الجزائر تعيد محاكمة شقيق بوتفليقة ومسؤولين سابقين في الاستخبارات

الأحد 9 فبراير 2020 02:13 م

تُعاد الأحد محاكمة "سعيد بوتفليقة" شقيق الرئيس السابق، ومسؤولين سابقين في الاستخبارات ورئيسة حزب، بعد قبول الاستئناف في أحكام بالسجن 15 عاما صدرت على كل منهم في سبتمبر/أيلول بتهمتي "المساس بسلطة الجيش والمؤامرة ضد سلطة الدولة".

وكان "سعيد بوتفليقة" (62 سنة) مستشار الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة"، تحول إلى الرجل القوي الفعلي في القصر الرئاسي دون سلطات دستورية، خاصة بعد تدهور صحة شقيقه.

وازدادت قوته أكثر، إلى درجة اعتباره "رئيسا ثانيا" بعد إصابة الرئيس "بوتفليقة" بجلطة دماغية في 2013 شلّت حركته وأفقدته القدرة على الكلام.

وإلى جانبه الفريق "محمد مدين" الذي اشتهر بـ"الجنرال توفيق" رئيس دائرة الاستعلام والأمن، وهي التسمية التي كانت تطلق على الاستخبارات بين 1990 و2015 تحت سلطة وزير الدفاع. ونظرا للصلاحيات الكبرى التي تمتع بها طيلة 25 سنة من قيادته للجهاز، لقبّه البعض بـ"رب الجزائر" الذي حول الاستخبارات الى "دولة داخل الدولة".

وخلفه في المنصب بعد تنحيته في 2015 مساعده السابق "بشير طرطاق" كمنسق لمصالح الأمن بعد إعادة هيكلة الجهاز وإلحاقه برئاسة الجمهورية. وقد غادر منصبه بعد استقالة "بوتفليقة" في 2 من أبريل/نيسان تحت ضغط حركة احتجاجية غير مسبوقة بدأت في 22 فبراير/شباط 2019 وما زالت متواصلة.

أما المتهمة الرابعة التي ستمثل أمام مجلس الاستئناف العسكري بالبليدة جنوب الجزائر، فهي ورئيسة حزب العمال "لويزة حنون".

"الملف فارغ"

خلال محاكمة دامت أقل من يومين أصدرت المحكمة العسكرية في 25 سبتمبر/أيلول أحكاما بالسجن 15 عاما على كل من المتهمين الأربعة الذي تم توقيفهم وحبسهم في أيار/مايو.

وترى هيئة الدفاع أن الملف "فارغ"، وطالبت بمحاكمة عامة عكس ما حدث في المحاكمة الأولى حيث لم يسمح إلا للمحامين وأسر المتهمين بالدخول إلى المحكمة العسكرية، بينما تم منع وسائل الاعلام من التغطية.

وقال "فاروق قسنطيني" محامي الجنرال "توفيق": "لم يتم السماح للناس بحضور الجلسة وسيكتشفون أن القضية لا أساس لها. فلا يوجد ما يدين (المتهمين) لا من الناحية الاخلاقية ولا من الناحية الجنائية".

وتتعلّق القضية باجتماع حضره "سعيد بوتفليقة"، و"مدين" و"طرطاق" و"حنون" في 27 مارس/آذار 2019، لوضع خطة "لعزل رئيس الأركان" المتوفي الفريق "أحمد قايد صالح" غداة مطالبته علناً باستقالة رئيس الجمهورية للخروج من الأزمة التي بدأت مع الحراك.

وبحسب غرفة الاتهام، فإن "سعيد بوتفليقة" طلب مساعدة الرئيسين السابقين للاستخبارات من أجل إقالة قايد صالح من منصبه الذي شغله منذ 2004 وظل وفيا لبوتفليقة، طيلة 15 سنة.

وكان رد فعل رئيس الأركان جمع كل قادة الجيش في اجتماع بثه التلفزيون الحكومي ليطلب رحيل الرئيس "فورا".

وبالنسبة للعديد من المراقبين؛ فإن "سعيد بوتفليقة" ومن معه هم في الحقيقة الطرف الخاسر من صراع طويل خلال حكم "بوتفليقة"، بين جهاز الاستخبارات وبين رئاسة الأركان.

ومن جهته، قال "ميلود براهيمي" محامي "سعيد بوتفليقة" والجنرال "توفيق،" إن "الملف فارغ تماما". وأضاف أن "التهم ليست من صلاحيات المحكمة العسكرية كما أنها لا تعتمد على أي شيء".

واعترفت "حنون" القريبة من "سعيد بوتفليقة"، بأنها شاركت في اجتماع مع "سعيد بوتفليقة" والجنرال "توفيق" في 27 مارس/آذار، غداة مطالبة رئيس أركان الجيش علنا باستقالة "بوتفليقة". لكنها "رفضت اعتبار ذلك مؤامرة ضد الدولة"، بحسب محاميها.

وقال المحامي "بوجمعة غشير" إن "موكلتي لم تفعل شيئا سوى انها استجابت لدعوة من مستشار الرئيس ضمن منصبها كرئيسة حزب. هذه ليست جريمة".

وبعد بضعة أيام من الحادثة، اتّهمهم "قايد صالح" بالاجتماع للتآمر ضدّ الجيش. وبعد صدور الأحكام وصفها بـ"الجزاء العادل".

ويأمل المحامون في أن تتغير "المعطيات" بوفاة "قايد صالح" في 23 ديسمبر/كانون الأول، وهو الذي اعتبر الحاكم الفعلي للبلاد في الفترة بين استقالة "بوتفليقة" وانتخاب الرئيس "عبدالمجيد تبون" في 12 ديسمبر/كانون الأول.

وأوضح "قسنطيني": "توفي من كان في نظرنا وراء المتابعة القضائية"، داعيا إلى "الرجوع إلى حقيقة الملف ونصوص القانون للتأكد من أن الاتهامات لا أساس لها".

المصدر | أ ف ب

  كلمات مفتاحية

تأييد حكم السجن 15 عاما لشقيق بوتفليقة وآخرين

الجزائر.. الإدعاء يطالب بأحكام قاسية لقادة نظام بوتفليقة

‏ الجزائر.. منع نجلي قايد صالح من السفر على خلفية اتهامات فساد

الجزائر.. المحكمة العليا تلغي حكما بسجن شقيق بوتفليقة وتعيد محاكمته