد، دشن الزعماء الأفارقة، منطقة تجارة حرة على مستوى القارة، ستوحد في حال نجاحها 1.3 مليار نسمة، وتخلق كتلة اقتصادية حجمها 3.4 تريليون دولار، حيث سيتمكن التجار مع إطلاق المرحلة التشغيلية لمنطقة التبادل الحر، من الاستفادة من ترتيبات التجارة التفضيلية التي توفرها منطقة التجارة الحرة في القارة السمراء.

يُشار أن "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب"، المعروفة باسم (البوليساريو)، هي حركة تحررية تأسست في 20 مايو/أيار 1973، وتسعى لتحرير الصحراء الغربية، مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب، وغرب الجزائر، وشمال موريتانيا، تحت اسم "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة.

ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة، الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.