قطار الزيادة السكانية في مصر يبلغ محطة الـ100 مليون قريبا

السبت 1 فبراير 2020 12:40 ص

يتجه عدد السكان في مصر لتخطي عتبة الـ100مليون نسمة في فبراير/ شباط، إذ من المتوقع أن تعلن الساعة السكانية الرقمية على واجهة مقر الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، في وسط القاهرة، عن المولود الذي سيحمل رقم 100 مليون.

وقال ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر "ألكسندر بوديروزا"، إن المولود الجديد المنتظر سينضم إلى شعب كل ستة من 10 أشخاص فيه دون سن 29 عاما.

وتكافح كثير من الدول العربية والأفريقية زيادات سكانية، لكن "بوديروزا" قال إن الضغوط في مصر حادة، لأن 97% من شعبها يعيشون على مساحة 8% فقط من أراضيها، يكتظ بهم وادي ودلتا نهر النيل.

وأضاف أن خلق مساحات جديدة للإسكان والمدارس والمستشفيات أولوية، في ظل نمو سكان مصر بمعدل 2.5 مليون نسمة كل عام. وفي المناطق المأهولة، يوجد 1400 شخص في الكيلومتر المربع.

  • نمو لخلق وظائف

والوظائف هي المشكلة الأكبر. ويقول البنك الدولي إن القوة العاملة ستبلغ 80 مليونا في غضون 10 سنوات.

لكن رئيسة الأبحاث في شركة "فاروس" للاستثمارات المالية بالقاهرة "رضوى السويفي"، قالت إنه لخلق عدد كاف من الوظائف، يجب أن يكون النمو الاقتصادي السنوي ثلاثة أضعاف معدل النمو السكاني على الأقل.

وعلى أساس نمو سكاني بنسبة 2.5%، سيتطلب هذا نموا يبلغ 7.5% في الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة مع توقعات الحكومة التي تصل إلى 5.9% فقط للسنة المالية الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، قد يتضرر اقتصاد مصر من نقص في المياه بفعل تغير المناخ، وسد على رافد رئيسي للنيل، يجري بناؤه عند المنبع في إثيوبيا. وستتعرض البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمواصلات العامة، لضغط أيضا نتيجة النمو السكاني.

وقال "نبيل رواش"، الذي يبلغ من العمر 60 عاما، ويعيش في منطقة أرض اللواء في محافظة الجيزة (وسط): "كانت كل هذه المنطقة قبل 30 عاما أرضا زراعية".

وأضاف، بينما كان يقف في شارع يعج بالناس والسيارات: "لكن مع الازدحام والنمو السكاني، بدأ الناس القدوم إلى هنا والبناء".

  • مدن جديدة

ويقول مسؤولون إنهم تمكنوا من خفض معدلات الخصوبة بفضل حملة "2 كفاية"، للتغلب على تقاليد لدى الأسر في المناطق الريفية لكثرة الإنجاب.

واستهدفت الحملة أكثر من 1.1 مليون أسرة فقيرة، لديها ثلاثة أطفال على الأكثر. وتدرب وزارة التضامن الاجتماعي متطوعين يعملون على تشجيع الناس على خفض معدلات الإنجاب.

وقالت مديرة مشروع "2 كفاية" بالوزارة؛ "ديزيريه لبيب":  "خلال 2019، أجرينا مليونين و680 ألف زيارة منزلية... خلال هذه الزيارات، طلبت 407 آلاف امرأة إحالتهن إلى عيادات تنظيم الأسرة".

وأشارت إلى دراسة أجرتها الأمم المتحدة، خلصت إلى أن معدل الخصوبة تراجع إلى 3.1 في 2018 من 3.5 في 2014.

وقال مسؤول كبير بجهاز الإحصاء (حكومي)، يدعى "عبد الحميد شرف الدين": "إذا طبقنا المزيد من الانضباط حتى يكون لدى الأسر عدد أقل من الأطفال، يمكننا بلوغ معدلات خصوبة عند 2.1 بحلول 2032".

وأضاف أن ذلك لا يزال يعني أن السكان سيزيدون إلى 153 مليونا بحلول 2052، لكن إذا كان معدل الخصوبة 3.4، فسيبلغ الرقم 191 مليونا.

في كلتا الحالتين، تحتاج الحكومة إلى أن تفعل شيئا بشأن الاكتظاظ السكاني في القاهرة، التي يعيش بها واحد من كل خمسة مصريين تقريبا.

وتخطط الحكومة لبدء نقل الوزارات، بحلول يونيو/ حزيران، إلى عاصمة إدارية جديدة، في الصحراء خارج القاهرة.

لكن الزميل غير المقيم في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط "تيموثي قلدس"، قال إن الانتقال إلى هناك ليس خيارا بالنسبة للكثيرين، نظرا للافتقار إلى وسائل النقل والوظائف.

وقال: "أدى الإفراط في مركزية الدولة المصرية واقتصادها إلى هذا التكدس الهائل للمصريين في حاضرة واحدة".

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

الزيادة السكانية سكان مصر

السيسي: الزيادة السكانية تلتهم إنجازات الدولة