«جبهة النصرة»: الاستعانة بتركيا لقتال «الدولة الإسلامية» لا يجوز شرعا

الاثنين 10 أغسطس 2015 06:08 ص

قالت «جبهة النصرة» في سوريا، إن الاستعانة بتركيا ودول التحالف الدولي الأخرى لقتال تنظيم «الدولة الإسلامية» لا يجوز شرعا، مشيرة إلى أن الجبهة انسحبت من نقاط رباطها ضد التنظيم في ريف حلب الشمالي.

وأوضحت «جبهة النصرة» في بيان لها أن تدخل تركيا ضمن التحالف الدولي يأتي بسبب دق ناقوسَ خطر يهدد أمنها القومي، «يتمثَّل بخوفها من تمدد حزب العمال الكردستاني من تل أبيض إلى عفرين (بسوريا)، مما يعني قيام دولة كردية على حدودها الجنوبية».

وأضاف البيان: «لهذا أعربت تركيا عن نيتها إقامة منطقة عازلة في ريف حلب الشمالي تمتد من أعزاز إلى عين العرب كوباني، وتشمل بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة الخوارج (الدولة الإسلامية)، فعزمت الحكومة التركية وقوات التحالف الدولي على قيادة المعركة وتوجيهها ضمن مصالحهم وأولوياتهم الخاصة، وذلك بتأمين غطاء جوي ومدفعي لبعض فصائل المعارضة السورية المشاركة في هذا التحالف كقوات برية».

بيان الجبهة أكد أيضا أن الدخول في تحالف تركيا أو الاستعانة به، أو التنسيق معه «لا يجوز شرعا»، مشيرا إلى أن «التدخل التركي لا يصب في مصلحة الساحة حاليا، خصوصا بعد تقهقر النظام النصيري (نظام بشار الأسد) ووصول المجاهدين إلى معاقله في الساحل السوري».

وتابع البيان: «الجماعات والفصائل المقاتلة على أرض الشام لديها القدرة على قتال الخوارج (الدولة الإسلامية)، إذا توحدت واجتمعت، ضمن السبل والوسائل الشرعية، واعتصمت بحبل الله تعالى، دون الحاجة للاستعانة بقوات دولية أو إقليمية».

وفي رد قاطع على المشككين بتراجع موقف «جبهة النصرة»، تجاه «الدولة الإسلامية»، قالت: «تركنا نقاط رباطنا مع الخوارج (الدولة الإسلامية) في الريف الشمالي لحلب ليتولاها أي فصيل مقاتل في هذه المناطق، مع الحفاظ على سائر خطوطنا ضد الخوارج في بادية حماة والقلمون وغيرها، التي لا دخل لها في هذه المعركة».

وختم البيان بتوجيه رسالة إلى الفصائل السورية يدعوها إلى ضرورة وضع دراسة استراتيجية كاملة قبل اتخاذ أي قرار يخص الساحة السورية، «ودراسة الأعداء كافة في الساحة وخارجها، بما فيهم الخوارج (الدولة الإسلامية)، ويصنّفهم حسب الخطورة والأهمية وأولوية القتال، آخذا في الاعتبار ضرورات المرحلة والمصالح العليا لأهل الشام في ثورتهم وجهادهم».

وقبل أيام، قالت مصادر ميدانية سورية، إن «جبهة النصرة» بدأت بالانسحاب من نقاط تمركزها في ريف حلب الشمالي على جبهات القتال ضد «الدولة الإسلامية»، استعدادا للمنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها.

وأضافت المصادر أن عملية انسحاب «جبهة النصرة» من نقاطها ومقراتها بدأت، الأربعاء الماضي، بعد اجتماع ضم ممثلين عن الجبهة وفصائل المعارضة الكبرى بريف حلب الشمالي.

وكانت تقارير صحفية قد نقلت الثلاثاء الماضي، عن مصادر رسمية أن تركيا ترفض أي تواجد لتنظيم «النصرة» في المنطقة الآمنة التي تنوي إنشاءها شمال سوريا لتكون خالية من «الدولة الإسلامية» ومن قوات حماية الشعب الكردية، لتبدأ «النصرة» الانسحاب من مقراتها في المناطق التي يعتقد أنها ستكون جزءاً من المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إنشاءها.

وشاركت قوات جبهة النصرة بالقتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بريف حلب الشمالي إلى جانب قوات المعارضة منذ مطلع العام الماضي، إلا أن هجوم «النصرة» مؤخرا على مقرات الفرقة 30 التابعة للجيش الحر، والتي تلقى مقاتلوها تدريبات في قواعد عسكرية تركية وفق البرنامج الأمريكي التركي لتدريب المعارضة السورية قد وتر الأجواء بين الجبهة من جهة وقوات المعارضة السورية من جهة ثانية.

وقال مصادر تركية مؤخرا، إنه لن يكون هناك دور لـ«جبهة النصرة» في المنطقة الآمنة ولن يسمح لها بالوجود، مشيرة إلى أن المنطقة الآمنة تمتد من عفرين إلى أعزاز إلى جرابلس، حيث تمتد على مسافة 140 كيلومترا طولا وبعمق 50 كيلومترا.

وظهرت «جبهة النصرة» في سوريا مطلع العام 2012 بعد أشهر من اندلاع النزاع منتصف مارس/آذار 2011، وأعلنت في أبريل/نيسان 2013 مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة «أيمن الظواهري».

وبدأت الولايات المتحدة في أغسطس/آب 2014، توجيه ضربات لتنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق، قبل أن يتوسع نطاق هذه الغارات أواخر العام الماضي ليشمل قواعد لهذا التنظيم في سوريا وكذلك أيضا أهدافا لـ«جبهة النصرة».

  كلمات مفتاحية

تركيا الدولة الإسلامية سوريا جبهة النصرة التحالف الدولي

«جبهة النصرة» تبدأ الانسحاب من ريف حلب استعدادا للمنطقة الآمنة

واشنطن: القوات السورية المدربة لن تقاتل «جبهة النصرة»

تركيا: منطقة آمنة في سوريا قريبا ولن يسمح لـ«جبهة النصرة» بالتواجد

الفرص محدودة أمام قيام منطقة آمنة في سوريا

تركيا تعلن عزمها إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا

هجومان على القنصلية الأمريكية ومركز للشرطة في إسطنبول

الولايات المتحدة ترسل 6 طائرات و300 عسكري إلى قاعدة «انجرليك» التركية

«جبهة النصرة» تنسحب من خطوط المواجهة مع «الدولة الإسلامية» شمالي حلب

«جبهة النصرة» تفرج عن 7 مقاتلين سوريين دربتهم واشنطن

صفقة مع «النصرة» وراء الإفراج عن 7 مقاتلين سوريين دربتهم أمريكا