لبنان.. الكنيسة المارونية تطالب بمنع حفل مشروع ليلى

الاثنين 22 يوليو 2019 11:16 م

رفضت الكنيسة المارونية إطلالة فرقة "مشروع ليلى" بذريعة "إهانة المقدسات المسيحية والسخرية من السيد المسيح وإهانته بأبشع الطرق".

وأصدرت مطرانية جبيل المارونية، بيانا شجبت فيه "إقامة حفل للفرقة" في مهرجانات بيبلوس الدولية: "بعد الاطلاع على أهدافها ومضمون الأغاني التي تؤديها والتي تمسّ بغالبيتها بالقيم الدينية والإنسانية وتتعرّض للمقدسات المسيحية".

وطالبت المطرانية "المرجعيات المختصة وكل الفاعليات الجبيلية بإيقاف عرض مشروع ليلى على أرض القداسة والحضارة والتاريخ".

وجاء رفض الكنيسة المارونية بعد جدل أثارته حفلة الفرقة في مصر ومنعها من الغناء في الأردن خلال السنوات الماضية.

بدوره، أكّد رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب "عبدو أبوكسم"، أن "المركز كان منكبا منذ نحو 10 أيام على دراسة ملف فرقة مشروع ليلى الذي يهين المقدسات في بعض أغانيه ويشكل إساءة وخطراً على المجتمع".

وشدد على أن المركز سيلجأ إلى القانون إذا لزم الأمر، "فلا يجوز تحت ستار الحريات أن نهين الديانات".

ووصف الكاهن "ثاوذورس داود" الفرقة بـ"الشباب الفاجر المجدّف الذي يهين المقدسات باسم الفنّ".

وناشد الكاهن "كميل مبارك" اللبنانيين مقاطعة "الفرقة التي ستغني في جبيل لنشر الخلاعة والفساد واحتقار المقدسات".

وكان موقف الكاهن "نسيم قسطون" أكثر لينًا، إذ دعا لمواجهة الحفلة بالصلاة، واستخدام طريقة المسيح بالاعتراض السلمي، لأن "التهديد والوعيد (...) وسيف القسوة"، بعيدة عن تعاليمه.

دعوات المقاطعة

وانتشرت الدعوات إلى مقاطعة حفل "مشروع ليلى" ضمن مهرجانات "بيبلوس الدولية" بعد صورة على صفحة مغنّي الفرقة، "حامد سنّو"، اعتبرها البعض مهينة للدين المسيحي وللإنجيل.

ونشر "سنو" صورة على "فيسبوك" تم فيها استبدال وجه السيدة مريم العذراء بوجه المغنية الأمريكية "مادونا".

وتحوّل "مشروع ليلى" إلى مادة سجالٍ على مواقع التواصل الاجتماعي على خلفية "الأغاني" التي تؤديها "الفرقة" والتي تهين، برأي البعض من الجمهور المسيحي، معتقداته ورموزه.

وبرزت دعوات إلى القيام بتحرك شعبي في 9 أغسطس/آب المقبل لمحاولة منع الفرقة من تأدية برنامجها الفني. 

وكانت مواقع التواصل قد شهدت جدلاً حول الفرقة، وعلّق النائب السّابق "فارس سعيد"، في تغريدة على حسابه عبر "تويتر" على السجال الدائر حول إقامة حفل فرقة "مشروع ليلى" في جبيل فكتب: "لم أفهم كلمة واحدة من أغنية لمشروع ليلى استمعت إليها البارحة، وأعتبر أنّ من يسيء إلى تعاليم الكنيسة هم المجرمون والفاسدون والقتلة والذين ينهبون الفقراء والذين ضربوا نظام القيم". وختم تغريدته: "قاطعوهم إذا أردتم، هذا حقّكم، إنما اتركوا للبنان نكهة الحريّة".

هدر الدم 

وانتشرت تهديدات صريحة باللجوء إلى القوة لمنع إحياء الحفلة، قادها مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي عبر وسوم مثل "دمكم عليكم" وأخرى تتضمن إشارات للميول الجنسية.

ومن بين أعتى المهاجمين "شارل سركيس" الذي يشير حسابه على "فيسبوك" إلى أنه ينتمي إلى "الحزب الديمقراطي المسيحي - منظمة فرسان المسيح الملك - لبنان".

كتب "سركيس": "حفلتكم لن تمر إلّا على جثثنا حتى لو تجندت الدولة اللبنانية كلها لحمايتكم". 

كما شارك صورة لجندي على صهوة حصان بزيّ صليبي يحمل سيفا، مرفقة بتعليق: "لغة الحوار الوحيدة التي سنتبادلها بكل محبة حتى انقضاء الدهر".

ونشر الحزب المذكور بيانا جاء فيه: "ها هي الشياطين تضرب مجددا". ودعا إلى منع إقامة هذه الحفلة "إن لم يكن بالوسائل السلمية، فبالقوة".

وكتب الناشط في "التيار الوطني الحرّ" "ناجي حايك" على صفحته: "هذا ليس تحذيرًا من حفلة جبيل، بل تهديد مباشر لهذه الجماعة ولكل من يساهم بالتسويق لحفلاتها، سيمنع العرض بالقوّة، وليس بالتمنّي".

وقال النائب عن "التيار الوطني الحرّ" في البرلمان "سيمون أبي رميا" في اتصال مع "بي بي سي"، إنّ "التواصل مع لجنة المهرجانات قائم لتخفيف التشنج. ونحن نحترم حرية الرأي والتعبير، وفي الوقت ذاته نقدّر عدم المسّ بالشعائر".

رد فرقة ليلى

وردت الفرقة في بيان نشر على صفتها على "فيسبوك" جاء فيه: "المستغرب أن تثور موجة من الاعتراضات على أغنية من هذه الأغنيات الآن، مع العلم أنها لا تسيء إلى أحد بشيء ولا تنتقص من أي من القيم والأديان التي يُؤْمِن بها كل إنسان قويم، وسبق أن أدتها الفرقة في مهرجانات سابقة عالمية وفي لبنان مثل بعلبك وبيبلوس وعمشيت وإهدن وغيرها".

وتابعت: "يؤسفنا أن يصار إلى تحريف كلام بعض أغنياتنا وفهمه بطريقة خاطئة بعيدة عن مضمونه، الذي إذا لم نأخذه كمضمون كلّي، بمعنى أن النظر إلى جملة من هنا وكلمة من هناك، في شكل مجتزأ يؤدي إلى تشويه المضمون الحقيقي، وهذا ما حصل".

وأضافت: "نحن أربعة شبان لبنانيين من أديان مختلفة، هدفنا الارتقاء بالفن وتسليط الضوء على القضايا الإنسانية، ورفع اسم لبنان في العالم لا أكثر ولا أقل، من دون الدخول في مهاترات ومزايدات بعيدة كل البعد عن رسالتنا الأساسية، مع التأكيد على احترامنا للأديان ورموزها كافة".

وكانت فرقة "مشروع ليلى" أثارت جدلاً في مصر في العام 2017 على خلفية إقامتها حفلة في القاهرة رفع خلالها عدد من الجمهور أعلام المثليين.

وقد أوقفت السلطات المصرية عدداً من الأشخاص في إطار هذه القضية، ويجاهر رئيس الفرقة "حامد سنو" بمثليته الجنسية، وهو ما يعد أمراً نادراً في العالم العربي، وكانت السلطات الأردنية ألغت في 2016 و2017 حفلة للفرقة اللبنانية.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مشروع ليلى فرقة مشروع ليلى

إلغاء حفل مشروع ليلى في لبنان منعا لإراقة الدماء

إلغاء ندوة حوارية لمشروع ليلى بجامعة أمريكية في قطر