وبعد انسحاب «بنكيران» من الشبيبة الإسلامية، أسس هو إخوانه تنظيم «الجماعة الإسلامية»، وبعدها حركة «الإصلاح والتجديد»، ثم اندمجوا مع حزب قديم كان بالمغرب، نتج عنه تأسيس «العدالة والتنمية» عام 1996 (لم يتم تحويل الحزب إلى هذا الإسم إلّا عام 1998)، كما اندمجوا في الجانب الدعوي مع رابطة «المستقبل الإسلامي»، لينتج عن ذلك حركة «التوحيد والإصلاح»، التي تعد ذراعًا دعويًا لحزب «العدالة والتنمية».
أكد رئيس الحكومة المغربية، «عبد الإله بنكيران»، أن دخوله إلى عالم الإخوان بتنظيم «الشبيبة الإسلامية»، وهو التنظيم الأم الذي خرجت منه مجموعة من قيادات حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، أتى بعد قراءته لكتاب «معالم في الطريق» للمفكر الراحل «سيد قطب»، حيث تحوّل إلى شخص آخر بعد مطالعته لهذا المؤلف، بحد قوله.
وتابع «بنكيران» الذي يرأس كذلك حزب «العدالة والتنمية المغربي، في حوار مع مجلة «زمان» المغربية، نقل جزءًا منه الموقع الرسمي للحزب، أن الإخوان في تنظيم «الشبيبة الإسلامية» كانوا متوجسين من بنكيران، لأنه كان يتوّفر على ثقافة إسلامية سابقة لن تسهل اندماجه وفق تقديرهم، لذلك مدوه بكتاب سيد قطب، وهو ما شكل منعطفًا حقيقيًا في حياته.
وتأسس تنظيم «الشبيبة الإسلامية» بالمغرب في السبعيينات على نمط جماعة الإخوان المسلمين بمصر، لا سيما وأن هذه الشبيبة تأثرت إيديولوجيا بها واعتمدت الكثير من أفكارا، غير أن التنظيم تفرّق في المغرب بعد اغتيال زعيم اشتراكي هو «عمر بنجلون» عام 1975، والذي اتهم التنظيم بقتله.
وكثيرًا ما تربط الكثير من التحليلات بين حزب «العدالة والتنمية» المغربي وجماعة الإخوان المسلمين بمصر، رغم تأكيد الحزب أنه ليس فرعًا لها، مشددًا على أن التجربة الإسلامية في المغرب تبقى مختلفة عن نظيرتها في الشرق.