لا يزال ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" متمسكا بتقدير قيمة شركة "أرامكو" عند تريليوني دولار، فيما تتردد أنباء عن تأجيل طرح أكبر شركة نفط في العالم للاكتتاب العام إذا لم تقيمها السوق على نحو مناسب.

جاء ذلك حسبما نقلت "رويترز" عن مصادر صناعية ومصرفية وأخري قريبة من "أرامكو" أكدت أنه ينبغي تقليص القيمة المستهدفة إلى حوالي 1.5 تريليون دولار.

وتنتج "أرامكو" برميلا من كل 8 براميل نفط في العالم، وتسهم بـ12.5% من إنتاج النفط العالمي، ولديها 260.8 مليار برميل نفط من الاحتياطي المؤكد، حسب تقرير الشركة السنوي لعام 2016.

ويبلغ رأسمال الشركة 60 مليار ريال (16 مليار دولار) مقسمة على 200 مليار سهم عادي، حسب النظام الأساسي الحالي للشركة.

وقالت "رويترز" إنه من المقرر أن تستأنف "أرامكو" محادثات مع بنوك بشأن طرح عام أولي.

 ونقلت عن مصدر قريب من الشركة قوله إن مجلس إدارتها سيجتمع قريبا، وسيجري على الأرجح مناقشة حول قيمة "أرامكو".

ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن ولي العهد ما زال متمسكا بقيمة "أرامكو" التي قدرها بتريليوني دولار أوائل 2016 عندما اقترح في البداية بيعا للأسهم لتنويع اقتصاد المملكة بما يقلص اعتمادها على النفط.

وفي 16 يونيو/حزيران الماضي، قال "بن سلمان" إن بلاده ما تزال ملتزمة بطرح التداول الأولي لـ"أرامكو" وفق الظروف الملائمة والوقت المناسب.

وتوقع، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، "تنفيذ الطرح بين 2020 وبداية 2021"، لكنه اعتبر أن "تحديد مكان الطرح سابق لأوانه".

وقال أحد المصادر: "إذا لم تُقيم السوق أرامكو على نحو مناسب فإنهم ليسوا في عجلة من أمرهم للذهاب إلى طرح عام أولي... يمكنهم دائما التأجيل".

وأضاف: "لديهم (السعوديين) الأدوات المناسبة للمناورة وهم ليسوا في موقف ضعيف لتنفيذ الطرح العام الأولي لأرامكو ما لم تكن هناك قيمة تحقق أهداف الرؤية والمصلحة الوطنية".

 وتتنافس أسواق مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا والصين للفوز بنصيب من الإدراج في أسواقها المالية، إلى جانب البورصة السعودية.

كانت المملكة أعلنت منذ قرابة عامين، عزمها طرح 5% من أسهم "أرامكو" للاكتتاب العام خلال 2018، بهدف استخدام الأموال المتحصلة من الطرح في تنويع الاقتصاد الذي تضرر جراء التراجع الحاد في أسعار النفط.

وفى أغسطس/آب 2018 كشفت "رويترز" عن مصادر مطلعة  قولها إن السعودية ألغت الطرح المحلي والعالمي لـ"أرامكو" الذي كان سيعد الأضخم من نوعه في التاريخ، بتوجيهات من الملك "سلمان بن عبدالعزيز". 

غير أن وزير النفط السعودي نفي تلك الأنباء، وأكد في بيان رسمي أن التقارير التي تناولت أنباء عزم الحكومة إلغاء المشروع غير صحيحة.

وأضاف البيان: "الحكومة لا تزال ملتزمة بالطرح الأولي العام لأرامكو، وفق الظروف الملائمة، وفي الوقت المناسب الذي تختاره الحكومة".