قناة مسيحية في مصر تثير جدلا بعد الاستعانة بمذيع مسلم

الخميس 28 نوفمبر 2019 03:46 م

سادت حالة من الجدل بين المسيحيين في مصر مؤخراً بعد تعيين مذيع مسلم في قناة مسيحية وتغيير الشعار الذي كان يتوسطه صليب، وسط مخاوف من تقليص نافذة إعلامية تهتم بقضايا المسيحيين، ومطالبات بمساحة أكبر لمناقشة ما يهم مسيحيي مصر على منصات إعلامية أخرى.

وكانت قناة "سي تي في" المملوكة لرجل أعمال مسيحي والتي تعد صوتا للكنسية، تعرضت لموجة انتقادات بعد تعيين المذيع والكاتب الصحفي المسلم "أشرف عبدالمنعم" لتقديم البرنامج المسائي الأساسي "في النور" وتغيير شعار القناة، وهو ما رآه بعض الناشطين المسيحيين محاولة لتغيير هوية القناة المسيحية.

وأدى هذا الرفض من أوساط مسيحية مختلفة إلى تراجع القناة عن قراراتها في نهاية المطاف.

وقال "إيليا ثروت باسيلي"، المدير التنفيذي للقناة، إن الهدف وراء التغيير كان إحداث تطوير للمحتوى، وإن الاستعانة بمذيع مسلم كان لمهنيته، ولكونه مسلما فـ"عندما يدافع عن حقوق الأقباط سيكون أقوى من الأقباط عندما يدافعون عن أنفسهم خاصة أمام الرأي العام والدولة".

وأكد المذيع والكاتب الصحفي "أشرف عبدالمنعم" مدير تحرير جريدة "الأهرام" المصرية، في الحلقة الأولى من برنامج "في النور" إنه يستطيع مناقشة أمور قد لا يتمكن مذيع قبطي من التطرق لها بنفس السهولة.

وبمجرد ظهور المحتوى الترويجي للبرنامج، تناقل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا لـ"عبدالمنعم" في برنامج حواري يعود لعام 2016 دفع فيه بأن هناك "مخططا من الغرب" لإقامة دولة فاتيكان في جنوب سيناء للمسيحيين مقابل إقامة إمارة إسلامية في شمال سيناء، وهو ما رأى فيه البعض نوعا من "التحريض".

ومن جانبه، قال المحامي والناشط القبطي "هاني رمسيس"، إن "قناة CTV تميل لمناقشة الجانب السياسي لأقباط مصر باختلاف عن القنوات الدينية الأخرى -أغابي و مي سات"، وفقا لـ"بي بي سي".

وأشار إلى أن "CTV حضرت مع الأقباط أحلك الأزمات والمشكلات المتعلقة بتفجيرات وحوادث غلق الكنائس".

وأضاف: "لو كانت القنوات الفضائية المحلية الأخرى تناقش الملف القبطي بشكل كاف لما حدث رد الفعل العارم ضد القناة، ولكن أن يكون الملف القبطي مقتصرا على قناة CTV فهذه مشكلة، نأمل أن تكون موضع اهتمام قنوات الدولة والقنوات الخاصة".

وقال الناشط القبطي "مينا ثابت" إن الغضب القبطي يأتي في إطار "تقلص المساحات المتاحة للمسيحيين للتعبير عن أنفسهم ووجودهم"، ففي معظم القنوات المحلية الخاصة والرسمية توجد فقرات تعبر عن المعتقد الديني، وهو ما لا يتاح للمسيحيين.

وأضاف: "عندما رأى الأقباط الاستعانة بمذيع مسلم، ليس فقط لأنه غير قبطي ولكنه أيضاً ليس من الوجوه المعروفة بالمواقف الداعمة للأقباط، وتغيير خطاب القناة، شعروا أنه حتى الصوت المتاح لهم يؤخذ منهم".

وقوبلت محاولة التغيير أيضاً بالغضب على مواقع التواصل الاجتماعي حيث رأى بعض الأقباط أن إحدى المنصات القليلة التي تعبر عنهم تنسحب.

قالت "حنان كمال": "الآن وقد تم التكميم والاستيلاء حتى على هوية القناة.. تعجبت أن يمثلني طرف لم ولن يشعر بمرارة هدم أو حرق أو تفجير كنيسة".
 

 

وكتب الناشط القبطي "إسحق إبراهيم": "المشكلة الأساسية في هوية القناة التي ضاعت بحجة التطوير والتغيير المزعوم، وفي المخاوف من أن يتراجع تناول القناة لهموم ومشاكل الأقباط وتصبح مثل غيرها من القنوات الفضائية".
 

المذيعة "دينا عبدالكريم"، والتي كانت تعمل في القناة ذاتها، أيضاً كتبت في هذا الشأن: "الأمر ببساطة لا يختزل فى مذيع ولا برنامج، الأمر في (الخذلان) الذي شعر به الناس عندما رأوا تلك الشاشة التى كانت في أوقات كثيرة زادهم ومصدر بهجتهم لأنها كانت تشبههم، فللمرة الأولى يرون فيها أشياء لا تشبههم، برامج لا تتحدث بلغتهم".
 

 

وكان أيضا تغيير الشعار، الذي كان يتوسطه حرف مشتق من اللغة القبطية ويشبه حرف الـ T في الإنجليزية ويظهر كأنه صليب، محل تعليقات رافضة.

وقال "باسيلي" إن هذا الحرف لم يكن يقصد به صليب من البداية وإن الشعار يحدده شكل صليب، وبالتالي، لم يكن المقصود محو الهوية القبطية وإنما أيضا التجديد.

ومع الانتقادات، تراجعت القناة عن قرارها، فأعيد الشعار وانسحب "عبدالمنعم" على الهواء قائلاً: "لم آت إلى القناة من أجل إثارة أي مشاكل أو أزمات.. فالأفضل أن ينسحب الفارس".

وأضاف: "لتعود الجماهير المحترمة إلى قناتها وليخرج الجديد الذي هو أنا بسلام ودون تسبب في أى مشكلة أو غضاضة في النفوس".

وتميزت قناة CTV منذ إنشائها قبل 12 عاما بكونها تجمع بين إذاعة الطقوس الدينية، التي يذهب إليها الأقباط باحثين عن الصلوات والعظات الروحية، وأيضاً كونها تتحدث عن مشاكل الأقباط فيما يتعلق بالأحداث الطائفية أو المشكلات المجتمعية السياسية.

ويشكل المسيحيون حوالي 10% من تعداد السكان في مصر.

وقد أنشأ رجل الأعمال المسيحي القريب من السلطات الكنسية "ثروت باسيلي" قناة CTV عام 2007، وبرحيل "باسيلي" قبل عامين تولى أبناؤه إدارة القناة.

ومؤخرا واجهت CTV انتقادات أخرى لعرضها إعلانات تجارية، والتي يقول "باسيلي" إنها أصبحت ضرورة لتستمر القناة وإنه لم يعد من الممكن الاستمرار بتمويل شخصي من عائلته فقط.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نشطاء أقباط أقباط مصر أقباط مصريين

لحل خلاف أقباط مصر.. ‏صيغة موحدة لقانون الأحوال الشخصية

حكم قضائي بتطبيق نظام الإرث المسيحي على أقباط مصر