السيسي يطلق إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية

السبت 6 يونيو 2020 02:44 م

أطلق الرئيس "عبدالفتاح السيسي"، السبت، ما أسماه "إعلان القاهرة" لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي الليبية ومقدرات شعبها.

جاء ذلك عقب استقباله الجنرال الليبي "خليفة حفتر"، ورئيس مجلس نواب طبرق "عقيلة صالح".

وقال "السيسي"، خلال مؤتمر صحفي بقصر الاتحادية، إن "إعلان القاهرة" بمثابة رسالة إلى العالم، ويتضمن رغبة أكيدة في إنفاذ إرادة الشعب الليبي في الاستقرار والبناء، والحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، ووضع مصلحة ليبيا فوق أي اعتبار.

ويتضمن "إعلان القاهرة"، حسبما ذكر "السيسي"، احترام كافة الجهود الأممية لحل الأزمة الليبية في إطارها السياسي، ووقف إطلاق النار خلال 48 ساعة في عموم الأراضي الليبية، وتفكيك المليشيات، وتسليم أسلحتها إلى الجيش الوطني الليبي (مليشيا حفتر)، وطرد المرتزقة الأجانب إلى خارج البلاد.

كما يتضمن الإعلان، استكمال أعمال مبادرة (5+5) برعاية الأمم المتحدة، وضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاثة لإدارة الحكم في ليبيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وإجراء انتخابات نزيهة، وتوزيع عادل وشفاف على كافة المواطنين، دون استحواذ أي مليشيات على أي من مقدرات الليبيين، وإطلاق إعلان دستوري ينظم العملية السياسية في البلاد.

ولفت "السيسي" إلى تطلع مصر إلى تعاون كل الدول لمساندة هذه الخطوة البناءة لعودة ليبيا بقوة إلى المجتمع الليبي، ودعوة المنطقة الشرقية بالتوجه إلى الأمم المتحدة في جنيف بحضور ممثلي الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودول الجوار الليبي.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من حكومة "الوفاق الوطني"، المعترف بها دوليا، على مبادرة "السيسي"، بيد أنه قبل الإعلان دشنت عملية "دروب النصر"، لتحرير مدن وبلدات شرق ووسط البلاد، في مقدمتها سرت والجفرة من مليشيا الجنرال الانقلابي "خليفة حفتر".

وأكد "السيسي" أن إعلان القاهرة مبادرة مهمة لإنهاء العنف في ليبيا، وبداية لمرحلة جديدة لعودة الحياة الطبيعية إلى ليبيا، معربا عن سعادته بالإعلان عن المبادرة من مصر، وأنه نتيجة جهود مخلصة طوال السنوات الماضية لرأب الصدع الليبي، والتحذير من خطورة الوضع الراهن في ليبيا ستمتد تداعياته حال استمراره إلى الجوار الليبي والإقليمي والدولي أيضا.

وقال "السيسي": "ما يقلقنا ممارسات بعض الأطراف (لم يسمها) على الساحة الليبية والتدخلات الخارجية"، محذرًا من إصرار بعض الأطراف على الحل العسكري للأزمة الليبية.

وأضاف: "مصر ترفض التصعيد الذي ينذر بعواقب وخيمة في كامل المنطقة".

وزاد: "لا يمكن أن يكون هناك استقرار في ليبيا إلا بوحدة وسلامة المؤسسات الوطنية، لتكون قادرة على الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه الشعب الليبي، والحفاظ على الثروات الليبية لأبناء الشعب الليبي، والتأكيد على أن استقرار ليبيا جزء لا يتجزأ من استقرار مصر".

ولفت إلى أن "حفتر" و"صالح" برهنا على رغبتهما الأكيدة في إنفاذ إرادة الشعب الليبي المتمثلة في استقرار ليبيا ووحدتها واستقلالها.

وأضاف: "أثبتا (حفتر وصالح) أنهما يعليان مصلحة ليبيا الوطنية التي تأتي فوق كل اعتبار، وقد تحلا بالمسؤولية والحس الوطني للتوصل إلى مبادرة مشتركة لإنهاء الصراع في ليبيا، وهذه اللحظة المهمة التي طالما تطلعت لها خلال السنوات الماضية".

من جانبه، قدم "حفتر"، الشكر لمصر و"السيسي"، على ما أسماه "دعم الاستقرار في ليبيا ضد الارهاب".

قبل أن يشن هجوما على تركيا، ويقول إن "الأتراك يريدون احتلال ليبيا (..) فالتدخل التركي في ليبيا سيؤدي الي استمرار الصراع أكثر في ليبيا".

وطالب "حفتر"، من "السيسي"، التدخل لإيقاف تركيا عن نقل الأسلحة والذخيرة والإرهابيين إلى الأراضي الليبية، حسب قوله.

وأشار إلى أن الخطر التركي ليس على ليبيا وحدها، لكن يمتد لدول الجوار، مضيفا: "تركيا تريد حصار ليبيا ومصر من خلال الاتفاق الذي وقعته مؤخرا مع ما تسمى حكومة الوفاق".

ودعا "حفتر" إلى حوار داخلي بمشاركة كل الأطراف لتشكيل مجلس رئاسي ليبي، وتشكيل حكومة وطنية وتوحيد المؤسسات المنفصلة في ليبيا.

وتؤكد تركيا أنه تدعم "حكومة الوفاق"، الحكومة المعترف بها دوليا، وفق طلب من الأخيرة، واتفاقية أمنية موقعة معها. بينما أكدت تقارير أممية تدفق أسلحة من عدة دول، بينها الإمارات ومصر وفرنسا؛ لدعم عدوان مليشيا حفتر" على العاصمة طرابلس.

من جهته، اتهم "صالح"، تركيا بمنع الجيش الليبي (مليشيا حفتر) من إكمال مهمة مكافحة الإرهابيين، مشيرا إلى أن الجيش التزم بالهدنة والوفاق لم تلتزم بها حتى الآن.

وشدد "صالح": "مصممون على طرد المليشيات من العاصمة الليبية، وسنبدأ بعمل دستور ليبي يمهد لإجراء انتخابات، دون إقصاء أحد".

كان بيان للرئاسة المصرية قال إن اللقاء الذي جمع "السيسي" و"حفتر" و"صالح" يأتي من منطلق "حرص مصر الثابت على تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا ولشعبها الشقيق، وباعتبار أن أمن ليبيا امتداد للأمن القومي المصري، إضافة إلى تأثير تداعيات الوضع الليبي الراهن على المحيط الإقليمي والدولي"، دون تفاصيل أخرى.

وتعد القاهرة من أكثر الداعمين لـ"حفتر" في هجومه الذي بدأه قبل أكثر من عام على العاصمة طرابلس، وانتهى بهزيمة وانسحاب كامل من العاصمة وحدودها.

والجمعة، احتضنت القاهرة، اجتماعا ضم "حفتر"، و"صالح"، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، في ظل خلاف مستمر بينهما، منذ إعلان مجلس نواب طبرق، في 25 مايو/أيار الماضي، رفضه إعلان "حفتر" تنصيب نفسه حاكما على ليبيا، وإسقاط الاتفاق السياسي لعام 2015.

وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن مليشيا "حفتر"، منذ 4 أبريل/نيسان 2019، هجوما فشل في السيطرة على العاصمة طرابلس.

ومُنيت مليشيا "حفتر"، في الفترة الأخيرة، بهزائم عديدة على أيدي الجيش الليبي، الذي أعلن في وقت سابق الجمعة، تحرير مدينة ترهونة الاستراتيجية، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق طرابلس، غداة الإعلان عن استكمال تحرير العاصمة.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إعلان القاهرة الأزمة الليبية المفاوضات الليبية خليفة حفتر

قوات حفتر تعلن خروجها من طرابلس وتدعو الوفاق لوقف القتال

قوات الوفاق الليبية ترفض إعلان القاهرة: هرطقات

الإمارات تؤيد إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية

مستشار أردوغان ردا على اجتماع السيسي وحفتر: إكرام الميت دفنه

السيسي يبحث مع رئيس وزراء إيطاليا تطورات أوضاع ليبيا

المغرب يؤكد أن اتفاق الصخيرات هو المرجعية للحل السياسي بليبيا

مع هزائم حفتر.. قرقاش: عقارب الساعة لن تعود للوراء بليبيا

السيسي وماكرون يناقشان الأوضاع في ليبيا