بعد مرور أقل من 3 أيام فقط، على دعوتهما اليمنيين للالتزام التام بالتعاون مع اللجنة المشتركة التي شكلتها قيادة التحالف العربي لفض الاشتباك، وسرعة الانخراط في حوار "جدة" لمعالجة أزمة أحداث الجنوب اليمني، يبدو أن السعودية والإمارات تتجهان إلى صدام ميداني على الأراضي اليمنية.
ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الإثنين، قالت حكومتا الرياض وأبوظبي، في بيان مشترك، إنهما يتابعان بـ"قلق بالغ مجريات ومستجدات التطورات السياسية عقب أحداث عدن"، في إشارة إلى التوافق بين الطرفين.
غير أن التطورات المتلاحقة في اليمن خلال اليومين الماضيين وتحديدا خلال الساعات الأخيرة، تعكس حدة تباين المصالح الواضح الرياض وأبوظبي، والذي بلغ ذروته اليوم الخميس بقصف جوي إماراتي استهدف قوات تابعة للجيش اليمني المدعوم من السعودية عدن وأبين، مخلفا عدد كبير من القتلى والجرحى.
مقطع فديو يوثق قصف الطيران الإماراتي لقوات الجيش الوطني صباح اليوم.#الامارات_تقصف_الشرعيه pic.twitter.com/ydcBGT4PHq
— مجيب المجيدي (@mojeeb056) August 29, 2019
وفى هذا الصدد، اتهم وزير الخارجية اليمني الإمارات، التي تساند الانفصاليين، بشن ضربات جوية على مواقع الحكومة في عدن. وقال مسؤول يمني إن أكثر من 30 جنديا قتلوا في ضربات جوية على أطراف عدن الشرقية، حسبما نقلت وكالة رويترز.
الحكومة تدين القصف الجوي الاماراتي على قوات الجيش الوطني في عدن وابين - Saba Net :: سبأ نت https://t.co/HqrTPxkRbc
— معمر الإرياني (@ERYANIM) August 29, 2019
وفي السياق ذاته، قال بيان مشترك صادر عن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان اليمنية، إن القصف أدى إلى "سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى بينهم مدنيون".
وحمل البيان مسؤولية القصف إلى "المتسببين في الاستهداف المتعمد والسافر، الخارج عن القانون والأعراف الدولية والمهمة التي أتوا من أجلها"، في إشارة إلى الإمارات.
وطالب البيان، الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والسعودية، بمحاسبة "المتسببين في ذلك والمستهترين بدماء أبناء اليمن".
وأيد البيان الحكومة في مطالبتها الإمارات بوقف كافة الدعم المالي والعسكري للتشكيلات العسكرية الخارجة عن سيطرة الدولة.
صدام
ويري مراقبون أن ردة الفعل العنيفة من قبل الإمارات تشير أن هناك قرار صريح للتصدي للقوات الحكومية التي حققت مكاسب كبيرة على الأرض، واقتربت من استعادة مدينة عدن (مقر الحكومة المؤقت)، بعد بسط سيطرتها بالكامل على قصر الرئاسة والمطار، ونجاحها في بسط نفوذها على مدينة زنجبار ومديريات محافظة أبين كافة، في تحركات واضحة تماما أنه بضوء أخضر من السعوديين.
لحظة دخول قوات الدولة زنجبار .#اليمن pic.twitter.com/1ChzeB44G7
— 🇾🇪🇸🇦 الجوف الآن JOUF NOW (@JoufNow) August 28, 2019
الجيش الوطني يستعيد استاد ٢٢ مايو الدولي بعد مدينة #زنجبار ويواصل طريقه نحو #عدن. pic.twitter.com/hzTzigbvYx
— مأرب الورد (@mareb_alward) August 28, 2019
١-ابطال الجيش الوطني والأجهزة الأمنية يستعيدون مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين ويكملون سيطرتهم على جميع مديريات المحافظة.
— معمر الإرياني (@ERYANIM) August 28, 2019
مشاهد وثقها مواطن تظهر الفرحة العارمة والاستقبال الشعبي الكبير لابطال الجيش الوطني بعد استعادتهم مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين#ابين_تنتصر pic.twitter.com/miRGCu7VYU
وصباح الخميس تعهد الانفصاليون في جنوب اليمن بالثأر من القوات الحكومية لهجومها على عدن وأرسلوا تعزيزات من أماكن أخرى، في غياب أي دلائل تشير إلى انحسار القتال بين طرفين، من المفترض أنهما شريكان في تحالف تقوده السعودية والإمارات.
ومن المفترض أن الانفصاليين وحكومة الرئيس "عبدربه منصور هادي" المعترف بها دوليا شريكان في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ أربع سنوات ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين يسيطرون على العاصمة صنعاء في الشمال ومعظم مناطق اليمن المأهولة.
لكن الإمارات على خلاف مع حكومة "هادي" لأنها تضم حزب الإصلاح الذي تعتبره دولة الإمارات مقربا من جماعة "الإخوان المسلمون" التي تتصدى لها في أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويتضح الآن أن تحرك القوات الانفصالية في العاشر من الشهر الجاري والانقلاب على الحكومة اليمنية كان بدون ترتيب أو تنسيق مع السعودية، على عكس ما ذهب كثير من المراقبين.
وبالنظر إلى مجريات الأحداث اليوم، يبدو أن ثمة عزم سعودي على دعم قوات الجيش لاستعادة السيطرة على كافة المناطق التي خسرتها بعد انقلاب الانفصاليين عليهم في العاشر من الشهر الجاري، في مقابل عناد إماراتي وقرار بالاستمرار في دعم المجلس الانتقالي سواء بالطيران أو إعادة نشر القوات.
والأربعاء، قال "هاني بن بريك" نائب رئيس المجلس في تسجيل مصور نشره على مواقع التواصل الاجتماعي ويظهر فيه مع عشرات من المقاتلين خارج مبنى مطار عدن "بنموت ونعيش على تراب هذه الأرض وندافع عنها حتى الموت واللي يظن إن القيادة الجنوبية اندحرت ولا هربت.. نحن هنا".
ويعني ذلك أن دائرة المعارك بدأت تتسع في الجنوب (شبوه وزنجبار وعدن) بين أعضاء التحالف ووكيليهما القوات الحكومة والمجلس الانتقالي.
وفي دليل أخر على اتساع هوة الانقسام، بين الرياض وأبوظبي بدأ عسكريون ومحللون سعوديين مقربون الديوان الملكة بانتقاد سلوك الإمارات في اليمن على نحو صريح وواضح.
مؤسف حقا #الامارات_تقصف_الشرعيه جبناك عون وصرت فرعون لا تلمونهم اول مره يدخلون حرب لا يعرفون الصالح من الطالح طول عمرهم تحميهم بريطانيا لو كان الشيخ زايد رحمه الله موجود لتغيرت اللعبة مع ابنائه
— سعود الفوزان (@saudfozan1) August 29, 2019
#الامارات_تقصف_الشرعيه وليس أمام السعودية إلا تنتصر للشرعية كما تنتصر الامارات للتمرد حتى لا تذهب المكتسبات التي تحققت سدى ويقال تحالف دعم الشرعية اسم بلا مسمى#الامارات_تقصف_حلفاء_السعودية
— م. سلطان الطيار (@SMTayyar) August 29, 2019
خياران لا ثالث لهما :
— م. سلطان الطيار (@SMTayyar) August 29, 2019
- أن تضع المملكة حدا لهذا الاعتداء وتحافظ على المكتسبات التي تحققت في أهم معاركها
- أو أن تستمر الحليفة في اعتداءاتها على الشرعية اليمنية وتلحق الضرر باليمن والسعودية وتقدم خدمات مجانية لإيران#الامارات_تقصف_الشرعيه
#الامارات_تقصف_حلفاء_السعودية
الكل ينتظر موقف السعودية تجاه البلطجة الإماراتية التي أمعنت بذبح الجيش اليمني بالطيران ما تقوم به هذه الدولة إستعمار لإحتلال جنوب اليمن ودعم للحوثي،الصمت قاتل،أرجو ان لاتخرج علينا وزارة الخارجية السعودية ببيان شبيه ببيانها مع الإمارات وأول من داسه هم الإماراتيين المخادعين #اليمن
— Dr Khalid Al Homil (@7vMobOr4tTzIbK2) August 29, 2019
وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة، ومسلحي الحوثي المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
ومنذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، القوات الحكومية بمواجهة الحوثيين، وأدى القتال إلى مقتل 70 ألف شخص منذ بداية 2016، بحسب تقديرات أممية منتصف يونيو/حزيران الماضي.