في أحد المطاعم بالكويت، تجلس مدرسة حاسوب في إحدى المدارس وتدعى "بيبي الأيوب"، على كرسي وتقوم بتوزيع الأرز في الصحون لصنع 160 طبقاً من المجبوس، طامحة بتلك المبادرة الخيرية أن تتفرغ للعمل التطوعي الإنساني.

ويجلس على الطاولة المقابلة لها شاب كويتي، يقطع الخس والطماطم، ويضعها في صحون بلاستيكية بينما يقوم رجل آخر بتوزيع المرقة في صحون الأرز التي انتهت السيدة من توزيعها على طاولة كبيرة.

وبعيدا عن أجراس المدرسة وصخب الطلاب، تخلق السيدة الكويتية، منصة تجمع فيها بين شباب الكويت والأعمال الخيرية المختلفة، ومن ضمنها حملة "ارسم البسمة"، الهادفة إلى إطعام العمال.

ولا تهدف "بيبي الأيوب"، إلى تشكيل عمل خيري يهدف إلى جمع الأموال وشراء المستلزمات، بل تسعى إلى جعل الناس يعملون يداً بيد على مراحل التحضير والتوزيع، حيث تقوم بجمع الأموال اللازمة لتوفير مستلزمات الوجبات ثم تعلن عن تاريخ وتوقيت صنع الوجبات، ليتمكن الناس من الانضمام والمشاركة.

وبعد الانتهاء من مرحلة الطهي والتغليف، تحمل الوجبات في شاحنة صغيرة، وتتنقل "بيبي الأيوب" برفقة المتطوعين إلى نقطة تجمع العمال للبدء بمرحلة التوزيع.

وفي تصريحها لموقع "CNN" بالعربية، قالت المعلمة الكويتية إنها تتعاطف مع العمال الذين يقومون بالأعمال الشاقة، ويتلقون أجرا زهيدا، ولكن العمل التطوعي عادة ما يجعلها مفعمة بالفرحة، عندما ترى ابتسامة العامل أو فرحته لتلقي وجبة بسيطة.

ومثل كل المشاريع، تواجه المعلمة الكويتية بعض التحديات من الناحية المالية، مشيرة إلى أنه من الصعب في بعض الأحيان الحصول على المبلغ الكافي لصنع العدد اللازم من الوجبات، ولكنها تابعت مؤكدة أن ذلك لا يعرقل أو يحبط الهدف الرئيسي للعمل التطوعي.

وتعمل "بيبي" برفقة متطوعين من شتى الأعمار والجنسيات، على أعمال مختلفة، كما تشارك تفاصيل تلك الأعمال عبر حساب "حملة ارسم البسمة" الخاص على "إنستغرام".