على خطى «موغيريني».. الأردن يدعو إلى حوار مع إيران

الأربعاء 29 يوليو 2015 05:07 ص

دعا نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني، «ناصر جودة» والأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق «عمرو موسى»، إلى حوار مفتوح مع إيران في إعقاب إبرام الاتفاق النووي مع الدول الكبرى، لكن تلك الدعوة لم تخل من استنكار لتصريحات ومواقف سياسية نسبت لمسؤولين إيرانيين بشأن تهديدات للمنطقة العربية، حسب شبكة «CNN» الإخبارية الأمريكية.

جاءت تلك الدعوة خلال إحدى الجلسات العامة الرئيسية لمؤتمر الأردنيين في الخارج 2015، الذي يعقد في منطقة البحر الميت حتى يوم غد الخميس، وافتتحه العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، أمس، بمشاركة ممثلي سفارات المملكة في الخارج لمناقشة أبرز الملفات المتعلقة بالبلاد سياسيا واقتصاديا وشؤون المغتربين.

كما تأتي بعد يوم واحد من مقال لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، «فيديريكا موغيريني»، اعتبرت فيه أن التعاون مع طهران بعد توقيع الاتفاق النووي معها سيفتح آفاقا غير مسبوقة للسلام في منطقة الشرق الأوسط، داعية دول المنطقة وطهران إلى الحوار والجلوس على مائدة مفاوضات واحدة لإنهاء الحروب القائمة.

وقال «جودة»: «نريد أن نلجأ للحوار مع إيران، وقلنا إن الاتفاق النووي معها يمكن اعتباره خطوة هامة ومدخل أوسع للحوار في قضايا».

لكنه هاجم ما قال إنها بعض التصريحات الرسمية الإيرانية حيال المنطقة، موضحا: «منذ مدة ونحن نتحدث عن حوار حول القضايا الهامة لكن بكل صراحة: أين المنطق عندما يقوم جلالة ملك البحرين بإرسال برقية يتحدث فيها إلى إيران بإيجابية عن الاتفاق النووي وأنه يجب أن يكون مدخلا لحديث أوسع وأشمل وعلاقات حسن جوار.. فأين المنطق وأين المصلحة بأن تخرج تصريحات إيرانية تستهدف البحرين؟.. وأيضا الموقف الخليجي حيث اعتقدت دول خليجية أنه خطوة إيجابية. هناك أشياء غير مفهومة بل مرفوضة في مرحلة يجب أن تتسم بإيجابية مطلقة».

واسترسل الوزير الأردني في نقده لإيران، قائلا إن «هناك تصريحات مثيرة للفتنة بين السنة والشيعة والعرب والفرس»، مضيفا: «هناك تصريحات غير مفهومة كأن تكون تصريحات تزرع بذور الفتنة بين السنة والشيعة، أو بين الإسلام والمسيحية أو بين العرب والفرس لماذا؟ هناك تهديدات مرفوضة من إيران وفي الوقت نفسه علينا التعامل بكل إيجابية مع هذا الموضوع».

«عمرو موسي»: إيران ليست عدوا

أما الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، «عمرو موسى»، فقد شدد في حديثه على أهمية عدم اعتبار إيران عدوا على غرار دولة الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن هناك اختلافات جذرية مع إيران، لكنها ليست عدوا ولا يجب أن تكون كذلك.

وأضاف: «إيران يجب ألا تكون عدوا للدول العربية ولابد من فتح حوار معها، أنا قلت، أيضا، إننا مختلفون اختلافا جذريا مع السياسات الإيرانية، هناك تصريحات سلبية خطيرة تصدر من الجانب الإيراني، وهناك أزمة سياسية كبيرة بين العرب وبين إيران خاصة إثارة موضوع الشيعة والسنة والفرس والعرب، وموضوع الإسلام والمسيحي، هذه أمور سلبية، ونتائجها مدمرة، ولنا حديث قطعا مع الإيرانيين بشأنها».

وفي سياق المقاربة بين تهديدات إيران في المنطقة ودولة الاحتلال الإسرائيلي، أوضح «موسى» بالقول إن «هناك عداءً تاريخيا بين الدول العربية وإسرائيل التي تصر حتى اللحظة على ألا حقوق للفلسطينيين».

وأضاف: «نحاول ألا يكون هناك عداء بيننا وبين إيران، وأن تأتي، وأن تقبل بحوار حول إمكانية التعايش، ولابد أن نناقش المشاكل معها، وفي مقدمتها مشاكل العراق بين الشيعة والسنة، فلا يصح استخدام موضوع الشيعة ضد السنة أو العكس كذريعة للإضرار بأي طرف في المنطقة، ولا يجب أن يكون سلاحا بيد أي حد».

وندد «موسى» بما نسب لأحد المسؤولين الإيرانيين (لم يذكر اسمه) حول إقامة دولة فارسية عاصمتها بغداد، وقال: «موضوع إقامة دولة فارسية عاصمتها بغداد كلام فارغ، لكنه يقال، ويجب أن نقول على مائدة للنقاش: هل تريدون التعايش أم غير ذلك».

ورأى أن الخلاف مع دولة الاحتلال الإسرائيلي مختلف عن إيران، وأن هناك إمكانية للتفاهم مع الأخيرة، وأردف قائلا: «نحن متفقون على خطورة السياسة الإيرانية في المنطقة، والمظاهر السلبية التي نراها، لكن على إيران أن تأخذ في اعتبارها أسباب القلق لدينا».

  كلمات مفتاحية

الأردن إيران حوار الاتفاق النووي الإيراني عمرو موسى ناصر جودة فيديريكا موغيريني

«موغيريني»: الاتفاق النووي كارثة لـ«الدولة الإسلامية» وبوابة للسلام في المنطقة

إيران: الاتفاق النووي سيجعلنا أكثر قوة.. ولن ننشر خريطة الطريق

إيران ما بعد الاتفاق النووي

«ظريف» يدعو من الكويت إلى تعاون «خليجي إيراني» ضد الإرهاب والطائفية

الوجه الآخر للاتفاق النووي مع إيران

«موغيريني» تطالب مجلس الأمن بإقرار عمليات بحرية أوروبية لمنع تهريب السلاح إلى ليبيا