شارك أمير الكويت الشيخ «صباح الأحمد الصباح» في صلاة الجمعة «الموحدة» التي جمعت اليوم آلاف المصلين من السنة والشيعة بـ«المسجد الكبير»، بينما شددت السلطات الكويتية إجراءاتها الأمنية حول المساجد الشيعية عند صلاة الجمعة.
وأدى آلاف من المصلين السنة والشيعة صلاة جمعة «موحدة» بحضور أمير البلاد وولي العهد ورئيس البرلمان والعديد من الوزراء والنواب، وهي المرة الأولى التي يؤدي فيها أمير الكويت صلاة الجمعة بالمسجد الكبير.
وأحاطت العربات المدرعة وعناصر القوات الخاصة بالمسجد الكبير أثناء الصلاة، كما جرى تفتيش المصلين بشكل دقيق قبل السماح لهم بدخول المسجد.
ودعا خطيب المسجد الشيخ «وليد العلي» أثناء خطبة الجمعة إلى الوحدة الوطنية، كما شدد على ضرورة الابتعاد عن التطرف، معتبرا أن «التطرف هو الذي أدى إلى تفجير الجمعة الماضية».
وعقب صلاة الجمعة، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المصلين الشيعة قوله إن الرسالة التي يريدون توصيلها هي أن الكويت موحدة ولن ينجح شيء في تفريق شعبها، مضيفا أن «ردود الفعل الإيجابية جدا من إخواننا السنة بعد التفجير أرضتنا للغاية».
كما نقلت الوكالة عن رجل الدين الشيعي «عبد الله النجدة» قوله: «هذا دليل على أن السنة والشيعة هم سواء، وأن الإرهابيين لن ينجحوا في تفريق البلاد».
أما «عدنان عبد الصمد» وهو عضو شيعي في مجلس الأمة فقد أكد أن «مقاتلي الدولة الإسلامية "حمقى" لأنهم يظنون أن بإمكانهم زعزعة استقرار الكويت»، لكن «الهجوم لم يزد الكويتيين إلا إصرارا على تعزيز التضامن».
وأضاف «هذه الصلاة هي صلاة الوحدة ... هذه الجريمة الشنعاء لم تزدنا إلا قوة وصلابة. الحمد لله أنه جعل أعدائنا من الحمقى. هل كانوا يتوهمون أنهم بهذه الجريمة يفتنون الشعب الكويتي؟».
وفي هذه الأثناء، أغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى المساجد الشيعية في مدينة الكويت أمام حركة المرور، بينما أحيطت تلك المساجد بحراسة مشددة من رجال الأمن والمتطوعين.
وكان وزير الداخلية الكويتي الشيخ «محمد الخالد الصباح»، قد أعلن الثلاثاء في جلسة لمجلس الأمة (البرلمان)، ضبط عناصر «الخلية الإرهابية» التي تقف وراء الهجوم على مسجد الإمام الصادق الجمعة الماضية، دون أن يكشف عن عدد أفرادها، معتبرا أن بلاده في «حالة حرب».
وشهد مسجد الإمام الصادق الشيعي أثناء صلاة الجمعة الأسبوع الفائت هجوما فجّر فيه شخص سعودي نفسه، مما أدى إلى مقتل شخصا وإصابة 227 آخرين، في عملية تبناها «الدولة الإسلامية»، وكشفت الداخلية الكويتية لاحقا أن منفذها سعودي الجنسية.