نشر موقع «ويكيليكس» للوثائق المسربة رسالة من السفير السعودي في القاهرة إلى وزير خارجية المملكة -«سعود الفيصل» آنذاك-، قال فيها إن الإعلامي المصري المقرب من السلطات الحالية في بلاده «مصطفي بكري» زاره في مكتبه وطلب منه تمويلا لتحويل جريدته (الأسبوعية) إلى يومية بالإضافة إلى إنشاء قناة فضائية لمواجهة المد الإيراني. 

وجاء في الرسالة التي اطلع عليها «الخليج الجديد» أن «بكري» الذي وصفه السفير بأنه من المقربين للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر زاره في مكتبه وأبلغه أن الإيرانيين قد بدأوا في الاتصال به وبالكثير من الإعلاميين المصريين لاحتوائهم وأنه يعرف أن أغلب المصريين لن يتفاعلوا معهم ولكن الأمر يستدعي تحركاً عاجلاً بدعم من المملكة.

ولم توضح الرسالة توقيت إرسالها، لكن السفير قال فيها إن «بكري» عضو في مجلس الشعب المصري (البرلمان) وفاز بأغلبية ساحقة في دائرته الانتخابية (لم يوضح في أي فترة) وله إمكانيات شعبية وجماهيرية كبيرة في الشارع المصري وهو من ألقى بيان مجلس الشعب المؤيد للعلاقات السعودية المصرية، بحسب الرسالة.

وحول مطالب «بكري»، أوضح السفير بأنه يتطلع إلى إصدار صحيفته (الأسبوع) بشكل يومي بدلاً من كل أسبوع، وتشكيل حزب سياسي، وإطلاق قناة فضائية تكون صوتا قويا ضد الشيعة وتساند مواقف المملكة.

من جانبه، رفع الأمير «سعود الفيصل» رسالة السفير السعودي إلي رئيس الديوان الملكي بعد تعقيبه قائلا: «أري إذا استحسن النظر الكريم أن يلتقي المذكور بوزير الثقافة والإعلام للنظر فيما يتطلع إليه».

وذيل رسالته بقوله أنه في انتظار التفضل بالاطلاع عليها وإفادته بما يصدر من توجيهات ملكية.

وكانت منظمة «ويكيليكس» قد نشرت أمس الجمعة، أكثر من 60 ألف برقية ديبلوماسية مسربة من السعودية وقالت في موقعها على الإنترنت إنها ستنشر نصف مليون برقية أخرى خلال الأسابيع المقبلة، في وقت اعتبر فيه مؤسس ويكيليكس «جوليان أسانج» أن «السعودية خطر على نفسها وعلى جيرانها».

وقامت منظمة «ويكيليكس» الجمعة بنشر نحو 61 ألف و 205 رسالة ديبلوماسية سعودية، في تمام الواحدة بالتوقيت الدولي (13:00 غرينيتش).

وأعلنت «ويكيليكس» أنها ستشرع في وقت قريب في نشر حوالي نصف مليون وثيقة مسربة من وزارة الخارجة السعودية، تكشف فيها جانبا من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم، مضيفة أن الوثائق التي ستنشر ستضم ملفات تدرج ضمن خانة «سري للغاية» وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيهم وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات بالمملكة.

واعتبر «جوليان أسانج» مؤسس «ويكيليكس»، أن «هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ»، بحسب تعبيره، وتابع أن هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعودية بالذكرى 100 لتأسيسها، والتي «تشكل تهديدا لذاتها وللدول المجاورة لها».