أكاديمي مصري: أكذوبة كبرى وراء الأخبار المتداولة عن «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 29 يوليو 2015 12:07 م

شكك الكاتب والمفكر المصري البارز، «جلال أمين»، في صحة ما ينشر حول تنظيم «الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أنه لم يعد يتابع الأخبار التي تنشر عن التنظيم، ولا يجد أي فائدة في متابعتها حيث يبدو أن في الأمر «أكذوبة كبرى، تتعلق بتلك الظاهرة الفظيعة المسماة داعش».

وقال «أمين» الذي يعمل أستاذا للاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مقال نشرته صحيفة «الشروق» المصرية الخاصة: إننا «لم نسمع إلا عن جرائم وفظائع من قتل وتدمير وتشريد وانتهاك أعراض.. فهل يمكن أن يوجد في القرن الواحد والعشرين أحد يفهم أهداف الخلافة الإسلامية على هذا النحو البائس؟».

وفي مقاله الذي حمل عنوان «خواطر شخصية جدا حول داعش» تساءل «أمين»: «مضى على سماعنا بحركة داعش عدة سنوات، فلماذا لم نسمع خلال هذه السنوات عن شيء طيب واحد قاموا به؟».

وأضاف: «خطر لى أيضا التساؤل عن سبب غرابة هذا الاسم (داعش) وإطلاقه على حركة تصف نفسها بالإسلامية، وبدأت فى بلاد عريقة فى عروبتها وحسن استخدامها للغة العربية. إن العرب لم يبتدعوا، فيما أظن، عادة استخدام الحروف الأولى، بل مازالت هذه العادة تبدو غريبة على الأذن العربية التى تجيد التمييز بين الوقع الحسن للألفاظ وبين الوقع الخشن والغليظ مثلما نجد فى لفظ داعش».

واستدرك: «بل يخيل لى أحيانا أن استخدام اسم داعش، للإشارة إلى حركة تهدف إلى إقامة الخلافة الإسلامية، يشبه ترك المجرم سهوا أثرا من آثاره فى مسرح الجريمة، وينسى أن يمحوه، ويؤدى ذلك إلى اكتشاف أمره»، قبل أن يضيف:«لابد أن في الأمر أكذوبة كبرى، يتعلق بتلك الظاهرة الفظيعة المسماة داعش».

ومضى «أمين»، في حديثه عن جدوى الاشتراك في الصخب الهائل من الكتابات والتعليقات على هذه الظاهرة، «التي تثير الأسى والفزع في نفوسنا كل صباح، دون أن يترتب عليه أي أثر في القضاء على هذه الآفة، أو وقف نموها، وانتشارها، بل ولا يسهم حتى في فهمها».

واستطرد: «لا أقصد أن أعمال القتل الوحشي والتدمير الجنوني للآثار التاريخية، وتخريب المدن والقرى، وتشريد مئات الألوف من الأبرياء، لم تحدث بالفعل، بل أقصد أن الدوافع التي يزعم أنها وراء ارتكاب هذه الأعمال لا يمكن أن تكون هى الدوافع الحقيقية، وأن تزايد المتوافدين للانضمام لهذه الحركة، من مختلف البلاد، غنية وفقيرة، لا يعود إلى مجرد الاقتناع بأفكارها، أو بقوة الحمية الدينية، أو بالحماس لإقامة شيء اسمه الخلافة الإسلامية».

وواصل «أمين» تساؤلاته قائلا: «إذا كان هؤلاء العاملون على إقامة هذه الخلافة قد قرروا مخاصمة العالم الحديث مخاصمة تامة، سواء فيما يتعلق بمركز المرأة مثلا، أو بالتنظيم الاقتصادي أو التشريع الجنائي...إلخ، فلماذا نسمع أن هؤلاء الناس أنفسهم يستخدمون أسلحة حديثة ومتطورة جدا، من إنتاج هذا العالم الحديث، ويمولون عملياتهم الحربية عن طريق السحب من بنوك تطبق أحدث النظم المصرفية، ويعتمدون اعتمادا كبيرا في إثارة مشاعر الناس، سواء بغرض تعبئة منضمين جدد، أو تخويف من لا يتفق معهم، على أحدث أساليب الدعاية والإعلام، بل يكاد يكون من غير المتصور أن تستمر هذه الحركة في ارتكاب جرائمها لولا استمرار نشر أخبار وصور هذه الجرائم على أوسع نطاق في وسائل الإعلام؟».

وتابع: «لماذا تزامن ظهور حركة لإقامة الخلافة الإسلامية في العراق وسوريا، وامتداد أفعالها وجرائهما إلى بلاد أخرى، مع قيام حركات الربيع العربى؟، وهل وجد دعاة داعش الوقت ملائما تماما لتحقيق مبادئهم، وأن الناس أصبحوا أكثر استعدادا لقبول دعوتهم بعد ثورات الربيع العربى مما كانوا قبلها؟».

واختتم «أمين» مقاله بالقول: «لا يمكن قبول هذه الفكرة أيضا، إذ أن ثورات الربيع العربى قد تطورت إلى حدوث فوضى في بلد عربي بعد آخر. فهل تناسب هذه الفوضى قيام دعوة جديدة للخلافة الإسلامية تتوحد بها الدول، أم هي أنسب لتجزئة هذه الدول إلى دويلات أصغر؟».

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية سوريا العراق أمريكا الربيع العربي مصر الخلافة

الحرب على «الدولة الإسلامية» ... هل تدور حول النفط؟!

«الدولة الإسلامية» يقيم دولة بالعنف وبقاؤه مرتبط بغياب استراتيجية لإضعافه

القضاء على «الدولة الإسلامية».. مهمة مؤجلة أمريكيا

مدير «FBI»: الاتصالات المشفرة تزيد خطر تنظيم «الدولة الإسلامية»

خبراء: «الدولة الإسلامية» يشكل «تهديدا وجوديا» لـ«القاعدة»

مسؤول روسي: مسلحون من 100 دولة يقاتلون مع «الدولة الإسلامية»

3 روسيات يتحايلن على «الدولة الإسلامية» ويحصلن على 3300 دولار