الرئاسة التركية: حفتر لا يؤمن بالسلام ومبادراته تخدم مصالحه فقط

السبت 13 يونيو 2020 02:05 م

قالت الرئاسة التركية إن الجنرال المتقاعد "خليفة حفتر"، والعقلية التي يمثلها والنظام التحالفي الذي أتى به، لا يخدمون هيكلية السلام والوحدة الليبية، لافتة إلى أن المبادرات البديلة والهدنة الأحادية التي يعلنها تخدم مصالحه الشخصية فقط.

جاء ذلك في تصريحات متحدث الرئاسة التركية "إبراهيم قالن"، للتلفزيون التركي.

وشدد "قالن" على أن الحل في ليبيا "يجب أن يكون سياسيا وليس عسكريا"، لافتا إلى أن أنقرة تدعم كلا من الحل السياسي والحكومة الشرعية في ليبيا  (الوفاق الوطني).

وشدد على أن تركيا ستواصل دعم الحكومة الشرعية في ليبيا المعترف بها من قبل الأمم المتحدة.

ولفت إلى أن حكومة "الوفاق الوطني" أحرزت مكاسب مهمة في الفترة الأخيرة، وحققت توازنا في الاشتباكات.

واستدرك "قالن" قائلا: "لكن بالطبع، يجب أن يكون الحل سياسيا وليس عسكريا، ومن المهم أن تصبح هذه خطوة لتمهيد الطريق لحل سياسي، وتركيا تدعم الحل السياسي".

ولفت إلى أن "حفتر" انتهك مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي انعقد تحت مظلة الأمم المتحدة، بمشاركة الرئيس "رجب طيب أردوغان"، على غرار انتهاكه للاتفاقيات السابقة.

وأضاف أن "حفتر رفض الاعتراف أيضا باتفاقية الصخيرات المعروفة بأنها الاتفاقية السياسية بليبيا، ثم نصّب نفسه قائدا للبلاد، وواصل هجماته على المدارس العسكرية والأماكن الأخرى".

وأضاف: "كما تعلمون، الأسبوع الماضي زار (فائز) السراج (رئيس الحكومة الليبية) رئيس جمهوريتنا في أنقرة، وفي المؤتمر الصحفي المشترك لهما، أكد رئيس جمهوريتنا أن تركيا ستواصل دعم كافة الشرائح الليبية عبر حكومة الوفاق الوطني".

وأكد "قالن": "هدفنا هو تشكيل حكومة شرعية لتمثيل جميع الليبيين، وتحقيق العملية السياسية والقضاء على هذا الانقسام".

وأوضح: "لقد عملنا على صياغة تُمكّن ليبيا من استخدام مواردها من أجل شعبها، وخطوات حكومة الوفاق لضمان الاستقرار السياسي والأمن للمواطنين، تمثل بالطبع أهمية كبيرة".

وحول نداء "حفتر" لوقف إطلاق النار، علق "قالن": "بينما تستمر مبادرات مثل الأمم المتحدة ومؤتمر برلين، فمن الواضح أن العملية لن تستمر بأجندة إيجابية عبر إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد، عبر مبادرات بديلة".

وأضاف أن ذلك استوجب توحيد كافة الجهود بالتنسيق وبطريقة متزامنة، مبينًا أنه من أجل ذلك كان هناك مباحثات هاتفية مكثفة بين "أردوغان" ونظيريه الأمريكي "دونالد ترامب" والروسي "فلاديمير بوتين".

وأكد أن المحادثات مستمرة، إلى جانب المباحثات المتواصلة لوزير الخارجية "مولود جاويش أوغلو" مع نظرائه.

وتابع: "في النهاية، نحن نؤيد الحل السياسي في ليبيا، ونعلم أن الحل العسكري ليس طريقا، وسنواصل بذل الجهود لإيجاد الأرضية اللازمة لذلك".

وأكد "قالن" أن تركيا تؤيد الحل السياسي من حيث المبدأ، وأنها لن تقيّم في هذا السياق نداءات وقف إطلاق النار بشكل سلبي.

وأضاف: "لكن هذا متعلق بالنوايا الكامنة وراء هذا الإعلان (إعلان القاهرة)، ولأي غرض أعلن، ومن قبل من؛ فهناك قضايا بحاحة إلى توضيح حول كيفية تنفيذ ذلك، والجهة التي ستراقب الهدنة، ونوع العقوبات التي سيتم تطبيقها على منتهكي وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن الجنرال "حفتر"، كلما وقع في ورطة، إما يعلن عن وقف إطلاق نار، أو يعلن عن تنصيب نفسه حاكما لليبيا عبر بيان أحادي.

وزاد: "رأينا أمثلة على ذلك في الماضي؛ لذلك فإن طرابلس وحكومة الوفاق الوطني لا تثق في حفتر، وتعتقد أن هذه خطوة تكتيكية ومناورة من قبله، وهي محقة إلى حد كبير في ذلك، لأنه في الماضي، كان حفتر الجانب الذي انتهك (مبادرات) أبوظبي وموسكو وبرلين".

وشدد "قالن"، على أن "حفتر" يحاول فتح مساحات لنفسه عبر وقف إطلاق النار، بعدما بدأ بخسارة مواقع في ليبيا، لذلك هناك انعدام ثقة به من قبل "السراج" وحكومة الوفاق.

وأكد ضرورة إرساء أرضية سلام تجمع الأطراف الفاعلين في ليبيا، مشيرا إلى أن "حفتر" والعقلية التي يمثلها والنظام التحالفي الذي أتى به جميعهم لا يخدمون الهيكلية التي تسعى للسلام والوحدة الليبية.

وردًا على سؤال عن سبب تواجد تركيا في ليبيا، قال "قالن": "لدينا تاريخ قديم مع ليبيا، نحن لسنا دولة جديدة أو أجنبية بالنسبة لليبيا، لدينا أكثر من 500 سنة من التاريخ المشترك".

وتابع: "في الآونة الأخيرة، لدينا اتفاق مع الحكومة الليبية الشرعية بطلب منها، ويعلم الجميع أن الشركات التركية عملت لسنوات في ليبيا، كما أن المصابين من الحرب هناك تم علاجهم في تركيا، وإلى الآن يواصلون تلقي العلاج".

واستطرد متحدث الرئاسة: "لدينا علاقات وثيقة وشاملة مع ليبيا، وتركيا تمنع الفرص أمام الانتهازيين، وليس العكس كما يقول البعض".

وأشار "قالن" إلى أن عدم الاستقرار في ليبيا يؤثر على كل من شمالي أفريقيا وجنوبي أوروبا وحتى الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي (ناتو)".

وعلل ذلك موضحا بأن ليبيا جارة لكل من مالطا وإيطاليا وأسبانيا، وأنه في حال استمرار الحرب؛ فيعني ذلك استمرار للهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات والإتجار بالبشر، وهذا الأمر يؤثر على أمن الناتو وأوروبا.

وأشار أن الأحداث في ليبيا تؤثر على تركيا أيضا في عصر العلاقات الدولية؛ وبالتالي فإن ضمان السلام والاستقرار في ليبيا يصب في مصلحة تركيا والشعب الليبي وجميع شعوب المنطقة.

وذكر أن كل خطوة تشجع وتدعم "حفتر" تتسبب في المزيد من الموت، وعدم الاستقرار في ليبيا.

وشدد على ضرورة إدراك الجهات الفاعلة الدولية الداعمة لـ"حفتر" بالسلاح والمال تلك الحقيقة.

وأضاف أنه يجب على الجميع أن يعلم أنه لا يمكن تأسيس هيكل سياسي يخدم السلام في ليبيا عبر عنصر انقلابي غير شرعي.

ومؤخرا، منيت مليشيا "حفتر" بخسائر وهزائم متلاحقة على يد الجيش الليبي، الذي حقق انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب الليبية الأزمة في ليبيا المفاوضات الليبية خليفة حفتر

تقارير: تركيا أرسلت فرقاطة إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق

جيوبوليتيكال فيوتشرز: لعبة شد الحبل في الحرب الليبية

الوفاق الليبية: سيادة الدولة ومدنية السلطة أساس أي حل للأزمة