«درع الوطن».. قوة محلية لحماية الدروز في السويداء السورية

الأحد 21 يونيو 2015 12:06 م

طيلة 4 سنوات، نجحت مدينة السويداء التي تقع جنوبي سوريا، وتبعد حوالي 100 كلم عن العاصمة دمشق، في النأي بنفسها عما يجري في البلاد، وحافظت على استقرارها، لكنها أصبحت الآن تشعر بالخطر بعد أن شن مقاتلو المعارضة المسلحة الذين ينتمون إلى تنظيمي الدولة الإسلامية وجبهة النصرة عدة هجمات على ريفي المحافظة، ما جعل زعماء الطائفة الدرزية يتسارعون إلى تشكيل ما يسمى «درع الوطن» لحماية أنفسهم وأرضهم بالتعاون مع الجيش السوري النظامي ضد هذا الخطر.

وأفاد تقرير نشرته وكالة أنباء «شينخوا» الصينية أن العشرات من الشبان والشيوخ سارعوا إلى الحضور إلى مقر «عين الزمان»، وهو مكان ديني يجلس فيه شيوخ عقل الطائفة الدرزية الثلاثة، وله رمزية كبيرة لديهم، لكي يتطوع في «درع الوطن» وأخذ السلاح والذهاب إلى بلدة الثعلة بريف السويداء الغربي، لصد الهجوم الذي قام به مقاتلون ينتمون إلى «جبهة النصرة» بعد أن سيطروا على اللواء 52 بريف درعا الشمالي الشرقي، وآخرون يذهبون إلى بلدة الحقف بالريف الشمالي الشرقي لمراقبة تنظيم الدولة الإسلامية المتمركز في بلدة القصر وعدة تلول محيطة بهذه القرية.

وقال الشيخ «يوسف جربوع»، وهو أحد شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز، وأحد المؤسسين لتلك القوة المحلية في السويداء إن «إنشاء قوة تسمى درع الوطن بات ضرورة ملحة نظرا للتهديد الأخير الذي شهدته المحافظة من قبل الدولة الإسلامية، ومحاولة مقاتلين من تنظيم جبهة النصرة».

وأضاف أن «مجموعة درع الوطن تشكلت على أساس الظروف التي نعيشها حاليا، ومحاولة فرض القتال علينا وتشريد أهلنا وسرقة محاصيلهم الزراعية»، مشيرا إلى أن درع الوطن هو قوة محلية ذاتية تسعى للدفاع عن النفس في كل مدينة وقرية على شكل مجموعات، وتقوم بمؤازة أي قرية تحدث فيها اشتباكات، من أقرب قرية لها لصد الهجوم ريثما تصل النجدة أو القوة في حال كان الهجوم كبيرا .

وتابع رجل الدين الدرزي أن «تشكيل درع الوطن تم حديثا، ولم نكن بحاجته لولا الخطر الذي تعرضت له المحافظة على يد تلك المجموعات المتشددة في أكثر من مكان، بغية زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة»  .

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، هاجم تنظيم جبهة النصرة القاعدة الجوية في بلدة الثعلة، على بعد 10 كم من السويداء (غربا) حيث أطلقوا قذائف الهاون الصاروخية على البلدة، ومدينة السويداء الأمر الذي جعل سكان المحافظة يشعرون بالانزعاج الشديد، لا سيما وان المدينة كانت هادئة ولم تشهد مظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام، أو اشتباكات عنيفة مع الجيش السوري كما حصل في باقي المدن السورية، وفقا للتقرير.

وفي الوقت نفسه، رفض «جربوع» الكشف عن حجم القوة الجديدة وعددها، مكتفيا بالقول إن «درع الوطن يقوده مجموعة من ضباط الجيش السوري المتقاعدين، ويعمل ضمن غرفة عمليات مشتركة، بغية توحيد الجهود».

وأضاف رجل الدين الدرزي قائلا «حتى الآن لم يتم الاعتراف رسميا من السلطات السورية بهذا الدرع كقوة محلية»، مشيرا إلى انه قريبا سيتم الاعتراف به، وأن الحكومة السورية من «حيث المبدأ لم تعارض تشكيل مثل هذه الميليشيا، رغم أننا ننتظر موافقة رسمية من السلطات».

وأوضح الشيخ «جربوع» أن الجيش السوري قادر على الدفاع عن السويداء، ومع ذلك فإن الجيش في حرب لمدة أربع سنوات، وبالتالي لا يمكنه أن يكون في كل مكان في سوريا في نفس الوقت.

من جانبه، قال «أحمد الحمود» (37 عاما) من قوات «درع الوطن» وهو يقف في بلدة الثعلة القريبة من القاعدة الجوية العسكرية التي يشن عليها الهجوم من قبل تنظيم جبهة النصرة «عندما سمعت أن هناك فكرة لتشكيل درع الوطن ، حضرت إلى مقام عين الزمان ومعي بندقيتي، وطلبت الانضمام إليه لندافع عن أرضنا وأهلنا، ضد هؤلاء المتطرفين الذين يريدون تعكير الأجواء في المحافظة» .

وتعاني قوة «درع الوطن» من نقص واضح بالسلاح النوعي، فالسلاح الموجود لديهم يتوزع بين الخفيف والسلاح الشخصي، وهو بالأساس موجود بيد الشبان الذين يريدون التطوع في «درع الوطن».

وقال «أبو نعيم» (54 عاما) «لا نريد أن نعتدي على أحد ، فقط ندافع عن أنفسنا وأرضنا، وكل ما نحتاجه هو السلاح» ، داعيا السلطات السورية إلى توفير السلاح اللازم للقرى والبلدات التي على تماس مباشر مع مقاتلي المعارضة المسلحة.

من جانبه، قال «نائف العاقل»، وهو ضابط سوري سابق، والذي يقود الآن درع الوطن، إن «هدف هذه القوة هو الدفاع عن النفس، وليس الهجوم على أي قرية أو بلدة خارج المحافظة».

وأضاف «العاقل» هو القائد العسكري لدرع الوطن «لا نهاجم أحدا، وفي حال فكروا بشن هجوم علينا سنلقنهم درسا لن ينسوه أبدا»، مؤكدا أن «درع الوطن يقاتل تحت راية العلم السوري، ولن نسمح لأي قوة في العالم أن تخترق أرضنا بأي وسيلة» .

وتفقد الضابط «العاقل» عناصر «درع الوطن» في بلدة الثعلة وسط احتفال وفرحة، وهم يرددون أغان تراثية تتغنى بأمجاد الدروز أثناء قتالهم ضد المستعمر الفرنسي في عام 1925 بقيادة «سلطان باشا الأطرش» قائد الثورة السورية الكبرى.

  كلمات مفتاحية

الدروز سوريا جبهة النصرة إدلب السويداء الأسد

«جبهة النصرة» تتعهد بمحاكمة «شرعية» لعناصرها المتورطين في قتل دروز

«هآرتس»: (إسرائيل) لن تساعد عسكريا أبناء الطائفة الدرزية في سوريا

«المرصد السوري»: مقتل 20 درزيا على أيدي «جبهة النصرة» في إدلب

استراتيجيات مختلفة لدى التنظيمات الجهادية المتنافسة في سوريا

«جبهة النصرة» تخير «دروز إدلب» بين الإسلام والجزية والتهجير

دروز «إسرائيل» يقتلون جريحا سوريا بسيارة إسعاف للجيش الإسرائيلي

دروز يقتلون 6 من قوات «الأسد» و«مشايخ الكرامة» تعلن السويداء منطقة محررة

محكمة سويدية ترفض تعويض مسلمة رفضت مصافحة زميلها