«المونيتور»: هل تشتري إيران طائرات حربية فرنسية؟

الأربعاء 5 أغسطس 2015 03:08 ص

هناك جوانب أمنية مهمة في زيارة «لوران فابيوس» إلى إيران الأسبوع الماضي، وهي الأولى من نوعها لوزير خارجية فرنسي منذ 12 عاما. وبعد الرحلة، قال المتحدث باسم الحكومة الايرانية «محمد باقر نوبخت» إن «فرنسا يمكن أن تلبي حاجتنا لطائرات الميراج ... شراء طائرات ميراج جديدة هي الأولوية الأولى لدى القوات الجوية الإيرانية».

خلال حرب الخليج الأولى، نجحت إيران في الوصول إلى عدد صغير من طائرات داسو ميراج «إف-1» العراقية الحربية. تم نقل الطائرات إلى إيران خوفا من تدميرها في معارك مع المزيد من الطائرات الغربية الحديثة. وبدلا من إعادتهم، استولت إيران على طائرة كجزء من التعويض عن حربها مع العراق 1980 - 1988.

وتمتلك إيران الآن 24 طائرة ميراج من طراز «إف – 1إي كيو» و «إف – آي بي كيو».. وليس واضحا بالضبط كم من هذه المقاتلات تعمل بشكل جيد. ومنذ البداية، كان أمام إيران العديد من المشاكل في تشغيلها. كما تم تصميم رادارات الطائرة لصواريخ جو – جو وأرض – جو الأمريكية والفرنسية، وهناك مشكلات خطيرة بالنسبة لإيران لسنوات مع الإمدادات وتركيب الرادار، تزامن الصاروخ المتوفر وتدريب الطيارين. ومع ذلك؛ فقد كانت قادرة على تشغيل الطائرات إف 1باستخدام صواريخ مصنعة محليا، وقامت ببعض التعديلات على الرادار، وكذلك التنقل على علو منخفض، وأنظمة استهداف الأشعة تحت الحمراء.

وقال رائد من القوات الجوية الإيرانية متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته لصحيفة المونيتور «عادة ما يكون الطيارون الإيرانيون غير مهتمين بتحليق طائرات ميراج. هذه الطائرات ليست مناسبة لقواتنا الجوية. تتكون أسراب القوات الجوية الإيرانية من معدات روسية وأمريكية. أنا لا أعتقد أن وزارة الدفاع راغبة في شراء الطائرات الفرنسية وضمها لقواتنا الجوية. لدينا الكثير من نقاط الضعف في أسطول القوات الجوية. لدينا مقاتلات الجيل الرابع، مثل طراز ميج 29، الذي لم يتم ترقيته، ولدينا إف -14 التي لا تزال من طراز "أ"، أما طائرات الدعم الجوي مثل تايجر "إف – 5" فهي قديمة جدا. والحقيقة أن أعداءنا في جميع أنحاء المنطقة لديه طائرات حربية أمريكية وروسية الحديثة. ومن الواضح أن قواتنا الجوية تحتاج طائرات جديدة، وبصرف النظر عن أننا بحاجة إلى الشراء، أنا متأكد من أنه لن تكون مقاتلات ميراج الفرنسية».

وبصرف النظر عن مسألة القيود الدولية على مبيعات الأسلحة إلى إيران، فليس من المرجح بالنسبة للجمهورية الإسلامية شراء طائرات الميراج لعدة أسباب.

أولا: أحدث نسخة من ميراج هي «2000 – 5 إي آي»، والتي أوقفت فرنسا إنتاجها في عام 2007. ولا يمكن لإيران شراء طائرات ميراج الجديدة منذ فترة طويلة بسبب توقف خطوط الإنتاج. لذلك، ربما يجري النظر في مسارين. أولا: لوازم المعدات الحديثة وقطع الغيار من شركة داسو للطيران، والثانية شراء مقاتلات ميراج 2000، التي هي في الخدمة حاليا في سلاح الجو الفرنسي. أما المسار الثاني فممكن، في الوقت الذي تستبدل فيه فرنسا طائرات الميراج بمقاتلات من طراز رافال.

ثانيا:  الطائرات الحربية الروسية هي خيار أكثر تفضيلا لإيران. وزار الشهر الماضي قائد البحرية الإيرانية معرض الأسلحة البحرية الروسية لعام 2015. وخلال الزيارة، قالت مصادر عسكرية إيرانية إن الروس طلبوا قائمة شراء الأسلحة من إيران. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وزير الدفاع الايراني الجنرال «حسين دهقان» اجتمع مع نظيره الروسي خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، ووقع الجانبان اتفاقا للتعاون العسكري. وكانت روسيا هي الدولة الوحيدة التي باعت طائرات (ميج إس 29 وسو 24) إلى إيران بعد الثورة الإسلامية عام 1979. وبالتالي، فإن القادة الإيرانيين لديهم المزيد من الثقة في روسيا أكثر من دول غربية مثل فرنسا أو الولايات المتحدة. وعلاوة على ذلك، فإنه في السنوات الأخيرة تغيرت عقيدة ومعدات القوات المسلحة الإيرانية من الغرب إلى الصين وروسيا.

ثالثا: طائرات الميراج هي من المقاتلات متعددة المهام. ومن ناحية الدفاع الجوي، فقد حققت إيران استثمارات كبيرة في صواريخ أرض - جو ومدافع وأيضا مجموعة واسعة من رادارات بعيدة المدى. وبالتالي، فإن إيران لا تحتاج إلى مقاتلات دعم للمعارك المحتملة. هذا هو الحال بصفة خاصة كما تتكون بعض الأسراب من الطائرات الاعتراضية الإيرانية مثل "إف – 14 إيه و سو - 24"، والتي لديها القدرة على دخول معارك من بعيد. إذا كانت إيران لتشتري عددا من مقاتلات ميراج 2000، فإنها بحاجة إلى توقيع عقود إضافية لإمدادات الأسلحة ذات الصلة، والبنية التحتية للطيران ومهندسي الصيانة. وهذا يعني أن التكلفة المالية لهذا الخيار لن تكون قابل للتطبيق.

ومن الواضح أن أسطول القوات الجوية الإيرانية قديم وضعيف. قائد القوات البرية للجيش الإيراني العميد. الجنرال «أحمد رضا بوردستان» ذكر صراحة أن إيران «بحاجة إلى شراء طائرات حربية وطائرات هليكوبتر جديدة. وأنها إذ تضع في اعتبارها الاعتبارات المبينة أعلاه، فمن المرجح أن إيران سوف تطور أسطول طائرات الحربية بالطائرات الروسية بمجرد تأمين المشتريات. هناك العديد من العوامل التي تدعم هذا التقييم بشدة».

وخلال العقدين الماضيين، ساعدت روسيا إيران على بناء صيانة الطائرات ومرافق الإنتاج. القوة الجوية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي، والتي تعمل بالتوازي مع القوات الجوية الإيرانية، يستخدم الطائرات الروسية الوحيدة مثل مروحية «سو - 25» و«ميل». وعلاوة على ذلك، فإن صواريخ جو- جو وصواريخ جو- أرض التي طورتها إيران في السنوات الأخيرة تعتمد على التكنولوجيا الروسية والصينية. ولذلك فمن الواضح أن كلا من الحرس الثوري والقوات الجوية مجهزة للتكيف بشكل أفضل مع الطائرات الحربية الروسية الجديدة على عكس الطائرات الغربية.

وعلاوة على ذلك، فإن الصين، مثل روسيا، تمتعت بعلاقات عسكرية جيدة مع إيران على مدى العقود الثلاثة الماضية. وخلال زيارة قائد البحرية الإيراني إلى الصين في أكتوبر / تشرين الأول عام 2014، اتفق الجانبان على التعاون العسكري، وقال وزير الدفاع الصيني إن بلاده ترى إيران «كشريك استراتيجي، ونحن نتطلع لزيادة العلاقات العسكرية بيننا من حيث التدريب والأسلحة الإمدادات». ومع ذلك؛ فإن الصين مصدر غير متوقع لطائرات جديدة لإيران. الطائرات الصينية مثل «جي 10» و«جي 17» التي اشترتها باكستان هي طائرات قديمة متعددة المهام. الجيل الخامس الأحدث من مقاتلة «جي 20» ليس خيارا بالنسبة لإيران أيضا، إنها لا تزال في مرحلة الاختبار النهائي، والصين لن تبيع أحدث التقنيات العسكرية إلى بلد آخر.

التعبير عن الاهتمام في الطائرات الفرنسية زائد على حده، إن هذه المعاملات غير محتملة لأسباب عسكرية وهندسية ومالية وسياسية. وبدلا من ذلك، فإنه لنفس الأسباب يمكن لروسيا أن تكون مصدرا محتملا للطائرات الجديدة. إن ايران لديها حاليا أسراب مقاتلة اعتراضية من طراز (إف – 14 و سو – 24) وقاذفات القنابل المتوسطة (إف – 4 وسو – 25)، وعلى مقربة من مقاتلي الدفاع ومقاتلات الدفاع الجوي السرية ( إف – 15 و هيسا أذرخش  وإف – 7 إيه وهيسا صاعقة). وسوف تكون القوات الجوية عندئذ بدون حاجة لشراء هذا النوع من الطائرات في المدى القصير. وبدلا من ذلك، فإن المقاتلات متعددة المهام المتقدمة بمثابة ضرورة رئيسية لسلاح الجو الإيراني العادي. من الممكن في الواقع على مدى السنوات القليلة القادمة، حيث تتلاشى القيود الدولية، أن تشتري إيران المقاتلات متعددة المهام مثل «سو - 30»، و«ميج 35»، و«ميج 31» أو ترقية مقاتلات «ميج 29» إلى إصدار متطور. وإجمالا، تحتاج القوة الجوية الإيرانية بشدة إلى التجديد في المدى المتوسط.

  كلمات مفتاحية

إيران روسيا فرنسا السلاح الإيراني

قائد البحرية بـ«الحرس الثوري»: الولايات المتحدة لا تقوى على مواجهة إيران «المقتدرة»

الاتفاق النووي يسمح لإيران بمواكبة التفوق الخليجي الهائل في الأسلحة التقليدية

فرنسا تسلم مصر أول ثلاث طائرات «رافال» من صفقة الـ24 طائرة

قطر تشتري 24 طائرة رافال مقاتلة في صفقة تبلغ 7 مليارات دولار

قائد سلاح البحرية الإيراني: تواجدنا في خليج عدن سيكون «دائما ومستمرا»

إيران وإيطاليا توقعان عقد تأمين بملياري يورو

تحليل: إيران تستعد لتجديد سلاحها الجوي مع رفع العقوبات

أول رحلة للخطوط الفرنسية تتوجه لإيران منذ 8 أعوام