دعم الخليج لمصر بليبيا.. حماية للعرب أم نكاية في قطر؟

الثلاثاء 23 يونيو 2020 02:22 ص

لا تزال صحف عربية تولي اهتماما خاصا بتطورات الأزمة في ليبيا، لا سيما بعد إعلان الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، استعداد مصر للتدخل عسكريا في ليبيا إذا تطلب الأمر.

وأشاد فريق من الكُتاب بموقف مصر، مؤكدين التفاف الدول العربية حولها والرهان عليها، بينما رأى فريق آخر أن موقف مصر هو بمثابة "ضربة موجعة للدوحة".

يقول "خيرالله خيرالله"، في جريدة "العرب" اللندنية: "ثمة دعم عربي لمصر في مواجهة التحديات التركية التي شملت التدخل في اليمن وإقامة مناطق نفوذ لها في الصومال".

ويتابع: "سيظل التحدي الأكبر قدرة مصر على إعادة بعض التوازن إلى المنطقة العربية في ظل ما سمّته جامعة الدول العربية تنمّرا على العرب تمارسه تركيا وإيران وإثيوبيا.. الأكيد أن ذلك سيعني دورا مصريا مختلفا في المنطقة، خصوصا في ليبيا وما هو أبعد من ليبيا".

يقول "مشاري الذايدي"، في جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية: "كنت قد كتبت مقالة بها بعض القلق، وخلاصتها الدعوة لإعادة الزخم القوي لنشاط الرباعية العربية، بعد غفوات من النعاس، حسبما كنت أظن، رباعية القاهرة-الرياض-أبوظبي-المنامة، هذه الرباعية التي كانت إلى وقت قريب، هي سفينة النجاة وبارجة الهجوم والدفاع ضد أطماع الغزاة، تُركًا وفُرسًا، ومَن يخدمهم، أو يخشاهم، أو يرجوهم، من بني جلدتنا".

ويرى الكاتب، أن خطاب "السيسي" حول تدخل عسكري مصري محتمل في ليبيا هو "موقف ساطع لا ريب فيه، وكانت مواقف السعودية والإمارات والبحرين مثل برودة المطر في لاهب القيظ على القلب الظمآن.. تضامُن صريح فصيح وتعهُّد لا لبس فيه بالوقوف مع مصر قلبا وقالبا".

ويضيف: "هذا الانبعاث الرائع للرباعية العربية، من جديد، يجب البناء عليه، وتزخيمه، وتثميره، وإعادة الدوران لعجلة الحلف العربي الرباعي، هذه لحظة مثالية للتفاهم والتنسيق الدائم، كما كان الأمر في البداية، كنا نرى اجتماعات متتالية لزعماء وقادة الدول الأربع ووزراء الخارجية والدفاع والداخلية والمخابرات والإعلام".

في السياق ذاته، يقول "طارق الحميد"، في جريدة "عكاظ" السعودية: "الآن هي فرصة لمن يريد أن يثبت أنه من دول الاعتدال المعنية بحماية الدول العربية من العبث التركي، وقبله الإيراني، بدولنا، ودول الاعتدال هي السعودية، والإمارات، اللتان قالتا لمصر ركيزة الاعتدال إنهما معها، وإن أمنهما من أمن مصر. والآن هي فرصة من يريد إثبات أنه مع حماية الدولة العربية، قولا واحدا".

ويدعو الكاتب، إلى "إصدار بيان من الجامعة العربية لمطالبة تركيا بالانسحاب من ليبيا فورا، والإعلان عن الالتزام بدعم أي موقف، أو قرارات تتخذها القاهرة".

ويتابع: "وفي ذلك ليس حماية لمصر وحسب، بل حماية للأمن القومي العربي، وتجنب ضياع دولة عربية أخرى، وابتلاعها من دولة إقليمية متربصة كتركيا، وكما فعلت إيران بسوريا.. وهذا أمر لا يمكن قبوله على حدود مصر، كما لا يمكن قبول الحوثيين على حدود السعودية".

وتقول "منى بوسمرة"، في جريدة "البيان" الإماراتية، إن "مواقف الإمارات التاريخية الداعمة لمصر، ظلت على الدوام تنبع من نهج أصيل وبوصلة صائبة بأن مصر بثقلها العربي الكبير هي ركيزة للأمن القومي الجماعي، واستقرارها هو استقرار للمنطقة، وقوتها قوة للعرب جميعا".

وتتابع: "السياسات العقلانية التي تنتهجها الدول العربية الوازنة في منظومة الأمن القومي العربي، تواصل اليوم الوقوف سدا منيعا في وجه السياسات غير الحكيمة التي تقودها أوهام الهيمنة وأطماع السيطرة لقوى إقليمية لا تزال مستمرة في تدخلاتها غير الشرعية".

وتضيف الكاتبة: "إن المواقف الحاسمة والضامنة للاستقرار والأمن الجماعي، وفي مقدمتها استقرار الشعب الليبي، هي التي يجب أن تؤكد على حصانة الأمن العربي في وجه الأطماع الخارجية".

  • ضربة موجعة

أما "سعد راشد"، فيقول في جريدة "الوطن" البحرينية: "تعتبر المبادرة المصرية لحل الأزمة الليبية (...) ضربة موجعة للدوحة التي سعت منذ عام 2011، إلى توظيف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في تأزيم الوضع في ليبيا".

ويتابع: "فالدور القطري التخريبي في ليبيا لا يتوقف على دعم الجماعات الإرهابية بل تعدى ذلك بإرسال قوات عسكرية قطرية مسلحة لدعم تلك الجماعات وأن مئات الجنود شاركوا في خلق الفوضى (…) إن ما قامت به قطر في ليبيا أمر لا يمكن أن يتم التغافل عنه أو تخطيه بل تعدى الأمر بأن تقوم بدعم وتمويل تلك الجماعات التي تستهدف حاليا أمن واستقرار ليس ليبيا وحدها بل حتى جمهورية مصر العربية".

ويضيف "راشد": "إن قطر بتواجدها في ليبيا قدمت تسهيلات ضحمة من أجل تواجد القوات التركية ليتأزم الوضع وتكون ليبيا ساحة لتواجد القوات الأجنبية ومرتعا للكيانات الإرهابية".

في المقابل، يعلق "إسماعيل ياشا"، في جريدة "العرب" القطرية، على زيارة قام بها وفد تركي رفيع المستوى للعاصمة الليبية طرابلس مؤخرا، ويقول إن هذه الزيارة "التي جاءت بعد تطهير غربي ليبيا من قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، ترسل إلى المجتمع الدولي وحكومات دول العالم رسالة مفادها أن العاصمة الليبية آمنة لمن أراد أن يجري مباحثات مع الحكومة الليبية الشرعية، وأن من يرغب في تعزيز علاقاته مع ليبيا عليه أن يأتي البيت الليبي من بابه، وهو طرابلس".

ويضيف "إسماعيل": "حكومة الوفاق الوطني الليبية هي اليوم أقوى من ذي قبل، بعد هزيمة قوات المرتزقة التي كانت تحاصر طرابلس وتقصفها بشكل عشوائي. ومن المتوقع أن تطرق أبواب طرابلس في الأيام القادمة وفود من دول أخرى، بهدف التقارب مع حكومة الوفاق الوطني وتعزيز علاقاتها مع ليبيا".

  • منظمة كرتونية

"إحسان الفقيه"، في جريدة "القدس العربي" اللندنية، تصف جامعة الدول العربية بأنها "منظمة كرتونية دعائية تسيطر عليها طغمة من الحكام، الذين يتدثرون بالعباءة الأمريكية، فمن ثم، لن تحيد الجامعة عن سياسة العملاء".

وتضيف أن الأمين العام للجامعة "لا يتحرك إلا في الاتجاه الذي يريده ثالوث الشر، الذين يهيمنون على الجامعة، وبما أن تركيا هي قضيتهم الأولى في الوقت الحالي، فتجد آثار ذلك على تحركات جامعة الدول العربية بوضوح صارخ".

وتتابع "إحسان": "ومؤخرا، تلقت الأمانة العامة بجامعة الدول العربية طلبا مصريا بعقد اجتماعي طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث التطورات في ليبيا (…) فماذا ستقدم الجامعة العربية للسيسي في ورطته؟ لا شيء، ستبقى الأمور كما هي، فلا يملك الأموات شيئا للأحياء".

المصدر | بي بي سي

  كلمات مفتاحية

الحرب الليبية الأزمة في ليبيا دعم الإمارات لمصر دعم مصر

السعودية والإمارات تؤكدان دعمهما لموقف مصر بشأن ليبيا

سيناريو الحرب المصرية التركية في ليبيا

أقطاي: السعودية والإمارات تريدان من السيسي احتلال ليبيا

قطر تتهم دولا بمواصلة دعم الأطراف المعادية للوفاق الليبية