أعلنت الشرطة الأوروبية «يوروبول» عن تشكيل فريق شرطي أوروبي جديد لتعقب وحجب حسابات مواقع التواصل الاجتماعي ذات الصلة بتنظيم «الدولة الإسلامية».

ومن المقرر أن يعمل جهاز الشرطة الأوروبي مع شركات تواصل اجتماعي لم تحدد هويتها لتعقب هذه الحسابات، ويهدف الفريق إلى إغلاق الحسابات الجديدة بعد ساعات من إنشائها.

ويعتقد «يوروبول» أن نحو خمسة آلاف شخص، من بينهم مواطنون بريطانيون وفرنسيون وبلجيكيون وهولنديون، سافروا إلى مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية».

وقال «روب وينرايت» رئيس «يوروبول» لصحيفة «الغارديان» إن مهمة عمل الفريق الذي يبدأ مهامه في الأول من يوليو/تموز ستكون «تحديد زعماء التنظيم على الإنترنت»، لكنه قال إن تعقب جميع الحسابات المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية» مهمة ضخمة.

ويقول محللون في معهد «بوكينغز» في واشنطن إن عدد الحسابات ذات الصلة بتنظيم «الدولة الإسلامية» قد يصل إلى 90 ألف حساب.

وجاءت 74% من الحسابات المؤيدة للتنظيم ناطقة بالعربية و20% بالإنجليزية و6% بالفرنسية. ويتبع الحسابات المؤيدة للتنظيم ألف مشترك في المعدل ما يعني أنها «أكثر من حساب عادي»، وفقا لدراسة أميركية.

وفي الفصل الأخير من 2014 أقفل ما لا يقل عن ألف حساب من قبل «تويتر»، لكن الرقم الحقيقي قد يكون أكبر بكثير.

وقالت الدراسة إنه بالتأكيد من الممكن أن يكون لاستهداف الحسابات أثر «مدمر» بالنسبة لحضور التنظيم، لكنه لا ينصح بهذه المقاربة لأنها قد تؤدي خصوصا إلى «عزل» أنصار التنظيم على تويتر وتدفعهم لاستخدام منصة مغلقة تؤدي إلى مزيد من التطرف.

وكانت صحيفة «الديلي تليغراف» قد نشرت مقالا نهاية الشهر الماضي بعنوان «تنظيم الدولة الإسلامية يوفر خدمات إرشادية على الانترنت لمجاهديه الجدد» أكدت خلاله أن «التنظيم والقاعدة شكلا خدمة على شبكة الإنترنت تعلم المجاهدين كيفية تجنب مراقبتهم على الإنترنت»، وذلك وفق دراسة قام بها «مركز مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة».

وأضافت أن هذه الجماعات الجهادية ومناصريها يستخدمون الإنترنت لتنظيم حركة المقاتلين الأجانب حول العالم وكذلك لتعليمهم تقنيات تجنيد عناصر جديدة في التنظيم، مشيرة إلى أنهم «يعملون حالياً على تطوير خدمة الخصوصية الخاصة بهم».

وأوضحت كاتبة المقال أن «فاعلية هذه التقنية ستكون محدودة، إلا أنها ستزيد من قلق أجهزة المخابرات والسلطات القضائية، لأنها تمثل الخطوة الأولى لتطوير سلاح الكتروني»، مضيفة أن «القاعدة وعدد من المنظمات الجهادية الأخرى استخدمت منتديات تفاعلية على الإنترنت منذ التسعينيات لكن تنظيم الدولة الإسلامية يستخدم اليوم وسائل أخرى مثل تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الأخري».