و.س.جورنال: ترامب يحتضن السيسي مجددا ويتجاهل حقوق الإنسان في مصر

الثلاثاء 27 أغسطس 2019 04:04 م

دعونا نبدأ بأحجية في السياسة الخارجية لأولئك الذين شاهدوا اجتماع "مجموعة السبعة" بين قادة العالم هذا الأسبوع في فرنسا:

ما هي الدولة الشرق أوسطية التي تحتجز أكبر عدد من المواطنين الأمريكيين في سجونها؟

هل هي مصر، الحليف الوثيق لأمريكا، الذي عقد زعيمها اجتماعا وديا مع الرئيس "ترامب" الإثنين، أم إيران، الدولة التي فرضت عليها الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية قاسية وتجنب المسؤولون الأمريكيون في فرنسا وزير خارجيتها؟

الجواب: من المؤكد أن مصر هي أكثر بلد يحتجز مواطنين أمريكيين، وذلك كجزء من حملة واسعة شنها الرئيس "عبدالفتاح السيسي" على جميع أشكال المعارضة.

وبينما ترفض وزارة الخارجية الإفصاح عن أي بيانات رسمية، يعتقد أن إيران تحتجز 6 مواطنين أمريكيين، معظمهم يحملون الجنسية الإيرانية أيضا، ومتهمون بأنشطة تخريبية.

وفي هذه الأثناء، يعتقد أن مصر تحتجز 14 أمريكيا في سجونها، كما يقول "محمد سلطان"، الناشط المصري في مجال حقوق الإنسان. ولدى "سلطان" سبب وجيه بالفعل كي يؤكد معرفته بتلك المعلومة؛ فقد كان هو الآخر مواطنا مصريا أمريكيا محتجزا في سجون مصر لاتهامات سياسية لمدة 22 شهرا، يقول إنه تعرض خلالها للتعذيب، وتحمل عناء الإضراب عن الطعام ما أكسب قضيته ضغطا دوليا تسبب في إطلاق سراحه.

ومن بين المواطنين الأمريكيين المحتجزين، "ريم الدسوقي"، وهي مدرسة مصرية أمريكية، وأم لطفل من ولاية بنسلفانيا، تم اعتقالها الشهر الماضي أثناء زيارتها للقاهرة، لأنها انتقدت الظروف في مصر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهناك آخر وهو "خالد حسن"، وهو مواطن مزدوج الجنسية من نيويورك، تم اعتقاله في الإسكندرية في بداية عام 2018 أثناء زيارته لعائلته هناك، حيث تم احتجازه سرا، وتعذيبه لعدة أشهر قبل عرضه على النيابة العسكرية، وهو الآن محبوس في سجن في القاهرة بتهم غامضة هي الانتماء لجماعة إرهابية تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية".

وعبر مسؤول في وزارة الخارجية عن قلقه بشأن اعتقال "حسن"، وقال المسؤول: "إننا نشعر بالقلق إزاء مزاعم التعذيب، ونواصل حث الحكومة المصرية بقوة على توفير معاملة إنسانية لحسن ولجميع السجناء، ونبقى على اتصال دائم بالسلطات المصرية فيما يتعلق بقضية حسن، وسنواصل مراقبة هذه القضية عن كثب، لأننا لا نملك أولوية أهم من سلامة ورفاهية المواطنين الأمريكيين في الخارج".

ولم ترد السفارة المصرية على المكالمات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية بطلبات التعليق، لكن الحكومة المصرية نفت في الماضي تعرض "حسن" للتعذيب أو الاحتجاز سرا من قبل الأجهزة الأمنية.

قمع واسع النطاق

ويعد احتجاز الأمريكيين مجرد جزء صغير من حملة أوسع بكثير على ما يبدو من قبل حكومة "السيسي"، وهو عسكري سابق تولى السلطة في انقلاب عسكري عام 2013 أطاح برئيس مصر المنتخب الذي كان عضوا في جماعة "الإخوان المسلمون"، "محمد مرسي"، والذي توفي مؤخرا في السجن.

وفي تقريرها الأخير عن حقوق الإنسان في مصر، أشارت وزارة الخارجية الأمريكية إلى "عمليات القتل التعسفي على أيدي الحكومة أو عملائها وحالات الاختفاء القسري والتعذيب، والاعتقال التعسفي، وظروف السجن القاسية والمهددة للحياة، والتدخلات التعسفية أو غير القانونية المنتهكة للخصوصية".

لكن "السيسي"، الذي مرر مؤخرا تعديلات دستورية له بالبقاء في السلطة لعقد آخر، تم استقباله من قبل "ترامب" بحرارة أثناء زيارته لاجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع في فرنسا هذا الأسبوع، وقال "ترامب" عن الزعيم المصري: "إنه رجل قوي للغاية، وقام بعمل رائع في مصر".

ورد "السيسي" المجاملة موجها كلامه لـ"ترامب" قائلا: "نحن نتمتع دائما بفهم متبادل وعميق". ولم يكن هناك أي مؤشر علني على أن حقوق الإنسان كانت على جدول الأعمال.

ومع ذلك، فقد أظهرت إدارة "ترامب" أن لديها بعض القوة التي يمكنها من خلالها الضغط على نظام "السيسي". وحث "ترامب" نفسه، في وقت مبكر من ولايته "السيسي" على إطلاق سراح "آية حجازي"، وهي أمريكية مصرية كانت قد تم احتجازها بصحبة زوجها بتهم زائفة مرتبطة بنشاط جمعية خيرية خاصة بهم تأسست لرعاية أطفال الشوارع، وقد تم تبرئتها وإطلاق سراحها بعد فترة وجيزة من حديث "ترامب" عن قضيتها.

وبالمثل، أثار نائب الرئيس "مايك بينس"، في زيارة لمصر في أوائل عام 2018، قضية "أحمد عطوي"، المواطن الأمريكي، الذي ظل محتجزا لمدة 5 أعوام تقريبا، بعد تعرضه للاعتقال خلال الاحتجاجات المحيطة بالانقلاب، وقد تم إطلاق سراح "عطوي" بعد وقت قصير.

ومع ذلك، يبدو أن هذه الضغوط كان لها تأثير محدود على تغيير سلوك الحكومة المصرية، على سبيل المثال، تم اعتقال "حسن" تقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه إطلاق سراح "عطوي".

وبعد وصوله إلى السلطة عن طريق الإطاحة بـ"مرسي"، أحد قادة جماعة "الإخوان المسلمون" الذي تم انتخابه في أعقاب ثورات الربيع العربي، يبدو "السيسي" الآن مصرا على ألا تشهد مصر مجددا أي شكل من أشكال الاحتجاجات الجماهيرية التي هزت الحكومات في السودان والجزائر في الأشهر الأخيرة.

وتقول "حجازي": "إنه يعلم أن الزخم لم يمت بعد، وإذا لم يعزز قبضته بنسبة 100% وإذا ترك ثغرات، فسوف يكون عرضة للخطر".

وفي هذه الأثناء، بالنسبة لأولئك من الذين عاشوا في مصر في أوقات أكثر هدوء، غالبا ما يكون من الصعب استيعاب الحال الذي وصلت إليه مصر تحت حكم "السيسي".

المصدر | جيرالد سيب - وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

مصر عبدالفتاح السيسي دونالد ترامب حقوق الإنسان في مصر

السيسي من فرنسا: حريصون على حقوق الإنسان

ترامب يشيد بالسيسي ويؤكد أهميته للولايات المتحدة

خلال شهر.. 6 وفيات بين المعتقلين في سجون السيسي

بالأرقام.. منظمة دولية تفضح الانتهاكات الحقوقية بحق المصريين

السيسي مبررا احتجاز أمريكيين بمصر لترامب: إطلاقهم صداع لي ولك

إف بي آي حققت مع مستشار ترامب بسبب علاقته بمصر

إدارة ترامب تضع خطة لقطع دعم الدول الأجنبية عن المنظمات الحقوقية

بعد انسحاب ترامب منه.. مساع أمريكية للعودة إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان

ن.تايمز: إجراءات إدارة بايدن والسيسي تجميلية لا تحل أزمة حقوق الإنسان بمصر