هل عكس منتدى شباب العالم الخلاقات بين السيسي ومخابراته؟

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 10:11 ص

اعتبرت وسائل إعلام أن مجريات "منتدى شباب العالم" في مصر، أكدت ما يتردد حول توتر العلاقة بين الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" ورئيس المخابرات العامة "عباس كامل".

وأعلن "السيسي"، خلال المنتدى، رفضه مقترحاً لـ"كامل" (دون التصريح باسمه) أن تكون التعيينات في الجهاز الإداري للدولة من خريجي "الأكاديمية الوطنية للتدريب" التي أسّسها "كامل" ومساعده المقدّم "أحمد شعبان"، وتخرّج منها شباب "البرنامج الرئاسي" الذين حصلوا فيها على امتيازات غير مسبوقة مقارنةً بنظرائهم.

امتيازات الأكاديمية شملت أيضاً الشباب المُعيّنين أصلاً في الجهات الحكومية، والذين مع ذلك التحقوا بها، هؤلاء حصلوا على ترقية سريعة، وتم توزيعهم على البرامج التدريبية المتعدّدة التي أُلحقوا بها داخل مبانٍ موزّعة في القاهرة الكبرى، بداية من مبنى قرب قصر الرئاسة في ضاحية مصر الجديدة، وصولاً إلى مقرّ الأكاديمية الذي بُني في ضاحية الشيخ زايد وبجواره فندق يقيم فيه المغتربون من هؤلاء مجاناً.

أما غير الحكوميين، فحصلوا على فرص أكبر من غيرهم، باختيارهم المنح التي يرغبون في الحصول عليها بدعم من وزارة التعليم العالي، وفعلاً سافر عدد منهم إلى بريطانيا وكندا، خاصة الأطباء، مع دعوات سفر سنوية لحضور الفعّاليات الرئاسية للشباب التي ينظمها زملاؤهم في شرم الشيخ أو القاهرة.

وعلقت صحيفة "الأخبار" اللبنانية على جلوس "كامل" إلى جوار "السيسي" في غالبية الجلسات بظهور لا يتناسب مع شخصية مدير المخابرات الذي يُفترض أنه قليل الخروج إلى العلن.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أن ذلك كان بناءً على رغبة من "كامل" الذي عمل مع "السيسي" منذ نحو 20 عاماً، كأنه يؤكد بهذا بقاءه في منصبه على رغم الأحاديث المتعدّدة عن استبعاده قريباً بسبب تقديرات مواقف كانت غير صائبة في إدارة ملفات عدّة.

مشهد آخر في المنتدى عكس تجاهل "السيسي" لمقترحات "كامل" الذي شنّ حرباً ضروساً على مكتب "BBC" في القاهرة خلال الأسابيع الماضية، فمديرة مكتب الشبكة البريطانية، "صفاء فيصل"، جلست في الصف الأول خلال اللقاء بين "السيسي" وممثلي وسائل الإعلام الأجنبية.

وجلست "صفاء"، وفق ترتيب الرئاسة بين وزيرَي الخارجية "سامح شكري"، والهجرة "نبيلة مكرم"، فيما جلس خلفها رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المسؤولة عن التعامل مع الإعلام الأجنبي، "ضياء رشوان"، وهو مشهد لافت أثار استغراب الحضور، خاصة أن موقع "BBC" محجوب في البلد منذ أسابيع بتعليمات من "كامل".

اللافت أيضاً أن تنظيم المؤتمر من قِبَل الرئاسة، وعبر مدير مكتب الرئيس اللواء "محسن عبدالنبي"، عكس حضوراً واضحاً لخليفة "كامل" في منصبه القديم (إدارة المكتب)، إذ أعيد ترتيب الدعوات ليكون الحضور الأكبر من الإعلام الأجنبي والعربي وليس المصري، بينما أدار جلسة الإعلاميين "شريف عامر" المعروف بابتعاده عن دائرة الإعلاميين الموالين بشدة للنظام.

ونهاية الشهر الماضي، كشفت مصادر عن تورط الإمارات في التوترات التي شهدتها المخابرات المصرية خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت المصادر أن الإمارات أبلغت القاهرة بأنها منزعجة من المقدّم "أحمد شعبان" مدير مكتب "كامل"، بعد تلقيها رسالة منه يشكو فيها من أن الإمارات لم تلتزم بتعهداتها.

وأشارت المصادر إلى أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" أبلغ "السيسي" بذلك، خلال لقائهما الأخير في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب ما أوردت دورية "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتية الفرنسية.

وجاء الخلاف الأخير قبل الأزمة التي كانت تختمر منذ شهور في المخابرات العامة، حتى وصل الأمر أخيرا إلى ذروته.

وهدد "عباس كامل" بالاستقالة ما لم يتم إبعاد "محمود السيسي"، نجل الرئيس المصري، بحسب ما كشفه موقع "مدى مصر" في المقال الذي تسبب في اقتحام مكتب الموقع واعتقال عدد من صحفييه.

المصدر | الخليج الجديد + الأخبار اللبنانية

  كلمات مفتاحية

المخابرات المصرية عباس كامل عبدالفتاح السيسي

ترتيبات سيادية في مصر لإعادة صياغة دور محمود السيسي

السيسي يتجه لسحب ملف الإعلام من رئيس مخابراته

شقيق أمير قطر يزور مصر ويشارك بمنتدى شباب العالم

بسبب الأوضاع الاقتصادية.. مصر تلغي النسخة الخامسة من منتدى شباب العالم