صحف ألمانية: زيارة وزير الاقتصاد لإيران «متسرعة ومحرجة»

الأربعاء 22 يوليو 2015 12:07 م

وصفت صحف ألمانية زيارة وزير اقتصاد بلادها «سيغمار غابرييل»، إلى طهران، والتي تعد الأولى لمسؤول غربي على هذا المستوى بعد الاتفاق النووي، بـ«المتسرعة» و«المحرجة»، فيما وصفتها إحدى الصحف بـ«الإيجابية».

 وقالت صحيفة «فرانكفورتر الغماينة تسايتونغ»، إن الزيارة التي بدأت الأحد الماضي، تعد «متسرعة رغم الأرباح التي يمكن أن تترتب عليها؛ لأنه يمكن أن تُفهم بشكل خاطئ».

 وأوضحت الصحيفة أن «الزيارة السريعة أو ربما بالأحرى المتسرعة لوزير الاقتصاد الألماني إلى إيران، يمكن أن تساعد الصناعة الألمانية على أن تدخل من جديد إلى السوق الإيرانية بعد سنوات طويلة من العقوبات، غير أنها تبعث من الناحية السياسية إشارة متناقضة»، بحسب إذاعة «دويتش فيلة» الألمانية.

وتابعت: «استعجال الوزير سيغمار غابرييل بزيارة طهران سيبدو للقيادة الإيرانية وكأن الأوربيين يتجاهلون - أمام الفرص التجارية الهائلة مع إيران - الأزمات الإقليمية العديدة التي لا تزال متواصلة حتى بعد الاتفاق النووي».

واعتبرت أن «أقل ما يمكن أن يقوم به غابرييل في طهران هو الدعوة إلى إعادة تقييم الصراع في الشرق الأوسط»، مضيفة أنه «لا يجب إطلاقا أن يكون هناك انطباع وكأن ألمانيا تعتبر السلوك الإيراني في المنطقة ثانويا، وخاصة تجاه إسرائيل».

 إذ أن حل المشكلة الفلسطينية، وفق رأي الصحيفة، «لا يتطلب فقط اتباع سياسة استيطان إسرائيلية جديدة، كما يدعو إليه الاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، ولكن أيضا بوضع حد للدعم الإيراني لكل من حماس وحزب الله».

من جانبها، وصفت صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ»، الزيارة بـ«الخطوة الصادقة» لأنها تلفت الانتباه إلى الأمر الأكثر أهمية لألمانيا في علاقتها بطهران، غير أن الصحيفة تحفظت في الوقت ذاته على تلك الخطوة ووصفتها بـ«المحرجة».

وقالت الصحيفة: «أن يسافر سيغمار غابرييل إلى طهران بعد مرور بضعة أيام فقط على الاتفاق النووي لفتح الباب أمام الاقتصاد الألماني، هو أولا وقبل كل شيء خطوة صادقة؛ فالحكومة الاتحادية ووزيرها في الشؤون الاقتصادية يلفتون من خلال الزيارة النظر إلى الشيء الأكثر أهمية بالنسبة لألمانيا وهو: الصفقات التجارية وربما فرص الشغل المرتبطة بها».

 ورغم أهمية إيران كسوق اقتصادية وكبلد منتج للبترول والغاز إلا أن صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» تتحفظ على هذه «الخطوة الصادقة».

وشرحت الصحيفة السبب، قائلة: «المُوكّل في هذه الحالة هو دولة ترفض منذ سنوات عديدة وجود إسرائيل، وتريد منذ فترة طويلة صنع قنبلة نووية، ويجب عليها أولا أن تثبت تخليها عن هذه الفكرة، ففي هذه الحالة فقط سيتم تخفيف العقوبات الاقتصادية بشكل تدريجي».

وأضافت: « الزيارة جاءت متسرعة قبل أن تبرهن طهران أنها غيرت رؤيتها، ولهذا السبب، فرحلة الوزير الألماني ليست صادقة فقط؛ بل أيضاً محرجة».

بداية حقبة جديدة 

في المقابل تبنت صحيفة «مونشنر ميركور» موقفاً آخر ينظر إلى الزيارة نظرة إيجابية «قد تكون بداية حقبة جديدة مع طهران».

ورأت الصيحفة أن «الاقتصاد الألماني يحتاج على وجه السرعة إلى هذا البلد الغني بالنفط والذي سيصير من جديد في القريب بلداً قويا على المستوى المالي».

وأمس الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، «لوران فابيوس»، أنه سيتوجه إلى إيران، الأسبوع المقبل، حيث سيلتقي خصوصا الرئيس «حسن روحاني»، وذلك بعد توقيع اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي.

وصرح «فابيوس» لإذاعة «فرانس انتر» أنه سيكون هناك الأسبوع المقبل، فيما أوضحت مصادر مقربة أن الزيارة مقررة في 29 يوليو/تموز الجاري.

وتثير السوق الإيرانية، حيث يقارب عدد السكان الثمانين مليون نسمة، اهتمام الشركات الغربية الكبرى، وتسابق عدد من المستثمرين لتأسيس صناديق للاستثمار في إيران في أعقاب الاتفاق النووي الذي توصلت إليه الأسبوع الماضي مع القوى العالمية، وبدأ كثيرون غيرهم السعي لتحقيق مكاسب عن طريق شركات متعددة الجنسيات لها وجود بالفعل في الاقتصاد الايراني الذي يبلغ حجمه 400 مليار دولار.

ودفع الاتفاق النووي البعض للسعي لايجاد موطيء قدم في بورصة طهران التي تبلغ قيمة الأسهم المتداولة فيها 100 مليار دولار حتى قبل رفع العقوبات المفروضة عليها، رغم أن آخرين يتوخون قدرا أكبر من الحذر.

وإيران مصنفة على أنها دولة ذات دخل أعلى من المتوسط ويبلغ عدد سكانها 78 مليون نسمة، ويزيد ناتجها المحلي السنوي عن ناتج تايلاند أو الإمارات.

وستصبح إيران أكبر اقتصاد يعود إلى النظام التجاري والمالي العالمي منذ تفكك الاتحاد السوفيتي قبل أكثر من 20 عاما.

وأبرمت إيران والقوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) الأسبوع الماضي اتفاقا تاريخيا ينهي أزمة استمرت 12 عاما حول الملف النووي الإيراني، وهدف الاتفاق ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على إيران منذ 2006.

  كلمات مفتاحية

وزير الاقتصاد الألماني طهران إيران الاتفاق النووي الاقتصاد الإيراني

واردات الصين من نفط إيران ترتفع 26% في يونيو/حزيران

بعد الاتفاق النووي.. وزير الخارجية الفرنسي يصل إيران الأسبوع المقبل

مستثمرون أجانب يسعون للاستفادة من الاتفاق النووي

الاتفاق النووي .. بين إنعاش اقتصاد إيران وزيادة نفوذها بالمنطقة

«أولاند» يدعو «روحاني» لزيارة فرنسا في نوفمبر المقبل