سيطرت قوات موالية للرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، أمس الثلاثاء، على معبر حدودي مع السعودية في ضربة قوية لجماعة «أنصار الله» (المعروفة بـ«الحوثي») التي تهيمن على البلاد، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن  شهود عيان ومسؤولين يمنيين.

يأتي ذلك في شن طيران «التحالف العربي»، التي تقوده السعودية غارات ليليلة مكثفة على مواقع عسكرية موالية للحوثيين في محافظة الحديدة (غرب)، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية عن سكان محليّين.

وأفاد الشهود لـ«رويترز» بأن آلاف اليمنيين تجمعوا عند معبر الوديعة بمحافظة حضرموت (شرق) أملا في الفرار آملا في الفرار عبره بعدما سيطرت عليه القوات الموالية لـ«هادي».

وقال اللواء «محمد علي المقدشي»، رئيس أركان القوات الموالية لـ«هادي» إن العاملين على الحدود يبذلون جهودا مضنية للتعامل مع موجات اللاجئين.

وكتب «المقدشي» على صفحته على موقع «فيسبوك»: «تدافع الناس بالآلاف من اللاجئين والفارين من جحيم المعارك التي تقودها المليشيات ضد المواطنين الآمنين يتسبب كل يوم في تضاعف حجم الوافدين على المنفذ ويتسبب ذلك في انعدام الخدمات وحدوث الاختناق بسبب الازدحام في حرارة الشمس».

وبينما لم تعترف جماعة «الحوثي» حتى الساعة بخسارتها لمنفذ الوديعة، نقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تسيطر عليها الجماعة، عن مصدر عسكري، لم تسمه، قوله: «مسلحون من عناصر القاعدة ومرتزقة العدو السعودي يهاجمون منفذ الوديعة في حضرموت».

ويسيطر الحوثيون وحلفاؤهم في الجيش اليمني على ثلاثة معابر أخرى مع المملكة التي تقود تحالفا لقتال الحوثيين في حملة قصف مستمرة منذ ثلاثة أشهر لاستعادة سلطات «هادي».

وأدى القتال بين القوات السعودية والحوثيين إلى إغلاق جميع المعابر الأخرى التي تربط بين البلدين وجرى تدمير منشأة حدودية خلال تبادل لنيران المدفعية.

وأثار حصار التحالف العربي للموانئ البحرية والجوية في اليمن أزمة إنسانية شح فيها الغذاء والوقود والدواء. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون يمني أو ما يمثل 80 بالمئة من عدد السكان في حاجة إلى مساعدات.

وتتهم السعودية الحوثيين بأنهم وكلاء لإيران في شبه الجزيرة العربية، وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.

ويقول الحوثيون إن سيطرتهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر / أيلول الماضي وانتشارهم في البلاد «ثورة» على حكومة هادي التي يتهمونها بـ«الفساد».

غارات عنيفة على الحديدة

وفي تطور آخر على صعيد العمليات العسكرية الجارية في اليمن، لكن هذه المرة في محافظة الحديدة، غربي اليمن، شن طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، مساء أمس، 15 غارة على المطار الحربي وعدد من مواقع الدفاع الجوي في المحافظة، حسبما نقلت وكالة «الأناضول» عن سكان محليّين.

ولفت السكان إلى أن انفجارات عنيفة دوّت في مدينة الحديدة، مركز محافظة الحديدة، وأن حريقا شبّ في محطة تموين مطار الحديدة المدني المحاذي للمطار الحربي، كما اندلعت حرائق كبيرة في المطار العسكري.

واستهدفت غارات جوية أخرى، تجمعات للحوثيين في منطقتي كيلو 16، ومعسكر الجبانة الذي يسيطر عليه الحوثيون في مديرية الضحي بالمحافظة ذاتها.

وذكرت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، أن غارتين أصابت مخازن صوامع البحر الأحمر للقمح والدقيق في المديرية، وأصيب أحد العاملين فيها.