«هافينغتون بوست»: هل يمكننا حسم الحرب ضد «الدولة الإسلامية» من خلال الإعلام الاجتماعي؟

السبت 28 فبراير 2015 09:02 ص

من خلال الدراسة التي أعدها «جي. إم. بيرغر» وزميل له مع «google ideas»  تم إعداد نظام لتعقب الرسائل المؤيدة لتنظيم «الدولة الإسلامية» في وسائل التواصل الاجتماعي، وقد اجتمع «بيرغر» مع لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي من أجل مناقشة ما توصلت إليه دراسته التي سينشرها مركز بروكنجز بعد أيام.

يعتقد أن العمليات التي يبثها «الدولة الإسلامية» عبر وسائل الإعلام قد غطت على الجرائم التي ترتكبها على أرض الواقع، من خلال قتل مئات السوريين والعراقيين مقارنة بالأعداد القليلة التي تبثها كاميراتها على المواقع المختلفة.

إن هناك متابعة للتدفق الإعلامي لـ«الدولة الإسلامية» على الانترنت، والذي يستهدف مقاتلو التنظيم من خلاله جمع مزيد من المناصرين في حسابات تويتر وغيرها، وقد خصص البيت الأبيض قمة من أجل مواجهة التنظيم في الفضاء الالكتروني.

وهناك ضجر في الغرب من مواجهة التنظيم عسكريا والبعض يأمل أن مواجهتها عبر الإنترنت قد يكون كافيًا.

تقدر الدراسة أن هناك وفرة في الأهداف حيث إن هناك 46 ألف حساب على تويتر يعتقد أنها استخدمت لدعم التنظيم في خريف 2014، وقد قل هذا العدد حاليا بسبب اغلاق عدد من هذه الحسابات إلا أن الرقم ما زال كبيرا حيث يمكن إنتاج 200 ألف تغريدة على تويتر يوميا.

وكذلك الحال تم العثور على عدد كبير من المستخدمين في فيسبوك لكن الأرقام المتوفرة ليست موثوقة، ويعود عدد من الحسابات لمستخدمين من سوريا والعراق الذين هم أعضاء في التنظيم رسميا، والآخرون منتشرون في كافة أنحاء العالم مع درجات متفاوتة في تورطهم مع التنظيم.

في البداية رفض تويتر العمل كشرطي قيم، لكن بعد قطع الرؤوس تغير الموقف, حيث تستخدم «الدولة الإسلامية» الإنترنت، وتعمل على تكثيف تواجدها أونلاين من أجل الاتصال وتنفيذ برامج بروباغندا خاصة في مناطق خارج إطار تواجدها الجغرافي، وغالبا ما تحتوي هذه الرسائل التي تبثها على مشاهد تحمل العنف السادي وتهدف للتأثير على أشخاص وتجنيدهم لتنفيذ أعمال عنف باسم «الدولة الإسلامية». سواء كانوا ضمن المنظمة أو من خارجها ضمن ما يسمى بهجمات الذئب الأوحد.

وبشكل عكسي أيضا فإن «الدولة الإسلامية» ترسل رسائل حول مثالية الأماكن التي تسيطر عليها على الرغم من استعمال العنف والقسوة المتعارضة مع مبادئ الاسلام.

لقد أعطت مواقع التواصل فرصا كبيرة لطموحات التنظيم منذ أن سيطر على الموصل العام الماضي بعد أن فر الجنود العراقيون أمامهم، حيث بث التنظيم صور الإعدامات على مواقع التواصل، وقد بثت أشرطة الفيديو التي نشرها التنظيم الرعب سواء إحراق الطيار الأردني أو ذبح الأقباط في ليبيا، حيث تطمح من وراء ذلك لإشعال حرب إقليمية تمشيا مع قناعتها  أن نهاية العالم في متناول اليد.

قاوم «تويتر» بداية الجهود للعمل ضد «الدولة الإسلامية»، لكن القتل الذي تم نشره مؤخرًا من خلال قطع الرؤوس أدى لتغيير الموقف. ففي سبتمبر أوقف تويتر الآف الحسابات الداعمة للتنظيم، وألغى فيسبوك صفحات مؤيدة له أيضَا.

واليوم فإن «الدولة الإسلامية» تبدو أضعف على مواقع التواصل من ذي قبل مما يحد من قدرتها على الدعاية والتواصل مع جمهور أوسع.

مواقع التواصل «فيسبوك» و«يوتيوب» و«تويتر» يمكن أن تفعل المزيد لتضييق الخناق على «تنظيم الدولة» من خلال مهاجمة الشبكات الهيكلية للتنظيم باستخدام تقنيات تحليل الشبكة الاجتماعية بدلا من المحتوى، لكن ليس من الواضح أن توسيع حملة اغلاق الصفحات وتعليق الحسابات سيكون الخيار الأفضل لأن الوضع الحالي من تعليق عدد من الحسابات والصفحات يحد بالفعل من تأثير إعلام التنظيم، كما يسمح في ذات الوقت بمستوى من الحصول على المعلومات الاستخبارية كمصدر مفتوح .

وللأسف فإن الحرب على «الدولة الإسلامية» إلكترونيا ليست كافية، لأن استهداف قوة «داعش» الالكترونية على أهميته هو استهداف لظل «داعش» وليس لـ«داعش» ماديا.

الأراضي التي ثسيطر عليها التنظيم توفر لها وسائل إعلام ودعاية وملاذات آمنة ،من خلالها تقوم بتوثيق القتل لمستوى عالي من المهنية والفيديوهات بالغة الدقة والوضوح، مع العمل في جو يؤمن الإفلات من العقاب .

تختلف «الدولة الإسلامية» عن القاعدة، فبينما كانت القاعدة  تسعى إلى الخلافة،  تدعي «داعش» أنها أنجزت ذلك ونجحت. وهي منتصرة بالفعل وهذه الصورة للنجاح تعتبر المحرك الرئيسي لتجنيد المقاتلين الأجانب.

إن «الدولة الإسلامية» فتحت بابا جديدا في امتداد الصراع للشبكات الافتراضية ولكن هذه الشبكات لن تكون ساحة الصراع الأخيرة.

تتعلم كافة الجماعات المتطرفة من نموذج «الدولة الإسلامية» في وسائل الاعلام الاجتماعي، وبغض الدول مثل روسيا وإيران وسوريا أيضا تتعلم، بل انتشرت جحافل افتراضية منها لنشر التضليل والتلاعب بالنتائج السياسية في الصراعات الجارية. وإن الدروس التي نتعلمها من المواجهة مع «الدولة الإسلامية» ستبقى لفترة طويلة قادمة.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية الإعلام الاجتماعي

«تويتر»: ارتفاع الطلبات الحكومية للكشف عن معلومات المغردين بنسبة 40% خلال 6 أشهر

الهند تعتقل رجلا يدير حسابا على «تويتر» لصالح «الدولة الإسلامية»

البابا «فرنسيس»: لا توصدوا باب الحوار دون تنظيم «الدولة الإسلامية»

«الدولة الإسلامية» يسند «الجهاد الإعلامي» للنساء بقيادة السعوديات

الكويت تراقب «تويتر» بالتنسيق مع الاستخبارات البريطانية خشية «الدولة الإسلامية»

داعش تستهدف ضباط الاستخبارات السعوديين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

السعودية تواجه داعش بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعي!

«هافينغتون بوست»: هل يمكن للشرق الأوسط أن ينهي إدمانه للنفط الرخيص؟

«واشنطن بوست»: تنظيم «الدولة الإسلامية» بدأ يتآكل من داخله

«داعش» والإنترنت.. الحرب المستحيلة

«الدولة الإسلامية» و«القاعدة» يدربان مقاتليهم على كيفية تجنب المراقبة عبر الإنترنت

التحريض والإرهاب... حول نظريات التأثير الإعلامي

تشكيل فريق شرطة أوروبي لحجب حسابات «الدولة الإسلامية» على الإنترنت

لبنان والأردن وفلسطين الأكثر سلبية تجاه «الدولة الإسلامية» ونيجيريا الأكثر تعاطفا

«البنتاغون» يسعى لقطع الإنترنت عن «الدولة الإسلامية» بالعراق وسوريا