كشفت إحدى الوثائق المنسوبة للدبلوماسية السعودية، التي سربها موقع «ويكيليكس»، مؤخرا، أن سفارة المملكة في القاهرة منحت 290 ألف دولار أمريكي (مليون و87 ألف ريال سعودي) للإعلامي المصري المؤيد للانقلاب العسكري «محمد مصطفى شردي».

ووفق الوثيقة، التي اطلع عليها «الخليج الجديد» دون أن يتأكد من صحتها، وهي عبارة عن إذن صرف، تقاضي «شردي» 200 ألف دولار نظير التعاقد على تقديم استشارات إعلامية للسفارة في عام 2012، فيما تقاضي مبلغ 90 ألف دولار نظير خدماته الإعلامية الاستشارية لفترة ستة أشهر أخرى لم يحددها إذن الصرف، لكنها على الأرجح الشهور الستة الأولى من عام 2013.

ولا يُعرف شكل الخدمات الإعلامية الاستشارية التي قدمها شردي للسفارة السعودية بالقاهرة. 

كذلك أدرجت السفارة في إذن الصرف بنداً اسمه (هدايا) وأنفقت عليه أكثر من 325 ألف دولار (مليون و219 ألف ريال سعودي تقريبا).

و«محمد مصطفى شردي» هو برلماني عن حزب "الوفد الجديد" بمصر، ونجل «مصطفى شردي» أول رئيس تحرير لصحيفة الوفد، الصادرة عن الحزب.

ويشغل «شردي» منصب رئيس مجلسي الإدارة والتحرير لصحيفة الوفد، التي بدأ الاشتغال فيها كصحفي بمجرد إطلاقها في عام 1986.

ومعروف عن الرجل معارضته لـ محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب، وتأييده للانقلاب العسكري عليه، عبر برنامجه «القاهرة اليوم» الذي يقدمه مع الإعلامي المصري «عمرو أديب».

ومنذ يوم 19 يونيو/حزيران الجاري، نشر موقع «ويكيليكس» أكثر من 60 ألف برقية دبلوماسية مسربة من الخارجية السعودية، وقال إنه سينشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة.

بعض هذه الوثائق كشفت مساع سعودية لتشكيل التغطية الصحفية داخل المملكة وفي دول عربية بينها مصر ولبنان، عبر سبل مختلفة من بينها: تخصيص اشتراكات في بعض وسائل الإعلام استنادا لمدى انتشار الوسيلة الإعلامية ودعمها لمواقف المملكة، بجانب حجب الإعلان عن الوسائل الإعلامية التي تنتقدها أو تستضيف معارضين، أو توجيه دعوات لإعلاميين لحضور فعاليات ثقافية بالمملكة.

كما تبين من هذه الوثائق أن السفارة السعودية بالقاهرة كانت تتلقى تقارير دورية عن الأوضاع في مصر خلال الفترة التي تلت ثورة 25 يناير / كانون الثاني 2011 من سياسيين مصريين، بجانب استشارات من إعلاميين مصريين مقابل أجور مبالغ فيها.