النظام السوري يعتقل مسؤولين وعاملين بشركات رامي مخلوف

الثلاثاء 5 مايو 2020 11:18 ص

شن النظام السوري خلال الساعات الماضية حملة اعتقالات طالت مديري وتقنيي شركة "سيريتل" التابعة لـ"رامي مخلوف" رجل الأعمال ابن خال رأس النظام "بشار الأسد"، امتدت من دمشق واللاذقية وحمص، لتشمل حلب وطرطوس.

وذلك على خلفية ظهوره في تسجيل مصور يناشد فيه "الأسد" التدخل في خلاف مع أشخاص تمثلهم وزارة الاتصالات في مطالبات ضريبية بحق شركة "سيريتل".

وعشية انتهاء مهلة حددتها الهيئة الناظمة للاتصالات كي تسدد شركة "سيريتل" مستحقات مالية لخزينة الدولة، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن "أجهزة النظام الأمنية برفقة قوات روسية قامت باعتقال 7 مديرين وتقنيين خلال الساعات الفائتة (4 منهم في حلب، و3 في طرطوس)".

مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه "بدأت استخبارات النظام والشرطة الروسية بحملة اعتقالات لمديري وموظفي (جمعية البستان) العائدة ملكيتها أيضا لمخلوف، وذلك في إطار استمرار الضغط الروسي على رامي مخلوف، وتضييق الخناق عليه أكثر فأكثر".

وأوضح المرصد أن موظفي وتقنيي شركة "سيريتل" جرى منعهم من الدخول إلى أبراج الاتصالات لمدة 3 أسابيع على الأقل، بعد أن كانت عملية دخولهم إلى تلك الأبراج اعتيادية بموافقة أمنية تلقائية.

وقال إن هذه التطورات تأتي بعد الإصرار الروسي على وضع يدها والاستحواذ على شركة "سيريتل"، وعزل ابن خال رئيس النظام السوري، مشيرا إلى أن هناك مخاوف كبيرة في أوساط الموالين للنظام السوري من تداعيات القضية، وانهيار الوضع الاقتصادي، نظرا لأن هناك عشرات الآلاف يعملون ضمن شركات "مخلوف".

وفي وقت سابق، تحدثت مصادر إعلامية سورية عن اعتقال قوات الأمن التابعة للنظام أكثر من 30 شخصا من العاملين في شركة "سيريتل" وجمعية "البستان" التي يملكها "رامي مخلوف"، ابن خال "بشار الأسد".

وبعد ساعات من أول ظهور له، أطل "مخلوف"، الأحد، بتسجيل جديد ناشد فيه "الأسد" التدخل لأنه يتعرض لمعاملة غير إنسانية ويمر بأيام صعبة قد تنتج عنها كارثة، وفق زعمه.

وأوضح في التسجيل أن الهدف من الضغوطات هو إبعاده عن المشهد الاقتصادي والشركات التي يديرها، وأهمها شركة "سيرتيل"، إذ بدأت الأجهزة الأمنية باعتقال موظفي الشركات التي يديرها.

وأبدى "مخلوف" استغرابه من أن تأتي الأجهزة الأمنية إلى شركاته وتعتقل موظفيها، بعد أن كان أكبر داعم لهذه الأجهزة وأكبر خادم لها، وراعيا لعناصرها أثناء الحرب.

كما أشار إلى أن ظهوره المتكرر على مواقع التواصل لأن الموضوع حساس وليس مزحة، وهناك تعليمات لم يعد قادرا على تنفيذها، مصدرها أشخاص "حول صاحب القرار" (أي حول "بشار") لم تعد تطاق ووصفها بـ"المقرفة والخطرة".

وحذر في التسجيل من أن استمرار الضغوط قد يخرج بعض التفاصيل عن سيطرته، إذ إن الأمور بينه وبين السلطة انقلبت، وما يطلب منه يصعب تحقيقه.

وفي ظهوره الأول منذ 9 سنوات أطل الملياردير السوري "رامي مخلوف"، الخميس الماضي، في فيديو ناشد فيه "الأسد" إنقاذ شركة الاتصالات "سيريتل" التي يملكها من الانهيار، وهدد باللجوء إلى القضاء.

جاء هذا بعد أسبوع من حجز وزارة المالية السورية على أموال شركة "آبار بتروليوم سرفيس" المسجلة في بيروت باسم "مخلوف"، والتي تنحصر أنشطتها بصفقات نقل المواد النفطية.

وحجزت مديرية الجمارك السورية على أموال "مخلوف" ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها السلطات نهاية العام الماضي ضد شركات يملكها الملياردير السوري.

وأثار المقطع الذي نشره "مخلوف" على صفحته بموقع "فيسبوك" تفاعلا واسعا على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث اشتكى عبره من زيادة العبء المادي الذي يفرضه النظام السوري على شركاته، في مؤشر لحجم الأزمة المالية التي يعيشها الأخير.

ووفق ناشطين، فإن ظهور "مخلوف"، مخاطبا "الأسد" عبر منصات التواصل يعني انقطاع التواصل بينهما وتجميد علاقتهما، بدليل أن الرجل غير قادر على التواصل بشكل مباشر مع "الأسد".

وخلال السنوات السابقة، تم تداول العديد من الأنباء عن خلاف بين "مخلوف" والنظام السوري، باعتبار أن "مخلوف" لا يقوم بواجبه في مساندة النظام بالشكل المطلوب في أزماته المالية.

وشهد الاقتصاد السوري منذ انطلاق الثورة وما تلاها من عمليات عسكرية تراجعا كبيرا، كان أبرز مظاهره انهيار قيمة الليرة السورية حيث بلغ سعر الصرف نحو 1300 ليرة للدولار، بعد أن كان 50 ليرة للدولار قبيل اندلاع الثورة.

ويعتبر "مخلوف" من أكبر رجال أعمال التابعين للنظام السوري واستفاد من صلة القرابة التي تربطه بـ"الأسد" في تكوين ثروة كبيرة.

وكان "مخلوف" أحد أبرز رموز الفساد التي نادى المحتجون بمحاربتها، وذلك خلال المظاهرات في سوريا بعد اندلاع الثورة بالبلاد في مارس/آذار 2011.

والأسبوع الماضي، طالبت هيئة الاتصالات السورية، الشركتين المشغلتين للهاتف الخلوي في سوريا بدفع مبالغ مستحقة لخزينة الدولة، تبلغ 233.8 مليارات ليرة سورية (334 مليون دولار)، استنادا إلى قرار صدر عن رئاسة الوزراء، وفي مهلة تنتهي الثلاثاء.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سوريا بشار الأسد رامي مخلوف

رامي مخلوف يشكو: ضرائب نظام الأسد مجحفة (فيديو)

نجل رفعت الأسد يدخل خط الصراع مع رامي مخلوف

فيديوهات مخلوف.. الأزمة الاقتصادية تعزز الانقسامات داخل النظام السوري

حفيد شيخ الطائفة العلوية يتهم مخلوف بالعمل ضد الأسد