بينما يستعد للعودة لفلسطين.. «دحلان» يمتلك «النفوذ» وليس «الشعبية»

الثلاثاء 23 يونيو 2015 09:06 ص

يتأهب للعودة، ويمتلك النفوذ، لكنه يفتقد الشعبية، الرجل الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع مصر والإمارات، وثروة مجموعها 120 مليون دولار قد يشكل تهديدا على القيادة الحالية الفلسطينية.

عندما برأت محكمة رام الله في فلسطين السياسي «محمد دحلان» من اتهامات الفساد في أبريل/ نيسان من هذا العام، أشاد المحامي «سيفاج توروسيان»، واحد من بين فريق الدفاع عن «دحلان»، بقرار المحكمة، معتبرا إياه «انتصارا كبيرا للمستقبل السياسي لفلسطين».

ويعد رد فعل «توروسيان» على قرار المحكمة هو أحد أبرز المؤشرات على أن رجل ««فتح»» القوي السابق، الذي طرد من الحزب ويعيش في المنفى في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2011، يعد نفسه للعودة إلى الساحة السياسية في فلسطين.

وقال الدكتور «سفيان أبو زايدة»، الصديق المقرب من «دحلان»، إنه «لا يعتريه أي شك» في استعداد «دحلان» للعودة إلى رام الله، معتبرا أن قيادي «فتح» السابق لديه الكاريزما التي تؤهله للعب دور قيادي في السياسات الفلسطينية، وتابع مشيرا إلى قوة العلاقة التي توطدت بين «محمد دحلان» و«محمد بن زايد» في الإمارات و«عبدالفتاح السيسي» في مصر، وأن التهديد الوحيد للرئيس «محمود عباس» والقيادة الحالية لفلسطين هو «محمد دحلان» صاحب النفوذ القوي.

ومضى يقول: «السيسي يحب دحلان، ومحمد بن زايد يحبه، كلاهما يحباه ويدعماه، حتى في معركته ضد «محمود عباس»، إنه يمتلك الأموال الإماراتية والقوة المصرية، ماذا يحتاج أكثر من ذلك؟».

ويتفق «أبو زايدة» والدكتور «غسان الخطيب»، نائب رئيس جامعة بيرزيت، أن «دحلان» حظي بنفوذ سياسي هائل من العلاقات التي طورها مع مصر والإمارات، وحتى «حماس»، ويقول «أبو زايدة»: «لا يمكن لأحد أن يقول إن دحلان لا يمتلك نفوذا»، ويتفق معه «الخطيب» في رأيه، مشيرا إلى أنه أصبح لاعبا أساسيا ومهما في المنطقة، لكنه لا يرى أن «دحلان لديه الشعبية اللازمة في الداخل الفلسطيني بما يكفي»، وأردف: «لديه النفوذ لكن ليس لديه الشعبية والقبول.. وبما أن ذلك مهم، فأنا أكرر أن دحلان ليست لديه الشعبية».

مرشح باستمرار

وبالنسبة للمناهضين بقوة للسلطة الفلسطينية الحالية، والذين يرغبون في التغيير، فإن «دحلان» لا يتمتع بالشعبية الكافية ليحل محل «عباس»، ولا ينظر إليه كثيرا على أنه من الممكن أن يكون في مكان «عباس»، وإنما يُعتبر استمرارا مخيبا للآمال لنفس حالة «أبو مازن».

ومن جانبه؛ قال الدكتور «عبدالستار قاسم»، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح في نابلس والذي ترشح في الانتخابات الرئاسية السابقة، «لا فارق بين أبو مازن ومحمد دحلان، إذا هيمن الأخير على السلطة، سيحارب حماس وينسق مع الإسرائيليين».

وتوقع «جرانت رملي»، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم بواشنطن، نفس ما توقعه «قاسم» من أنه لن يحدث أي تغيير عن الوضع الحالي إذا تقلَد «دحلان» السلطة، معتبرا أن فوزه بالرئاسة لن يمنح إلا أملا ضئيلا للفلسطينيين المتطلعين لتغيير المسار السياسي، وأضاف «رملي» «إنه ذاهب إلى تنسيق مع الإسرائيليين وأيضا التنسيق مع الأمريكيين؛ فمع كل أنواع الصداع الأخرى الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن الولايات المتحدة، على الأرجح، تريد فقط الشخص الذي يبقى هادئا، وهذا هو السبب الذي يجعل من دحلان شخصا جذابا».

ويقتصر البرنامج السياسي لـ«دحلان» وكيف أنه قد يختلف عن قيادة السلطة الفلسطينية الحالية أو حتى مرشح آخر على السعي وراء التحركات أحادية الجانب على الساحة الدولية على حد وصف الدكتور «الخطيب» في بيرزيت.

ويضيف «الخطيب»: «كل نوع من المرشحين لدينا هو من نفس المدرسة الفكرية، تم تعيين مسار بالفعل بالنسبة لهم، وصنعت «إسرائيل» حدودا واضحة؛ فالمجال الوحيد للمناورة للرؤساء القادمين هو نفس المتاح للقيادة الحالية، التي تلعب في الساحة الدولية».

على الرغم من أن «أبو زايدة» يؤكد أن «دحلان» يحظى بتأييد داخل السلطة الفلسطينية، فإن الدكتور «الخطيب» يرى أن «دحلان» قد يجد صعوبة في الفوز بقاعدة واسعة من الدعم داخل السلطة الفلسطينية كشرط مسبق للحصول على المرتبة الأولى، وقال: «كل من هو ذاهب إلى إدارة البلاد يجب أن يكون من «فتح»، أو يجب أن يكون مقبولا لدى حركة «فتح»، لكن دحلان لديه مشكلة كبيرة مع «فتح»، وخاصة في الضفة الغربية».

وما يزال الماضي السياسي لـ«دحلان» بكل مواقفه حاضرا في الأذهان؛ سواء لدى أفراد السلطة أو للمواطنين، لقد أطيح به كرئيس لجهاز الأمن الوقائي التابع لحركة «فتح» في غزة عندما أطاحت حركة «حماس» بحركة «فتح» في القطاع عام 2007، وفي عام 2011، تم طرده من الحزب بتهمة الفساد، بعد أن اتهم بالتآمر في انقلاب ضد الرئيس «عباس».

وحتى المعارضة الشرسة داخل السلطة الفلسطينية لـ«دحلان» لا تتوارى ونادرا ما تكون بعيدة عن السطح، وقال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء «عدنان الضميري»، على سبيل المثال، لصحيفة «ميدل إيست آي» إنه يرى «دحلان» قد «فشل سياسيا في فلسطين»، أما «أكرم الرجوب» فيعتمد على التراجع السياسي في قوة «دحلان».

«دحلان جيد في الركض. ويجيد الاختباء. لقد ركض من غزة ثم ركض من الضفة الغربية. وفي الماضي هاجم عرفات. والآن يهاجم أبو مازن. هل هو بديل قابل لأن يكون في السلطة الفلسطينية؟ الجواب: لا».

نفوذ بلا شعبية

ويؤكد الدكتور «الخطيب»، الذي يدير بدوره استطلاعات الرأي في مركز القدس للإعلام والاتصال، أن شعبية «دحلان» بين الجمهور في أدنى مستوياتها، ويستدرك بل إنه لا يمتلك أي شعبية بين الفلسطينيين والنشطاء داخل «فتح» وخارجها.

«في استطلاعات الرأي رأينا بعض الشعبية لدحلان في غزة، لكن غزة الآن خارج المعادلة لأنها تحت قيادة حركة حماس، ولذلك فإن قوته في غزة لا تساعده كثيرا في الضفة الغربية، وبأي حال من الأحوال؛ لا توجد شعبية لدحلان على الإطلاق، في استطلاعات الرأي ظهر أنه حصل على جزء في المئة؛ نعم لديه نفوذ، لكن ليس لديه أي شعبية».

وفي مارس/أذار 2014، في أعقاب اتهامات بالفساد من الرئيس «عباس» لـ«دحلان»، أظهر استطلاع للرأي أجراه المركز الفلسطيني لبحوث السياسة والمسح أن 7% فقط هم الذين كانوا يرون «دحلان» برئ من التهم المنسوبة إليه، على الرغم من أنه تم تبرئته في وقت لاحق، ويعكس استطلاع مركز القدس للإعلام والاتصالات نفس النتيجة.

وبعد ثلاثة أشهر، أظهر استطلاع للمركز الفلسطيني لبحوث السياسة والمسح أن «دحلان» من بين أقل المرشحين حظا للحصول على منصب نائب الرئيس «محمود عباس»، بينما حل «مروان البرغوثي» و«رامي الحمد الله» و«صائب عريقات» قبله، وفي الوقت ذاته تعادل مع «مصطفى البرغوثي».

خطر الفراغ

ورفض أنصار «دحلان» في الضفة الغربية الذين التقتهم صحيفة «ميدل إيست آي» التحدث بشكل رسمي عن سبب اعتقادهم بأن زعيمهم المنفي هو الأنسب لمنصب القيادة، على الرغم من ضمان عدم الكشف عن هويتهم خوفا من تداعيات ذلك من قبل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.

«وكانت السلطة والقيادة صعبة جدا ضد دحلان وضد أي شخص له علاقة مع دحلان، إنه لأمر مخيف أن تكون على علاقة به، هذا هو السبب الذي يجعل الناس ترفض الحديث أو تكشف عن هويتها عند الحديث»، وأخبر «أبو زايدة» ميدل إيست آي أن سيارته تعرضت للاستهداف حوالي 20 مرة بعدما انتقد علنا معاملة الرئيس «عباس» لـ«دحلان».

 كما يقول الدكتور «الخطيب»: «لقد كان هناك الكثير من الحالات التي يشتبه بصلتها بدحلان، وهو الأمر الذي كلفهم كثيرا، ويمكن أن يكون التعاون مع دحلان ضارا، في واشنطن، يقول «رملي»، يمتد هذا التهديد إلى أعضاء فاعلين في السلطة الفلسطينية، حيث إن دعم «دحلان» علنا قد يكلف المسؤولين وظائفهم، مستنتجا «من الصعب تحديد دعم دحلان، فأنت لا تعلم كم عدد الرجال الذين يحبونه، أو إلى أي مدى يمكنهم الذهاب خدمة له».

«السؤال الحقيقي الذي يجب طرحه هو ماذا سيحدث بعد رحيل عباس أو في حال غيابه؟»؛ هكذا تساءل «الخطيب»، «هذا سؤال خطير، وأعتقد أنه يجب أن ينشغل الفلسطينيون بالتحضير لتلك الفترة، لأنه لا يوجد تحضير لذلك حتى الآن، فلا يوجد نواب، وليس هناك نظام للخلافة، ولا يوجد أي ترتيبات، باستثناء ما يدفع به المواطنون نحو اشتباك بين فصائل السلطة فور الوصول لتلك اللحظة، وهو أمر خطير للغاية».

  كلمات مفتاحية

فلسطين حركة فتح محمد دحلان محمود عباس حماس غزة الضفة الغربية

«نيوزويك»: «السيسي» أسند ملف سد النهضة الإثيوبي إلى «محمد دحلان»

«نيوزويك»: أحلام السلطة تراود «محمد دحلان» المنفي في أبوظبي

«الغارديان»: صربيا منحت جنسيتها لـ«دحلان» وعائلته و5 من معاونيه

«دحلان» يشن هجوما غير مسبوق على رام الله: هل قررت الإمارات ومصر الإطاحة بـ«عباس»؟

الإمارات ومصر تخططان لعودة دحلان على ظهر الدبابات الإسرائيلية

«دحلان» يهاجم «أردوغان» ويثني على دور «السيسي» والإمارات في دعم غزة

صحيفة: «بن زايد» كلف «دحلان» بدعم «هادي» لاستهداف «الحوثيين» و«الإخوان» في اليمن

موقع إسرائيلي: ولي عهد أبوظبي جعل «دحلان» من أقوى الشخصيات في الإمارات

رياضيان إسرائيليان يفضحان السلطات الإماراتية ويتفاخران بمشاركتهما في بطولة للجودو