يحاول معرض صور في هونغ كونغ للمصور «ستيف مكاري» الحائز على جوائز عالمية، فضح معاناة عاملات المنازل المهاجرات في آسيا والشرق الأوسط، اللاتي يتعرضن لاعتداءات جسدية ونفسية على يد أرباب العمل.
وتقول «كارين إيمونس» (منتجة المعرض): أردت أن يعرف العالم بالفظائع التي مروا بها. أردت الوصول لهؤلاء ممن يستطيعوا إحداث التغيير، وربما لأرباب العمل لإخبارهم بأن هناك من يراقب"، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وتوضح أن الهدف الرئيسي للمشروع هو التركيز على المأساة التي تجري خلف الأبواب المغلقة، وكذلك الضغط على الحكومات لفعل المزيد لحماية عمال المنازل ممن يأتي من أجل حياة أفضل.
ومن بين القصص التي يرويها المعرض قصة «سوزي» (إحدى العاملات في هونغ كونغ) التي تقول: "في كل يوم أنام فقط لأربع ساعات. كانت (صاحبة العمل) تضربني في جميع أنحاء جسمي، في ظهري ووجهي، قامت بركلي أيضاً، عند العمل كانت تصرخ علي، كنت خائفة، لكنني لم أقدر على الهروب. لم تسمح لي بالخروج».
وتظهر هذه العاملة الإندونيسية «سوزي» في صور المعرض، بعد تعرضها للاعتداء والتهديد مراراً من قبل ربة عملها في هونغ كونغ.
وتمضي قائلة «كنت خائفة من الموت لأن ابني ينتظرني في بلدي. أنا هنا في هونغ كونغ لأكسب بعض المال. قالت إن بإمكانها ضربي حتى الموت، وضرب عائلتي. كنت خائفة فاضطررت للاستماع لها. لم تعاملني كإنسان بل كالعبد».
واستطاعت «سوزي» الهرب بعد عام، لكن ربة عملها استمرت في الاعتداء على عاملة إندونيسية أخرى تدعى «ريانا»، التي دخلت المستشفى بعد أشهر من التعذيب. تم بعدها إدانة ربة العمل بتهم عدة، وحُكم عليها بست سنوات في السجن.
لكن العديد من العاملات الأخريات ممن تواجهن اعتداءات مماثلة من المحتمل ألا يشهدن تحقيق العدالة أبداً.
«سيموسري» هي إحدى العاملات المصوَّرة في المعرض، تقول إنه تم تعذيبها بماء مغلي من قبل رب عملها الماليزي.
وتقول «سريتا» إنه تم ضغط شوكة معدنية حارة نحو جلدها أثناء عملها في تايوان.
وفي السعودية، تقول «هريتان» إنه تم ضرب رأسها بأنبوب معدني، وتركت كفيفة لمدى الحياة.
ضحية أخرى تدعى «بفيترا»، تم اغتصابها من قبل رب عملها في عمان ونتج عن ذلك حملها، وبعدها تم اعتقالها لخمسة أشهر بتهمة الإغواء.
من جانبها تقول «اليزابيث تانغ» (عضوة بالاتحاد العالمي لعمال المنازل) إن «عاملات المنازل هن أكثر نوع من العمال عرضة للاعتداء، لأنهن الأكثر خفية وعزلة، وفي الغالب يكنّ من الأقليات أو المهاجرين».