أشارات معلومات واردة من المملكة العربية السعودية إلى أن قناة «الإخبارية» تعتزم إحداث تغيير جذري في مسارها لتتحول إلى منافسة كبريات قنوات الأخبار العربية، حيث يجري الإعداد حاليا لانطلاقة جديدة لها خلال الشهور القليلة المقبلة.
ونقلت صحيفة «القدس العربي» اللندنية عن منتج أخبار في القناة إنه يجري الإعداد لفصل المحطة نهائيا عن مجموعة قنوات التلفزيون السعودي، ليتم التعامل معها بصورة تشبه قناة «الجزيرة» القطرية، حيث ستصبح «الإخبارية» قناة مستقلة تماما، مع بقاء تمويلها حكوميا، على أنه من المتوقع، بحسب المنتج أن ترفع الحكومة السعودية المبالغ المالية المخصصة للقناة وتزيد من موازنتها لتغطي مساحات أوسع من الأخبار وتحسن من المحتوى الذي يتم بثه على الشاشة.
وكانت مواقع إخبارية ووسائل إعلام سعودية قد نقلت عن المدير العام لقناة «الإخبارية»، «جاسر الجاسر» قوله خلال أمسية رمضانية إنه يجري استقطاب الكفاءات الإعلامية السعودية حاليا استعدادا لانطلاقة جديدة للقناة، مشيرا إلى أنه يتم أيضا تحسين المواصفات الفنية للبث بحيث ستتحول القناة إلى البث بجودة (HD) أسوة بالعديد من القنوات التلفزيونية الأخرى.
وبحسب المعلومات الواردة للصحيفة، فإن المحطة بمجرد انفصالها عن التلفزيون السعودي سوف تستقل إداريا وماليا وتحريريا، فيما أوضحت الإدارة أنها تلقت حتى الآن تطمينات كبيرة ومتكررة من السلطات بشأن استقلالية السياسات التحريرية ورفع السقف بما سيتيح استقطاب مزيد من المشاهدين لها في المستقبل.
وقال المنتج إن لدى «الإخبارية» حاليا شبكة مراسلين كبيرة حول العالم تضم مراسلين داخل مناطق الصراع في العالم العربي، بما في ذلك اليمن وسوريا ومصر وفلسطين المحتلة، وتمتد هذه الشبكة إلى القارة الأوروبية والولايات المتحدة وآسيا، وهو ما يجعل الإدارة طامحة في الدخول بمنافسة حقيقية مع القنوات الإخبارية الكبرى في العالم العربي، كـ«الجزيرة» و«العربية» و«سكاي نيوز عربية».
هذا وقد امتدت التغييرات التي تشهدها المملكة إلى الصحافة اليومية، التي لطالما ظلت تقليدية خلال السنوات الماضية، حيث فوجئ الوسط الإعلامي السعودي خلال الأسبوع الماضي باستقالة أكبر وأهم رموزه، وهو «تركي السديري» الذي غادر مكتبه كرئيس لتحرير جريدة «الرياض» بعد 41 عاما أمضاها في هذا المنصب، مر عليه خلالها أربعة ملوك حكموا البلاد.
وتم تعيين «راشد الراشد» خلفا لـ«السديري» في منصب رئاسة التحرير في جريدة «الرياض»، فيما تم تكليف «السديري» بأن يكون مشرفا عاما على الصحيفة، وهو المنصب الذي اعتبره الكثيرون فخريا، وبمثابة مجاملة وتقدير لمكانته وتاريخه.
ويعتبر «السديري» عميد الصحافيين في السعودية ومنطقة الخليج وكبيرهم، كما أنه أحد أشهر الصحافيين العرب، لكنه لم يكن الوحيد الذي فقد منصبه في الأيام القليلة الماضية، حيث طالت التغييرات عدة مواقع في الصحافة السعودية، بما دفع إلى الاعتقاد بأن استقالته جاءت في إطار تغيير إعلامي جذري تشهده المملكة.
وقال الكاتب الصحافي «ناصر الصرامي»: «بعد كل من اتفق واختلف، يبقى تركي السديري علما في الصحافة، مميزا بمواقف إنسانية نبيلة، معلما بارعا، وصاحب فضل مهنيا وشخصيا».
وفي ذات السياق، استقال رئيس تحرير النسخة السعودية من جريدة «الحياة» «جميل الذيابي» من منصبه، كما تولى الصحافي «محمد الفال» رئاسة تحرير جريدة «عكاظ».
وتم تعيين الدكتور «عثمان الصيني» رئيسا لتحرير صحيفة «الوطن» خلفا لرئيسها المستقيل «طلال آل الشيخ»، ليعود «الصيني» بذلك إلى صحيفة «الوطن» التي كان يعمل فيها نائبا لرئيس التحرير بين عام 1999 وحتى 2005 ورئيسا للتحرير حتى عام 2007 ومن ثم يعود إلى مكتبه مجددا في العام 2015.
ورأى الكثير من المراقبين أن التغييرات التي تشهدها السعودية في القطاع الإعلامي تشير إلى تغير في سياسات المملكة، وأن النظام الجديد الذي بدأ منذ تولي الملك «سلمان» الحكم مطلع العام الحالي بدأ في ترتيب البيت الإعلامي مجددا في السعودية.