قالت وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، إن القلق يتزايد على سجناء مصر مع تفشي فيروس كورونا، لا سيما في ظل سجون مكتظمة بالمعتقلين.

وأضافت الوكالة أن عائلات السجناء تخشى عليهم من الإصابة بكورونا، لا سيما في ظل الأوضاع السيئة للسجون، لذلك فإن تلك العائلات تطالب بإطلاق سراح ذويهم.

وأوقفت مصر الزيارات العائلية للسجناء على الأقل حتى نهاية الشهر الجاري، بزعم الحفاظ على "صحة وسلامة النزلاء"، وهذا يعني، وفق الوكالة، أن الأقارب لا يمكنهم إحضار الأدوية والملابس النظيفة والطعام الطازج لذويهم في السجون.

ونقلت "فرانس برس" عن "إكرام يوسف"، الكاتبة المعروفة ووالدة المحامي والنائب السابق "زياد العليمي" الذي تتدهور صحته في السجن، قولها إنها تعيش في "كرب" من شدة القلق على نجلها.

وأضافت: "ابني مصاب بداء السكري وارتفاع ضغط الدم ومشكلات في الجهاز التنفسي، ويساورني القلق من أنه معرض لخطر الإصابة بكورونا".

واعتقل "العليمي" البالغ من العمر 40 عامًا، وهو شخصية رئيسية في ثورة 2011 ، في يونيو/حزيران من العام الماضي وينتظر محاكمته بتهمة "إثارة الفوضى"، فيما حُكم عليه الأسبوع الماضي بالسجن لمدة عام في قضية أخرى بتهمة "بث أخبار كاذبة" بسبب تعليقات أدلى بها في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية.

وتابعت "إكرام سيف": "لدينا شعور بالعجز الشديد، وأقترح كما اقترحت منظمات دولية بينها هيومن رايتس ووتش، الإفراج المشروط عن سجناء الرأي وأولئك الذين لا يشكلون تهديدًا للمجتمع".

ووفق الوكالة الفرنسية، يعيش السجناء في مصر ظروفا مروعة خلف القضبان، حيث يعانون من نقص في البطانيات، وينامون على الأرض، ويستخدمون مراحيض قذرة، وكمية محدودة من الأدوية.

ونوهت الوكالة إلى أنه في يونيو/حزيران الماضي، توفي الرئيس السابق "محمد مرسي"، إثر سقوطه في المحكمة، مما أثار غضبًا عالميًا بشأن الإهمال الطبي في السجون المصرية.

ووصفت المقررة الخاصة للأمم المتحدة "أغنيس كالامارد" موته بأنه "قتل تعسفي".

وأشارت الوكالة في تقريرها إلى اعتقال الشرطة المصرية، الأربعاء، 4 معارضات بارزات بعد أن طالبن بالإفراج عن السجناء خشية إصابتهم بكورونا، قبل أن يتم الإفراج عنهن.

ووفق الوكالة، يبلغ إجمالي عدد السجناء في مصر حوالي 106 آلاف، بينهم 60 ألف سجين سياسي، بحسب الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.

"هدى عبدالمنعم" (61 عامًا)، محامية مرموقة تقبع في الحبس الانفرادي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018 ، وتعاني من ارتفاع ضغط الدم وجلطة في ساقها اليسرى.

وقالت ابنتها المقيمة في بروكسل "جهاد خالد" لوكالة "فرانس برس"، إن والدتها حرمت سابقا من العلاج منذ أكثر من ثلاثة أشهر، "ولا يوجد أطباء متخصصون يمكنهم تلبية احتياجاتها الطبية في المستشفى البدائي في سجن القناطر للنساء".

وأوضحت أن "السجن بأكمله سيصاب بكورونا لو دخلت حالة واحدة مصابة من الخارج".