الشبح الاقتصادي لكورونا يهدد القطاع غير الرسمي في أفريقيا

الثلاثاء 14 أبريل 2020 08:27 ص

بعد انتشار جائحة كورونا والتداعيات التي سببتها على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي في جميع أنحاء العالم، هرعت منظمات ومراكز أبحاث، إلى دراسة حجم الأضرار والآثار المترتبة على تلك الجائحة.

فصندوق النقد الدولي على سبيل المثال، توقع أن تتسبب الجائحة بأسوأ تداعيات على الاقتصاد العالمي منذ فترة الكساد العظيم، في ثلاثينيات القرن الماضي، على الرغم أنه من غير المعروف كم سيطول أمد الجائحة.

إلا أن أكثر الدول تضررا على ما يبدو، هي دول القارة الأفريقية بأكملها، التي سجلت ما يزيد على 13 ألف إصابة، فيما تجاوز عدد الوفيات 700حالة، وهي أرقام قليلة، إلا أن الاستثمارات الأجنبية قد تكون هي السبب في أزمة ستشهدها القارة.

ووفق دراسة صادرة عن شركة "ماكينزي أند كومباني" الأمريكية، من المتوقع أن تخسر أفريقيا - ثاني أكبر قارة في العالم وثاني أكبر قارة من حيث عدد السكان- بين 90 مليار إلى 200 مليار دولار في 2020، بسبب كورونا.

وبالنسبة إلى سكانها البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة في 54 دولة، يعد القطاع غير الرسمي قطاعا كبيرا، يستوعب العمالة في القارة الغنية بالموارد ولكنها، فقيرة في مصادرها وإدارتها.

وفي "أفريقيا - جنوب الصحراء الكبرى"، يساهم القطاع غير الرسمي بنسبة 66% من إجمالي العمالة، المصنف كمجموعة من الأنشطة الاقتصادية والمشاريع والوظائف غير الخاضعة للتنظيم، أو غير محمية من قبل الدولة.

وفي ظل كورونا، يكافح الناس صعوبات الحياة بمساعدات قليلة أو معدومة من الحكومات، إذ أغلقت معظم الشركات أبوابها؛ ما أثر على الوظائف وسبل العيش.

بدورها، قالت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أفريقيا "ماتشيديسو مويتي"، إن فيروس كورونا ليس لديه القدرة فقط على التسبب في الآلاف من الوفيات، ولكن أيضا لإطلاق العنان للدمار الاقتصادي والاجتماعي في القارة.

وعلى الرغم من أن الحكومات الأفريقية، اتخذت تدابير عديدة لوقف انتشار الفيروس، بما في ذلك إغلاق المدارس وفرض قيود على السفر وحظر التجمعات الكبيرة وإغلاق الأسواق، إلا أنها ما زالت تسجل المزيد من الحالات جديدة.

وحول الآثار الاقتصادية لكورونا، قالت "ميرسي واروي"، بائعة طعام متجولة في نيروبي: "لم يعد بإمكاني الانتقال من مكان إلى آخر، فقد تم تقييد الحركة في نيروبي، وحتى قبل ذلك أغلقت المكاتب، لأن الجميع قيل له أن يعمل من المنزل".

وأضافت "كنت أكسب حوالي 4 آلاف شيلينج كيني (37 دولارا) كل يوم، لكن الآن لا يمكنني أن أربح حتى شيلينجا واحدا''.

وأوضحت "ميرسي" (30 عامًا)، وهي أم لطفلين، أنها تعيش الآن مع شقيقها لأنها لا تملك المال، مضيفة أن "أخاها معلم ولكن حتى بالنسبة له، فإنه يقول دائما إن مدخراته ستنفد قريبا لأن المعلمين لا يعملون أيضا".

من جهته، قال "ريتشارد مونانج"، خبير ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، للأناضول، إن "العاملين في القطاع غير الرسمي يكسبون رزقهم عن طريق جلب السلع الزراعية من المزارع إلى المستوطنات الحضرية، وهم جزء من سلسلة غذائية".

إغلاق الأسواق

أشار "مونانج" إلى أن إغلاق أسواق المواد الغذائية أثر على عدد كبير من الناس في القطاع غير الرسمي، الذين يتاجرون بأقل من 150 دولارا يوميا ويعتمدون على ذلك كأجر يومي، بالإضافة لإفساد مخزون الطعام القابل للتلف.

وقال "فابيان تشيني"، مدير متجر صغير في ياوندي بالكاميرون، للأناضول: "لقد أغلقوا الأسواق كإجراء لوقف انتشار الفيروس، وهذا يعني عدم وجود مشترين، مما يعني عدم وجود أي مال لرعاية ابني الذي يبلغ من العمر 4 أشهر فقط".

وأعربت "ميرسي" عن أملها في أن ينتهي الحجر الصحي قريبًا وأن يصبح علاج الفيروس متوفرًا في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أنه إذا لم يحدث ذلك فهي تتوقع حدوث فوضى في نيروبي.

وتابعت: "إذا لم أستطع إطعام أطفالي ونفسي، سأفعل أي شيء للحصول على المال أو الطعام والخيارات المتاحة تؤدي لأشياء رهيبة لا أود ذكرها".

رأس المال البشري

أكد الخبير الأممي مونانج أن الحكومات في البلدان الأفريقية يجب أن تتوصل إلى حلول مبتكرة لضمان استدامة القطاع غير الرسمي.

ولفت إلى أن أفريقيا يجب أن تستثمر بشكل هادف لإتاحة فرص ائتمانية في القطاع غير الرسمي، إذ يمثل الأخير في القارة سوق ائتمان تزيد قيمته عن 300 مليار دولار.

وأشار مونانج إلى أنه ما يزال غير مستغل لأن الهياكل الائتمانية الرسمية بقيادة البنوك التجارية لا تزال مترددة في تمويل الاقتصاد غير الرسمي.

وأضاف أنه على عكس الغرب تتمتع أفريقيا بميزة التزايد في أعداد الشباب، لذلك هناك حاجة للاستثمار في رأس المال البشري وإعداد سكان مؤهلين.

وتابع "مونانج": "في عالم ما بعد فيروس كورونا، ستتعافى تلك الاقتصادات بسرعة، التي لديها رأس مال بشري منتج"، مؤكدًا أنه يجب على الحكومات إعطاء الأولوية لمساعدة أولئك الذين يتاجرون في السلع الأساسية القابلة للتلف.

واختتم قوله بأن تقديم مجموعة حوافز لصغار التجار وتنظيمها من خلال المؤسسات التعاونية يمكن أن تساعد في إنعاش النظم الاقتصادية في القارة.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

كورونا خسائر كورونا القارة الأفريقية

كورونا يهدد بفقدان أفريقيا 20 مليون وظيفة

ملك المغرب يدعو الرؤساء الأفارقة لمبادرة تواكب كورونا

ملايين الأفارقة يواجهون الجوع مع عزل المدن بسبب كورونا

جوتيريش يحذر من تفشٍ متوقع لكورونا في أفريقيا

وفيات كورونا في أفريقا تتجاوز الألف وتوقعات بالمزيد

كورونا.. مخاطر صعود الإقطاع الرقمي في عالم متعدد الأقطاب

الصحة العالمية: 190 ألفاً عرضة للوفاة بكورونا في أفريقيا

البنك الدولي: نمو اقتصاد القارة السمراء مهدد بسبب مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا